رأينا
تكتسب زيارة العمل التي يواصلها جلالة الملك عبدالله الثاني لألمانيا والمباحثات المعمقة التي اجراها جلالته مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ووزير الارجية فرانك فالترشتاينماير في برلين يوم أمس اهمية اضافية، ان لجهة التوقيت الذي تأتي فيه هذه الزيارة ام لجهة جدول أعمال المباحثات الاردنية الالمانية والمكرس لتعميق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تخفيف العبء الكبير على الاردن جراء استحقاقات ازمة اللجوء السوري التي استنزفت موارد الاردن المحدودة وموارده الشحيحة واقتصاده الوطني الذي انهكته ازمة اللجوء واستحقاقاتها وما تنوء به المرافق العامة والبنية التحتية الاردنية تحته من أعباء وما أسهم في رفع نسبة الفقر والبطالة في صفوف ابناء شعبنا وقوانا العاملة.
وإذ تناول لقاء القمة بين جلالة الملك والمستشارة الالمانية العديد من القضايا والمستجدات الاقليمية والدولية وخصوصاً العلاقات الثنائية والارتقاء بها في مختلف المجالات، فان ما لفت اليه جلالته خلال التصريحات المشتركة التي ادلى بها والمستشارة الالمانية قبيل المباحثات يضيء في شكل واضح الى طبيعة وحجم الجهود التي يبذلها جلالته في هذا الاتجاه وبخاصة في اشارة جلالته الى ما تقدمت به المانيا خلال مؤتمر لندن للمانحين من تعهدات لدعم اقتصادنا، في ظل الأعباء الهائلة التي يتحملها بفضل استضافة اللاجئين السوريين.
وهي مساعدات كانت موضع تثمين وتقدير عاليين من جلالته وبخاصة انها اظهرت الدور القيادي لألمانيا على صعيد اوروبا والمجتمع الدولي فيما يتعلق بدعم اللاجئين ودور برلين والمستشارة ميركل في الارتقاء بمستوى الالتزام الاخلاقي نحو قضية اللاجئين بالاضافة الى جهود المانيا وميركل في مجال العمل الاغاثي لمساعدة اللاجئين والعالم بأسره.
تصريحات المستشارة ميركل عكست المكانة المرموقة وما يحظى به جلالة الملك من احترام وتقدير عاليين وبخاصة ترحيبها الحار بجلالته وكشفها النقاب ان جلالته سيتسلم جائزة ويستفاليا للسلام اليوم ما دفعها لتهنئة جلالته مسبقاً في الوقت ذاته التي اعادت فيه التأكيد ان مباحثاتها مع جلالته وبشكل أساسي ستتطرق الى وثيقة التعهدات نحو الاردن ضمن مؤتمر المانحين في لندن، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالاردن واستضافته الكثير من اللاجئين والبحث ايضاً، في كيفية مساعدة الاردن في سعيه المتقدم اقتصادياً وكيف بامكان الدول الاوروبية وغيرها من دول العالم المساعدة في هذا الشأن.
المباحثات الموسعة التي جرت بعد المؤتمر الصحفي المشترك لجلالته والمستشارة كشفت الدور المهم الذي ينهض به الاردن في قضايا المنطقة وتطابق وجهات النظر الاردنية والالمانية تجاه العديد من الملفات والقضايا سواء في ما خص جهود مختلف الأطراف الفاعلة في الحرب على الارهاب والتصدي لعصاباته حيث اكد جلالته ضرورة تكثيف هذه الجهود ضمن نهج شمولي تشاركي، ام لجهة تشديدهما على أهمية سرعة التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، وتمكين دول الجوار في مقدمتها الاردن من التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، في الوقت ذاته الذي لفت فيه الزعيمان الى ضرورة التوصل الى حلول سياسية تحفظ استقرار ووحدة اراضي وشعوب العراق وليبيا واليمن في مواجهة التحديات التي تواجهها.
جملة القول ان جلالة الملك في كل زياراته واللقاءات التي يعقدها مع مختلف زعماء العالم، انما يكرس جهوداً حثيثة ودؤوبة ومخلصة من اجل خدمة المصالح الوطنية العليا وحشد الجهود من اجل ايجاد حلول سياسية للأزمات التي تعصف ببلدان عربية عديدة وهي جهود ملكية مباركة ومخلصة تلقى تأييداً واعجاباً دولياً واضحة وابرز الدلائل على ذلك جائزة ويستفاليا للسلام التي سيحصل عليها جلالة الملك اليوم في احتفال مهيب.