خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأبناء .. دقات قلب الأمهات والآباء

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د.اسمهان ماجد الطاهر لم يخلق الله في هذا الكون اجمل من محبة الوالدين لإبنائهم، ولا يوجد عاطفة في الكون تضاهي حب الامهات لإبنائهن. يمضي الكثير من عمر الشاب أو الفتاة قبل أن يدركوا معنى العاطفة غير المشروطة التي لا مقابل لها. احساس لن يصادفوا مثله في الحياة فكل المحبة لها شروط المحبةالوالدين.

الاب والام هما من يتمنون أن يكون ابناؤهم في افضل الاحوال ويطمحون الى أن يحصلوا على اجمل حياة ويحققوا كل الامنيات. الوالدان فقط يبذلون المستحيل حتى يضمنوا لإبنائهم العيش الرغد ويتمنون أن يحصل الأبناء على حياة تضاهي وتتفوق على كل ما مروا فيه في الحياة.

ما اصعب دور الوالدين في ظل ظروف الحياة الصعبة التي جعلت الكثير من الشباب تحت ضغط البطالة والفراغ واختلال منظومة القيم، والانفتاح التكنولوجي الذي فرض اشياء عديدة واصبح المشاركون في توجيه المراهقين والشباب جهات عدة مما آدى الى أن ينساق البعض نحو اتجاهات غريبة بل الى محاولة تجريب كل ممنوع واحياناً نحو تصرفات خارجة عن المألوف.

ماذا يعرف الأباء والأمهات عن ابنائهم الشباب والمراهقين. الى اي مدى هناك ثقة بين الاهل والأبناء في مراحل نموهم المختلفة. هل العناية بالأبناء هي توفير المأكل والملبس ومصاريف التعليم والجيوب فقط.

لو سأل الوالدان انفسهم عن الوقت الذي يقضوه في الحديث مع ابنائهم المراهقين أو الشباب لوجدوا انه في الحقيقة قليل والبعض معدوم والعلاقة متوقفة على إعطاء الإرشادات والتعليمات والتأنيب على الأخطاء أكثر من أي شيء آخر. الامر غير خاضع للتعميم، لكن احياناً يكون هناك فجوة بين الوالدين أو أحدهما وبين الأبناء ولا يتم إدراك أو اكتشاف ذلك الا بعد حدوث خطأ فادح وامر قاهر وللأسف في كثير من الاحيان يكون آخر من يعلم الوالدان.

عاطفة عظيمة ومحبة كبيرة نحملها لابنائنا لكن صخب الحياة والمبالغة في تعظيم اهمية الماديات تساهم في ترك مسافة بين افراد الاسرة الواحدة، مما أدى الى أن يهمل الوالدان احياناً الاستماع لابنائهم وقد يصبحوا بعيدين عنهم غرباء عما يدور في عقولهم ومغيبين عما تحمل قلوبهم، فيحدث ما لا يحمد عقباه.

ما نسبة معرفة الاهل لما تحمله الهواتف الخلوية لأبنائهم، ما الذي يشاهده الأبناء، ماذا يقرأون، مع من يتواصلون. هل نستطيع اكتشاف كل ذلك بهدوء ودون تعنيف وإيذاء للمراهق أو الشاب. ما نسبة ثقتهم بنا ليشاركونا ذلك. صبايا بعمر الزهور يقعن بقصص مع حمقى واحياناً الأمهات مغيبات، لو أن هناك صراحة وعلاقة قوية بين الام وابنتها كم من الحماقات يمكن تفاديها. شباب يمشون في طرق وعرة قاتلة والاهل آخر من يعلم.

علينا الاقتناع بأنه بقدر حاجة الرضيع الى امه وابيه للرعاية، هناك حاجة أكبر للرعاية والاهتمام للأبناء في مرحلة المراهقة والشباب، وقد تغُيب احياناً ظروف الحياة أو الوضع الاجتماعي احد الوالدين وفي هذه الحالة يكون الجهد مضاعفا على الطرف الذي يتحمل المسؤولية.

همسة لتذكير كل القلوب الكبيرة التي تحمل اجمل عاطفة في الكون ، اقتربوا من ابنائكم قدر ما تستطيعون واستمعوا لهم وانظروا في اعينهم واكتشفوا مكنونات قلوبهم. احتضنوهم بعاطفة علموهم المحبة والحنان، حلوا مشاكلهم بلين لا بقسوة. ابنوا بينكم وبينهم الصراحة حتى لا يترددون في الحديث عن ما يدور في قلوبهم، علموهم الصدق وعدم كتمان شيء عنكم ابنوا جدار الثقة معهم، ولن يكون ذلك الا اذا قبلتم بعض الأخطاء وحاولتم حلها دون عنف أو آذى للمراهق اوالشاب من كلا الجنسين.

اجعلوا اجواء بيوتكم هي الحضن الدافيء ومكانا للعاطفة والمحبة التي يلجأ لها الأبناء حتى لا يبحثوا عن النقص في الاماكن الخطأ وفي الطرق الوعرة. ازرعوا في قلوبهم الروحانية والايمان ليكون اقلاعهم عن الأخطار وازعا داخليا عميقا، ادعموا هواياتهم وحاولوا تنميتها، شجعوهم على القراءة وحب العلم والتعليم، ولا تنسوا تنمية النشاط وحب الرياضة، والاهم الحس والروح الرياضية لتقبل النتائج. اعطوهم المحبة والعاطفة بسخاء لترد لكم عند حاجتها ففاقد الشيء لا يعطيه. كونوا املاً وازرعوا التفاؤل والبسمة في وجوههم وقلوبهم. كونوا دائماً تلك الشجرة الخضراء التي ترفعها الارض وتكافئها السماء بحبات مطر وخير كثير.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF