رأينا
بانتهاء العملية الامنية في الكرك وعودة الامور الى طبيعتها في المحافظة الأبية, يمكن القول بثقة واطمئنان أن الامور باتت تحت السيطرة ولم تكن هناك اي محاولات جادة أو خطيرة لإحداث اختراق في جدار أمن بلدنا واستقراره ولم يشكل الارهابيون ورهط الخارجين على القانون منذ اكتشافهم في منطقتي القطرانة وقلعة الكرك أي خطر حقيقي حتى بعد تنفيذ العملية الامنية والمداهمة التي جرت لتفتيش منزل احد الاشخاص المرتبطين بالخلية الارهابية التي استهدفت عدداً من مرتبات الاجهزة الامنية, ان العيون الساهرة قد استطاعت بمهنية عالية ان تمسك بخيوط الخلية الارهابية وأن تتابع بيقظة وحرفية محاولات اعضائها التخفي أو الاحتفاظ بما استطاعوا الحصول عليه من اسلحة أو عتاد.
صحيح أن ثمن احباط هذه العمليات الارهابية الخسيسة كان باهظاً لأننا دفعنا مقابله دماء وارواحاً عزيزة على قلوب الاردنيين جميعاً, إلا أنه صحيح ايضاً ان ديمومة أمن واستقرار الأردن وحماية شعبه وزواره وضيوفه تفرض علينا أن نكون على يقظة عالية وان نواجه عصابات خوارج العصر بكل ما اوتينا من قوة كي لا يكون لهم مكان في صفوفنا وكي لا يمر خطابهم الظلامي وكي يبقى الاردن كما كان على الدوام حصناً منيعاً وقلعة صلبة في مواجهة الارهاب وداعميه ومموليه ومروجي خطابه الى ان تم تجفيف منابعه ودحره.
واذ كان جلالة القائد الاعلى يتابع العملية الامنية في الكرك لحظة بلحظة من خلال تواجده في المركز الوطني للامن وادارة الازمات حتى تم الانتهاء من العملية بنجاح وبأقل الخسائر وصدور البيان النهائي عن مجرياتها, فإن ما اظهرته وقائع الساعات التي انقضت على مواجهة الخارجين على القانون والمرتبطين بالعصابة التي اكتشفت في القطرانة وتمت محاصرتها والاجهاز على اعضائها في قلعة الكرك قد كشفت جملة من الحقائق يجدر بالاردنيين ان يتأملوا في طبيعتها ومعانيها ودلالاتها العميقة إن لجهة الجهوزية العالية التي ظهرت عليها الأجهزة الأمنية والسرعة القياسية التي تعاملت بها مع المعلومات الجديدة التي اعقبت القضاء على خلية القطرانة أم لجهة البطولة التي ابداها نشامى هذه الأجهزة الذين سطروا شجاعة واقداماً في الدفاع عن الوطن وخاطروا بحياتهم لحماية المواطنين وانقاذ الرهائن ومواجهة الخارجين على القانون والعابثين بأمننا واستقرارنا. ناهيك عن الشفافية العالية التي تعاملت بها الأجهزة الحكومية المختلفة وتواجد وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة بتوجيه مباشر من جلالة الملك في المركز الوطني للأمن وادارة الازمات من اجل توضيح كل الامور المتعلقة بالعملية الأمنية في الكرك واعطاء المعلومات الصحيحة والدقيقة لوسائل الاعلام المحلية والعربية الاجنبية بكل شفافية وصراحة اذ لا شيء لدى الحكومة والاجهزة الامنية لتخفيه أو تحجبه وما يهم الجميع هو بث الحقائق وطمأنة المواطنين ودعوتهم الى عدم الالتفات الى الشائعات أو الاخبار أو الفيديوهات الملفقة التي تريد الاثارة أو تخفي في ثناياها المبالغة أو التحريض..
الأيام الأربعة الأخيرة كشفت معدن الأردنيين الأصيل وقدرتهم على تجاوز المحن وافشال المخططات الخبيثة الرامية الى بث الذعر والعبث بأمن بلدهم واستقراره وهم بتماسكهم الوطني وتلاحمهم خلف قيادتهم وقواتهم المسلحة واجهزتهم الامنية اثبتوا للجميع أن سلاحهم الاقوى والأمتن هو وحدتهم الوطنية وثقتهم بالله والقيادة والقوات المسلحة والاجهزة الامنية في الوقت ذاته الذي يضرعون الى المولى عز وجل ان يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يشفى الجرحى والمصابين.