خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

فيديوهات مدسوسة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار انتشر في الأشهر الأخيرة نوعٌ من الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هي في أغلب الظنّ (مفبركة) وتهدف إلى إثارة الأحقاد والفتن في البلدان العربيّة والإسلامية، وهي ممّا لا يصعب تلفيقه إمّا من خلال مشاهد تمثيلية أو من خلال (الدبلجة) أو تركيب الصور، وفي رأيي أنّه لم يكن من الصعب أن يلبس ممثّل عمامة سوداء ويربي ذقناً قصيرة ثمّ يأخذ في شتم الصحابة وأهل السنّة ويحرّض عليهم ويدعو إلى ذبحهم، ثمّ يلقي بهذا المشهد التمثيلي في وسائل التواصل الاجتماعي، فيستفز مشاهديه الذين يردّون على الشتائم بشتائم أكثر، وعلى الاتهام بالتكفير تكفيراً أكثر وهكذا، وتمتلئ نفوس المشاهدين من الطرفين أحقاداً، بينما يكون الشخص الذي قام بتمثيل هذا المشهد قابعاً في إحدى غرف دوائر الاستخبارات الصهيونية أو الغربية أو الأمريكية يستمتع بما يشاهده من نتائج فعلته المخطط لها بذكاء.

وفي الوقت نفسه ليس من الصعب أن يقوم ممثل بارتداء جبة شيخ من أهل السنّة، فينال من الشيعة ومعتقداتهم ويتهمهم بالمحسوبية والكفر والإلحاد وغير ذلك، ويبث ذلك المشهد التمثيلي على صفحات الفيسبوك والتويتر فيثير أحقاداً متبادلة هنا وهناك. وقد ثبت مؤخراً أنّ بعض مشاهد القتل والإجرام التي تبثّها الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي هي مشاهد تمثيلية أنجزت في استوديوهات عالمية أو حتّى استوديوهات محليّة صغيرة بهدف الإساءة لهذا الطرف أو ذاك، أو بهدف التحريض الذي يؤثر سريعاً في نفوس الجهلة.

وفي مقابل ذلك، ولهدف لا يقلّ خطراً وضرراً عن الصورة الأولى، ينتشر نوع من الفيديوهات ظاهرها الحديث عن معجزات الله سبحانه وتعالى وباطنها الاستخفاف بعقول المسلمين وتعزيز اعتمادهم على الأوهام والخوارق، كالطفل الذي يولد وهو ينطق بالشهادتين، والدجاج الذي يلقط الحبّ ويشكّل منه عبارة (لا إله إلاّ الله) والطفل الذي يتبرّك به الناس عندما تظهر على جسده كتابات دينية، وغير ذلك ممّا لا يصعب تلفيقه وتركيبه وترويجه بين النّاس الذين سرعان ما يتقبلونه ويروجونه بحسن نيّة، بينما يكون الذين أعدّوه ونشروه قد قصدوا منه تشويه الدين والإساءة إليه.

ولا أستبعد أن يكون مصدر هذه الفيديوهات جميعها واحداً، ويكون هدفه في الحالة الأولى تحريض الناس بعضهم ضدّ بعض وزرع بذور الفتن المذهبية والطائفية والعرقية بينهم بهدف إضعاف الأمّة وإطالة أمد الصراعات بينها خدمة لأعداء الأمّة وأطماعهم في بلاد العرب والمسلمين، ويكون هدفه في الحالة الثانية تشويه الفكر الديني وحرفه عن مساره الصحيح وتهميش دور العقل في حياة الأمّة.

إنّ النظر إلى هذه الفيديوهات برمّتها يكشف عن جامعٍ مشترك بينها ويرجح أن وراءها جهة ما لها أهدافها الخبيثة، ولذلك لا بدّ من الوعي وإمعان النظر وإعمال العقل لدى مشاهدة مثل هذه الفيديوهات، وعدم التسرّع في التفاعل معها وإظهار ردّ الفعل إزاءها، لأنّ الإسراع في ردّ الفعل قد يكون فيه خدمة لمن يقف وراءها وتحقيق لأهدافه وغاياته.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF