خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في صميم قضايا المنطقة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا شكلت المباحثات الموسعة والمعمقة التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الاسترالي مالكولم تيرنبول في مقر البرلمان الاسترالي بالعاصمة كانبيرا - في اطار زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته لاستراليا، محطة مهمة وحيوية في جهود جلالة الملك الحثيثة لتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين والتعاون بينهما في مختلف المجالات وتطلع الأردن للاستفادة من الخبرات الاسترالية في مجال التقنيات الزراعية الحديثة والتدريب المهني والتقني..

وإذ ركزت المباحثات الأردنية الاسترالية على التطورات التي تشهدها ازمات الشرق الاوسط ، خصوصاً الازمة السورية وجهود محاربة الارهاب ، فإن جلالة الملك كان حريصاً على تذكير الجميع بضرورة تكثيف التعاون والجهود الاقليمية والدولية لمحاربة خطر الارهاب والتطرف ضمن استراتيجية شمولية مشدداً جلالته على ان الارهاب الذي عانت منه العديد من الدول في العالم، بات يهدد الجميع دون استثناء وهي حقيقة بدا العالم يدركها وإن كان متأخراً، الا ان ادراك هذه الحقيقة سيعجل في تجسيد دعوة جلالته على ارض الواقع والعمل في شكل حثيث لقطع الارهاب وتجفيف منابعه تمهيداً لدحره ودرء مخاطره.

من هنا، جاء تطابق وجهات النظر الأردنية الاسترالية في التشديد على اهمية التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا وسلامة شعبها، لتؤكد ضمن امور اخرى صحة ودقة وعمق القراءة الأردنية لتلك الازمة منذ وقت مبكر وخصوصاً لجهة دعوة الأردن منذ وقت مبكر الى حل سياسي لهذه الازمة وهو ما اكدته الاحداث ووقائع الازمة السورية الدامية.

ولأن تداعيات الازمة السورية كانت مكلفة وباهظة الثمن على دول الجوار السوري وبخاصة الاردن وتدفق مئات الاف اللاجئين السوريين على المملكة وما شكله هذا اللجوء من ازمات وارهاق للبنى التحتية والمرافق والخدمات والموازنة الاردنية، فإن جلالة الملك الذي يواصل تذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته الانسانية والاخلاقية والقانونية تجاه اللاجئين السوريين والاثار السلبية التي تركها هذا اللجوء على المملكة، حرص على تقدير جلالته الشخصي والشعب الأردني ايضاً لاستراليا على دعمها للأردن والدول المستضيفة للاجئين لافتاً في الآن نفسه الأعباء الكبيرة الناجمة عن ازمة اللجوء السوري والضغوطات الهائلة التي تشكلها على موارده المحدودة اصلاً والمستنزفة.

زيارة الدولة التي يقوم بها جلالته لاستراليا تأتي في توقيت مقصود بذاته ولذاته وبخاصة دلالات الاهمية التاريخية لهذه الزيارة التي لفت اليها جلالة الملك حيث يحيي الأردن الذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى والتي شهدت مشاركة جنود استراليين ونيوزيلانديين الى جانب القوات العربية ومعلوم ان محطة جلالته التالية بعد استراليا ستكون نيوزيلاندا، ما يؤشر الى الاهمية التاريخية ايضا للزيارة الرسمية التي سيقوم بها جلالته لنيوزيلاندا.

التصريحات الصحفية المشتركة التي اعقبت المباحثات الاردنية الاسترالية، اضاءت على حجم وطبيعة القراءة المشتركة للبلدين ازاء ازمات المنطقة وعلى رأسها الازمة السورية وتداعيات ازمة اللجوء السوري التي تلقي بآثارها المرهقة على الموازنات والبنى التحتية للدول المضيفة لهؤلاء اللاجئين وفي مقدمتهم الأردن الذي تحمل حجماً كبيراً من اعباء هذه الازمة، ما يفوق المطلوب والمتوقع منه نيابة عن العالم أجمع وإن كان بلدنا وشعبنا لا ينسى دعم ومساهمة الاصدقاء في التخفيف من هذه الاعباء وكانت استراليا من ضمن هؤلاء فضلاً عن تعهد كانبيرا خلال مؤتمر لندن للمانحين بالاضافة الى استضافة (12) ألف لاجئ سوري غالبيتهم كانوا يقيمون في الأردن اعتبرها جلالة الملك مسؤولية اخلاقية عظيمة ليست غريبة على استراليا وشعبها. في الوقت عينه الذي حرص فيه جلالته على تذكير المجتمع الدولي ورغم الأثر الانساني للازمة السورية، بضرورة استمرار الجهود من اجل تحقيق حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري.

ما لفت اليه جلالة الملك خلال التصريحات الصحفية المشتركة مع رئيس الوزراء الاسترالي تكتسب اهمية اضافية إن لجهة التأشير على أن الحلول لازمات المنطقة لم تتحقق، فإن الصراع الطائفي والعنف سيتفاقمان وستبقى الجماعات المتطرفة تشكل تهديداً للأمن العالمي، أم للاضاءة على ان قضايا المنطقة مترابطة وأن المتطرفين يوظفونها لحشد المتعاطفين والصراع الفلسطيني الاسرائيلي يقع في صميم قضايا المنطقة، ما يعني بوضوح شديد لفت اليه جلالته ان عدم احراز تقدم في عملية السلام بعد عقود من الصراع والاستفزازات الاسرائيلية المستمرة في القدس واماكنها المقدسة، لا يزال يشكل عنصراً محركاً للمتطرفين في منطقتنا بل وأبعد من ذلك مشدداً جلالته على ان هناك حاجة الى احراز تقدم حقيقي على مسار السلام والأردن كعادته على الدوام، مستعد لتقديم الدعم المطلوب بكل السبل والوسائل.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF