خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تطوير القضاء وترسيخ ثقافة النزاهة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا يعكس الاهتمام اللافت والمتواصل الذي تبديه المؤسسات الحزبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام المختلفة بالورقة النقاشية السادسة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني قبل ايام، مدى الاهمية التي يوليها ابناء شعبنا لما ورد في تلك الورقة المتميزة والتي وان جاءت مكملة للاوراق الملكية النقاشية الخمس السابقة، الا انها تميزت بتركيزها على موضوعات وملفات وقضايا تضفي اهمية خاصة على المفاهيم والرؤى المتعلقة بمفهوم الدولة المدنية وكيفية الاخذ بأسباب وموجبات وضع هذه المبادئ موضع التنفيذ، كي تجد طريقها الى البروز والتشكل في الفضاء الاردني على نحو يلمسه الاردنيون كافة، وبخاصة ان الورقة في ما تطرحه من عناوين وافكار للنقاش العام والمفتوح، لا تترك مجالا للشك باننا امام مرحلة جديدة ونوعية من مسيرة الاصلاح الشامل الذي يقودها جلالته بحكمة وكفاءة واقتدار، واذا ما اريد لنا ان نكمل هذه المسيرة ونراكم على الانجازات الكثيرة التي تحققت فاننا امام مسؤولية كبيرة تستوجب النهوض بها بكل همّة وعزيمة وعدم التراخي او الوقوع في حبائل التأجيل والتسويف والمماطلة على نحو يتناقض وروح الافكار التي حملتها الورقة والتي لم تجامل في المسائل المطروحة بل تدعو الى العمل الجاد والمسؤول كي نبني الدولة والنموذج الاردني المأمول والذي يأخذ العنوان الوحيد وهو الدولة المدنية.

لهذا كانت الورقة الملكية على اعلى درجات الوضوح في القول والتأكيد على ان سيادة القانون هو اساس الدولة المدنية وان اعلانات الولاء والتفاني للاردن تبقى مجردة ونظرية في غياب الاحترام المطلق للقوانين، اي ان الوقت قد حان كي يقترن القول بالفعل وان لا نبقى اسرى التنظير والكلام المجاني فليس ثمة صلة بين مفردات الولاء والتفاني للاردن وادارة الظهر للقانون وعدم احترامه بشكل مطلق الولاء والتفاني للاردن يعني في عبارة واحدة لا بديل وهي ان نحترم جميعا وفي شكل مطلق القانون لان الدولة وحدها مسؤولة عن تطبيق القانون وانفاذه والمواطن يتحمل مسؤولية ترسيخه في حياته اليومية، فضلا عن حقيقة اخرى حرص جلالته في الورقة النقاشية السادسة ان تكون واضحة لابناء شعبه، وهي ان سيادة القانون هو الجسر الذي ينقلنا لمستقبل افضل ما يعني ان ضمان حقوق الاقلية متطلب لضمان حقوق الاغلبية وان ذلك يجب ان يتم في اطار واضح ومحدد وهو المساواة بين الجميع وبمعنى ان القانون يجب ان يطبق على المسؤول قبل المواطن دون محاباة او تساهل ما يستوجب وجود ادوات رقابية فعالة.

لهذا ايضا بدأ حرص جلالته واضحا في الاضاءة على أهمية وحيوية صيانة وتطوير القضاء وترسيخ ثقافة النزاهة وتفعيل مدونة السلوك «لأن مبدأ سيادة القانون لا يمكن ان يترسخ الا بوجود جهاز قضائي كفؤ ونزيه وفاعل، لان المواطن يلجأ كما هو معروف للجميع، الى القضاء لثقته بقدرة هذا الجهاز على انصافه، والحصول حقوقه في اسرع وقت ما يعني في عبارة ملكية صريحة ومباشرة انه اذا غاب هذا الامر تزعزعت ثقة المواطن بالقضاء.

ولان جلالة الملك لا يترك الامور إلاّ بعد توضيحها والتفصيل في شأنها فانه لفت الى ان الوقت قد حان وبات من الضروري وضع استراتيجية واضحة للسنوات القادمة، تعمل على صيانة وتطوير مرفق القضاء وسائر الاجهزة المساندة له وتساهم في تعزيز البيئة القضائية الفاعلة والنزيهة وتهيئة بنية مؤسسية عصرية تليق بالقضاء وتوفير كوادر خبيرة ومتخصصة، كذلك تطوير سياسات وتشريعات لتسريع عملية التقاضي وتيسيرها والارتقاء بها.

افكار ورؤى الورقة الملكية السادسة واضحة ومحددة ودقيقة يبقى أن نضعها موضع التنفيذ، بعد ان نشبعها نقاشا واستيعابا وفهما عميقا لأبعادها، ومراميها واهدافها النبيلة التي يجب وبالضرورة ان تسهم في توفير مناخات ايجابية لتكريس الدولة المدنية المنشودة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF