رأينا
حفل اليوم الثاني من الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني لنيوزيلندا بكثير من اللقاءات الطويلة والمكثفة التقى خلالها رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي، حيث عكست المباحثات التي أجرياها الأهمية التي يوليها الطرفان الاردني والنيوزيلندي لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتطويرها في الميادين الاقتصادية والتجارية والدفاعية.
وإذْ أكد جلالة الملك ورئيس الوزراء النيوزيلندي خلال المباحثات التي عُقدت في مقر البرلمان النيوزيلندي أهمية العمل على توسيع مجالات التعاون بين البلدين خاصة ما يتعلق بالاستفادة من خبرات نيوزيلندا الزراعية وتقنيات التوفير في استخدام المياه وفي مجالات الطاقة المتجددة والبديلة، اضافة الى التدريب المهني والتقني والتعليم، من خلال زيادة عدد البعثات الدراسية النيوزيلندية لطلبة الماجستير الاردنيين، فان ما تم الاتفاق عليه بتحفيز القطاع الخاص في البلدين على القيام بزيارات متبادلة للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة فيهما، بمختلف المجالات والأصعدة، يؤشر الى اهمية الزيارة الملكية لهذا البلد الصديق والأهداف النبيلة التي وضعت بهدف تحقيقها وبما يخدم المصالح الوطنية العليا ويسهم في الوقت ذاته بترويج الاردن استثمارياً وسياحياً.
جدول مباحثات جلالته مع رئيس الوزراء النيوزيلندي كان حافلاً تناول فيه الطرفان مختلف القضايا ذات الصلة بقضايا المنطقة والأزمات التي تعصف بها وخصوصاً مخاطر الإرهاب والجهود المبذولة في محاربته ودحر عصاباته، اعاد خلالها جلالة الملك موقف الاردن الثابت والواضح والحازم الداعي للتعامل مع هذا الخطر الذي يستهدف الأمن والاستقرار في العالم أجمع، ضمن استراتيجية شمولية، وبمشاركة جميع الأطراف المعنية، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحة السورية حيث أكد جلالته تكثيف الجهود للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري..
لم تغبْ بالطبع، مسألة اللجوء السوري والأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين السوريين عن جدول المباحثات، الأمر الذي شدّد خلاله جلالة الملك على أهمية وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه الدول المستضيفة وفي مقدمتها الأردن، الذي تئن موازنته وموارده ومرافقه وبناه التحتية تحت وطأة الخدمات المقدمة للاجئين.
جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين كما مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية خصوصاً بعد عملية الموصل احتلت مكانتها على جدول اعمال المباحثات ان لجهة اعادة التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لإحياء المفاوضات بين الجانبين استناداً الى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ام في ما خص التأكيد على دعم استقرار العراق ووحدة اراضيه، ومشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في العملية السياسية، اضافة الى جهوده في التصدي لمختلف التحديات التي تواجهه وفي محاربة العصابات الارهابية ايضاً.
زيارة جلالة الملك الرسمية لنيوزيلندا فتحت آفاقاً جديدة أمام البلدين لتطوير علاقات الصداقة بينهما وتعزيزها في مختلف المجالات وكانت ايضاً موضع بحث بين جلالته وقيادات برلمانية نيوزيلندية حيث جرت مباحثات بين جلالته ورئيس مجلس النواب النيوزيلندي ديفيد كارتر، كذلك أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والتجارة في مجلس النواب تركزت على التعاون والتنسيق في المجالات المختلفة، إضافة بالطبع الى بحث الأزمات التي تشهدها المنطقة وتهدد ليس فقط أمنها واستقرارها بل أمن واستقرار العالم، كذلك شملت نشاطات جلالته في اليوم الثاني لزيارته الرسمية لنيوزيلندا، زيارة استديوهات "دينا" لصناعة الافلام والانتاج السينمائي في العاصمة ويلنغتون اطّلع جلالته خلالها على أحدث التقنيات المستخدمة في صناعته، كما دعا جلالته بعد الجولة في استديوهات الشركة الى الاستفادة من الامكانيات الطبيعية التي يتميز بها الاردن، من مواقع سياحية مهمة مثل وادي رم والبترا في صناعة وانتاج الافلام السينمائية اضافة الى اشارة جلالته اللافتة الى النجاح الذي شهده تصوير العديد من الافلام العالمية في هذه المواقع ذات الشهرة التاريخية والحضارية.