رأينا
في تكريس للنهج الذي واصله جلالة الملك عبدالله الثاني منذ اليوم الأول لتسلّمه سلطاته الدستورية بدعم كل انواع الابداع والتميز الذي يُظهره الاردنيون والاردنيات في مختلف مجالات الحياة العلمية والشبابية والرياضية والصناعية وكل ما من شأنه ان يضع الاردن في مرتبة متقدمة بين دول العالم والذي جسّده ابناء شعبنا في ميادين عديدة، جاء استقبال جلالته وجلالة الملكة رانيا العبدالله اعضاء البعثة الاولمبية الاردنية في الالعاب الاولمبية ريو 2016 كذلك اوائل الثانوية العامة لهذا العام، لتعكس في جملة ما تعكسه الاهتمام الذي يوليه قائد الوطن لشباب الاردن وشاباته والدعم الموصول والدائم لهذه الشريحة المتميزة من الاردنيين والذين اسهموا في رفع اسم الاردن عاليا كما اشار جلالته في معرض تنويهه بالنجاح المتميز والظفر بالميدالية الذهبية التي تحصّل عليها بطلنا الاولمبي احمد ابو غوش لاول مرة في تاريخ الاردن الرياضي ومنذ مشاركته في الالعاب الاولمبية في ستينيات القرن الماضي.
ولئن حرص جلالة الملك على وصف مشاركة اللاعبين الاردنيين في الاولمبياد، بأنها تشكل خطوة رياضية مهمة، يجب البناء عليها مستقبلا، لتحقيق المزيد من الانجازات التي يفخر بها جميع الاردنيين والاردنيات، فان إنعام جلالته بأوسمة ملكية رفيعة على البطل ابو غوش كذلك المدرب فارس العساف، ومدرب المنتخب الوطني للتايكواندو تشانغ وينغ، يؤشر الى ان جلالة الملك يضع مسألة دعم الابداع والتميز الشبابي الاردني في ضمن اولوياته وجدول اعماله، والذي يؤشر الى ان استثمار الاردن في ابنائه، بما هم ثروته الوطنية الاغلى والاجمل، هو رهان صحيح وقراءة دقيقة لطبيعة العناصر المؤثرة في قوة اي دولة سواء كانت قوة ناعمة ام استندت الى عناصر اخرى كالاقتصاد والامن والقوة العسكرية القادرة على حماية امن الوطن والذود عن حياضه وتوفير الامن والاستقرار لابناء شعبه، كما المقيمين والزوار.
ما لفت اليه جلالة الملك واشادته بما بذله اوائل الثانوية العامة خلال استقباله لهم يوم امس وتقديره جهود هؤلاء الطلبة من مثابرة ودراسة عميقة ودؤوبة ما مكنهم من التميّز والتفوق وفتح الافاق أمامهم لتحسين هذا التفوق في المجالات التي يرغبون الدراسة والتعمق فيها, يكتسب اهمية اضافية وبخاصة ان ما حققوه واللقاء الذي جمعهم بالأب والقائد سيشكل بالنسبة اليهم حافزاً للمزيد من المثابرة والتحصيل وبما يحافظ على مستواهم المتقدم ويزيد من فرص تفوقهم لبناء مستقبل افضل وليراكموا على انجازات وطنهم ويخدموا ابناء شعبهم ويرفعوا اسم الاردن عالياً في كل المحافل واللقاءات رياضية كانت أم اكاديمية ام علمية أم في مجال البحوث والدراسات والاختراعات وغيرها مما تميز نهضة دول العالم وتقدمها.
اللقاءان الحميمان اللذان جمعا جلالة الملك بافراد البعثة الاولمبية الاردنية واشادة جلالته بما حققه البطل أبو غوش وفريق التايكواندو, كذلك الاحاديث الابوية الحانية والدافئة التي تبادلها جلالته مع ابنائه اوائل الثانوية العامة تعكس ضمن امور اخرى طبيعة العلاقة التي تجمع جلالة الملك بابناء شعبه وبناتهم وما تتميز به من دفء وعواطف جيّاشة, وحب وولاء متبادلين وما يكرسه جلالته من اجواء وظروف ودعم مادي ومعنوي كي يكون الشباب الاردني في مقدمة مسيرة الاصلاح والتنمية التي يقودها جلالته بعزم واقتدار وحكمة.