د. عميش يوسف عميش
قرار غير مسبوق عظيم وانساني تبنته منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (UNESCO) والقرار يعزز الولاية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس خاصة (المسجد الاقصى – الحرم القدسي الشريف). ويؤكد القرار على كافة المكاسب التي حققها الاردن لصالح ملف القدس على مدى سنوات في المجلس التنفيذي ولجنة التراث العالمي التابعين لليونسكو. اكد القرار تثبيت تسمية المسجد الاقصى – الحرم القدسي الشريف كمترادفين، وان باب المغاربة لا يتجزأ عن الاقصى. ويستنكر القرار تغيير طابع القدس القديمة، وعدم وجود علاقة تاريخية او جغرافية بين اليهود والاقصى والقدس. بالإضافة لتثبيت الصلاحيات لإدارة الاوقاف الاردنية كافة شؤون المسجد الاقصى (الحرم القدسي) كما يثبت دور الاردن وسعي جلالة الملك في حماية الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية ورعايتها. اعود للحديث عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة وهي تابعة لمنظمة الامم المتحدة (U.N)، وقد تأسست عام (1945) وتضم (193) دولة كأعضاء فيها. ومركزها الرئيسي في باريس، ولها عدة فروع ومكاتب في خمسين دولة. هدف اليونسكو الاساسي: المساهمة بإحلال السلام والامن العالميين عن طريق دعم التعاون بين الدول في مجالات التربية والتعليم والثقافة، مما يؤدي لينال الانسان في كل بقاع العالم حقوقه وحريته ويكون للقانون سيادته في التنفيذ. كما انها تدعم العلوم الطبية والاجتماعية والانسانية، وتساهم في التدريب في جميع مجالات الفنون، وبرامج تدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات كذلك مساهماتها في المشاريع التي لها علاقة بالتاريخ والتراث. خلال فترة التسعينات والثمانينات بدأت دول بريطانيا وامريكا تشكك بان اليونسكو منظمة يستغلها العالم الشيوعي، وتبين ان ذلك غير صحيح ومن ثم اعتمدت المنظمة برامج جديدة وخطة اسمتها (النظام العالمي الجديد) لتطوير المنظمة ودحر الادعاءات التي اثيرت حولها. لكن كان لذلك اثر سلبي حيث فسرت هذه الخطوة بشكل مختلف من قبل امريكا التي انسحبت من المنظمة عام 1984 ثم تلتها بريطانيا عام 1985. الشيء الهام الذي تبنته اليونسكو هو « ابراز مواقع التراث للدول والشعوب في العالم» وهذا يشمل اعلان مواقع تراثية تاريخية او طبيعية والاعتراف بها كمعالم هامة في التراث العالمي، ودعم حمايتها وديمومتها وابقائها في وضع سليم. ولقد اعتمدت اليونسكو الثالث من مايو كل عام ان يكون (اليوم العالمي لحرية الاعلام) على اساس ان ذلك يشجع حرية الاعلام كأساس لبناء اي مجتمع له معالم الديمقراطية وحرية الفكر وهذا من الاسس الرئيسية لمبادئها. اما الاعمال الايجابية التي قامت بها اليونسكو هو اقناع بريطانيا بالعودة لها عام 1997 وامريكا عام 2003. لقد اوردت اليونسكو على شبكات الانترنت ما مجموعه (878) من الممتلكات المختلفة منها الثقافية وعددها (679) والطبيعة وعددها (199). وتقوم الدول بترشيح احد الاثار او الاماكن الثقافية والطبيعية النادرة – وتصفها اليونسكو على ما تسميه (القائمة الاولية) ثم يبدأ اختيار لاحد هذه الاثار من تلك القائمة لتوضع في ملف الترشيح – وهذا الملف يساهم في اعداده واخذ الرأي حوله من قبل (مركز التراث العالمي). ثم يتم تقييم الملف من قبل المجلس الدولي للمعالم والمواقع الاثرية والاتحاد العالمي للحفظ واللذين يضمان توصياتهما الى لجنة التراث العالمي. وهناك معايير للاختيار وعددها عشرة ولا بد من الموقع المرشح ان يستوفي واحداً منها على الاقل لإدراجه في القائمة. تجتمع لجنة التراث العالمي مرة واحدة في السنة لتحديد تسجيل الممتلكات المرشحة على قائمة التراث العالمي. واذكر هنا العديد من المواقع العربية التي ادرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو لكننا نطمح بزيادة عددها. اذكر هنا كنيسة المهد في بيت لحم التي ادرجت (1981) والبتراء (1989)، وحي القصبة في الجزائر (1992)، وقلعة الفرسان بسوريا (2006)، وقلعة صلاح الدين بسوريا (2011)، ومدينة سامراء بالعراق (2007)، ومدينة فاس المغربية (1981)، والقدس (1982)، وموقع قرطاج الاثري بتونس (1979). ونامل ان يكون البحر الميت على القائمة مرة ثانية وكذلك جرش. لقد كان قرار اليونسكو التاريخي الذي تبنته الاردن وفلسطين نصراً للامة العربية والاسلامية حيث اوضح القرار عدم وجود اي صلة لليهود في المسجد الاقصى المبارك، (الحرم القدسي الشريف) وكل مساحة القدس القديمة. انه قرار كان الفضل في اصداره سيد البلاد حامي القدس والمقدسات جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم فهنيئاً لجلالته وللأردن العزيز وشعبنا الابي.