خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

في أصول الصراع

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار ليس شيء من الأشياء أبغض من أن يتصارع من هم تحت سقف واحد، سواءً أكان هذا السقف سقف منزل أم سقف مؤسسة أم سقف وزارة أم سقف جامعة أم سقف دولة، لأنّ الصراع يعيق التقدّم والتطوّر والإنتاج والاستقرار.

ومن الأمور البغيضة أيضاً أن يتصارع الناس مع من هم تحت السقوف الأخرى، سواءً أكانت سقوف الجيران أم سقوف المؤسسات أم سقوف دول، لأنّ مثل هذه الصراعات تصرف جميع من هم تحت تلك السقوف عن الانشغال بأعمالهم وتعيق أي إبداع أو إنجاز مفيد.

إنّ المجتمعات المتحضّرة قد جعلت للصراعات أصولاً وقواعد تؤدّي في نهاية المطاف إلى خدمة مصالحها، ولذلك إذا كان الصراع لا يحقق هدفاً مرسوماً على المدى القريب أو البعيد فإنها لا يمكن أن تخوضه. أما الأصل الثاني فإنّ تلك الدول لا يمكن أن تخوض صراعاً يجلب لها أذىً أو ضرراً سواءً لها كدولة أو لأيّ من الأفراد الذين ينتمون إليها، ما لم يكن مقابل هذا الأذى البسيط فوائد جمّة قريبة المدى أو بعيدة المدى.

وأمّا الأصل الثالث فهو أن تعطي تلك المجتمعات فرصة أكبر للحوار مهما طال أمده كلّما كان الطرف الآخر في الصراع أقرب إلى الطرف الأوّل قومياً أو دينياً أو ثقافياً أو سياسياً، وتتراجع فرصة الحوار كلّما كان الطرف الآخر أبعد عن الأوّل قومياً ودينياً وثقافياً وسياسياً. ولذلك يلاحظ أن المجتمعات المتقدّمة والمستقرّة من النادر أن تخوض صراعات داخلية مهما تعدّدت تناقضاتها، فهي لا تكتفي بالعدّ إلى العشرة بل قد يصل عدّها إلى عشرة آلاف قبل أن تجد نفسها مضطرة للتورّط في نزاع داخلي.

والواقع أن الدول الضعيفة والمجتمعات الضعيفة والوحدات الاجتماعية الضعيفة هي التي تنخرط في صراعات ونزاعات تبدأ شرارة وتنتهي حرباً وتبدأ بالكلام وتنتهي بسفك الدماء، وهي المجتمعات التي تستسهل لضعفها البطش بخصمها القريب لأنها تعرف مواطن ضعفه. ولا تبالي بمصالحها الخاصّة ولا المصالح العامّة ولا تهمها النتائج قريبة المدى ولا بعيدة المدى. وليس لديها أي صبر على خصومها من أبناء جلدتها أو أفراد أسرتها أو أهل بلدتها، ولا تمنحهم أيّ فرصة للحوار، وإذا ما فعلت وبدأت بالحوار فإنّ الوقت الذي بذلته في الحوار سيتحول بعد حين إلى حقد وضغينة وتعيّر به خصمها على الدوام، بينما إذا وقع خصام بينها وبين عدوٍّ بعيد، فإنها تمنحه الفرصة تلو الفرصة وقد تتنازل له في آخر المطاف عن حقوقها.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF