رأينا
أشرت وقائع الأيام الأربعة التي انقضت على عملية الكرك الإرهابية وامتداداتها التي أجهزت عليها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية بعد متابعة حثيثة لارتباطات خلية الكرك الإرهابية ان الطريق لإحباط نوايا وخطط الإرهابيين الخبيثة الهادفة إلى نشر الفوضى والفلتان في بلادنا والمسّ بأمننا واستقرارنا لا يكون الاّ بمزيد من الوعي والشجاعة والتماسك والوقوف خلف القيادة والقوات المسلحة بأذرعتها المختلفة وبقطع الطريق أمام أي محاولة لبث الشائعات أو الفُرقة بين أبناء الوطن الواحد وعدم الاستماع إلى الأخبار المُفبركة التي يحاول أنصار هؤلاء الإرهابيين نشرها في صفوفنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسائط اعلامية مختلفة.
من هنا، كان جلالة القائد الأعلى واضحاً وصريحاً في حديثه إلى مجلس الوزراء عندما ترأس جانباً من جلسته الأربعاء الماضي بتأكيد جلالته: على ضرورة دعم الأجهزة الأمنية لما يقومون به من جهد كبير يفخر به كل الأردنيين مشدداً جلالته على ان الأردن سيرد بقوة على كل من يعبث أو يحاول العبث بأمن الوطن.
وإذ لفت جلالته خلال ترؤسه جانباً من مجلس الوزراء في المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات الذي حرص جلالته على متابعة عملية الكرك وما بعدها متابعة حثيثة ومباشرة ودائمة، على ضرورة مواصلة العمل بكل زخم وقوة ومضاعفة الجهود على كل الأصعدة من أجل تحقيق ما فيه مصلحة الأردن وخصوصاً أهمية التعاون بين الحكومة ومجلس النواب، فإن ما أبداه جلالته من اعتزاز بالشجاعة المتميزة لمنتسبي قوات الدرك والأمن العام خلال الأيام الماضية عندما عرّضوا أنفسهم وحياتهم من أجل حماية المواطنين ومتابعة المجرمين وملاحقتهم واحباط مخططاتهم الرامية إلى إلحاق الأذى والشر بالأردن، فإنما يؤكد كل ذلك اننا نسير في الاتجاه الصحيح واننا لم ولن نضيع البوصلة أو نحيد على الهدف الرئيس بمواصلة الحرب على الإرهاب بلا هوادة حتى دحره والحاق الهزيمة النهائية به.
ولعل ما يؤكد على صحة ودقة ذلك هو التقدير العالي الذي أعرب عنه جلالة الملك لوعي الأردنيين وما تحلّوا به من مسؤولية خلال الفترة الماضية منوهاً جلالته بأن تعميق التعاون وتكريسه بين المواطن الأردني والأجهزة الأمنية هو الكفيل بتمكين الأجهزة الأمنية من القيام بواجباتها على أكمل وجه وضمان سلامة المواطن في ظل الحقيقة التي تتأكد يوماً بعد يوم وهي أن شجاعة الأردنيين هي التي تُميّز بلدنا..
وفي السياق ذاته، كان جلالة الملك يقرأ جيداً وعميقاً في المشهد الأردني بشكل تكاملي ودقيق وبخاصة في اشارة جلالته إلى أهمية وضرورة التواصل مع الاعلام المهني المسؤول وتزويده بالمعلومات بشكل مستمر لقطع الطريق أمام الاشاعات المضللة، وهي حقيقة ساطعة اثبتتها وقائع الأيام الماضية وأكدت عليها، عندما نجح الأردنيون بمسؤولية وشجاعة في تفويت الفرصة على المُضِللين وادارة الظهر لاشاعاتهم واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المسؤولية التي لا تُجافي الحقيقة عندما تقول انها كانت على درجة عالية من المسؤولية والشفافية ومواجهة الاحداث وتداعياتها بواقعية وتواصل فعّال وعدم اللجوء إلى الصمت أو الاخفاء أو الانتظار طويلاً لتزويد وسائل الاعلام والأردنيين بالتفاصيل التي يحتاجون الاطلاع عليها والوقوف على أبعادها ودلالاتها..
في النهاية، يمكن القول بارتياح وثقة اننا نجحنا، شعباً وحكومة وأجهزة أمنية وقيادة حكيمة وشجاعة في تجاوز الأحداث الأخيرة وأكدنا على صلابتنا وقدرتنا على مواجهة التحديات والتصدي لها بصلابة ومسؤولية.