خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الغزو التركي لسوريا: أين ستتوقف.. الجحافل العثمانية؟ 1- 2

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب لم يعد السؤال عن الانسحاب التركي من الأراضي السورية.. مطروحاً، بعد ان تواترت تصريحات المسؤولين الاتراك والمنتشين باحتلال (إقرأ تَسَلُّم) مدينة جرابلس, وخصوصاً حديثهم المحمول على غموض مقصود، يُتقِن احفاد العثمانيين «الجدد» التلاعب بألفاظه ومفرداته، أنهم «باقون» في سوريا ما دامت «الحاجة» تقتضي ذلك، و»الحاجة» كما هو معروف في قواميس الدول المُستَعْمِرة، مطّاطة وحمّالة أوجه وكثيرة التفسيرات، ما بالك من حكومة لم تخرج بعد من تداعيات ما وصِف بالانقلاب الفاشل, وحاجة جيشها (الأطلسي كما يجب التذكير) باستعادة معنوياته وإبعاد انظاره عن «مجزرة» التصفيات والإقالات والتنكيل والزج في السجون والمعتقلات ولوائح الاتهامات التي كيلت له, فضلاً عن المحاكمات التي تنتظره والعقوبات التي قد يكون «الاعدام» أحدها.. ؟

ولأن كثيرين توقّفوا عند اسباب اختيار يوم 24 آب لاجتياح الأراضي السورية, والذي تزامن مع الذكرى الـ (500) لمعركة مرج دابق (وقعت عام 1516) التي خاضها في المنطقة ذاتها (شمال مدينة حلب) السلطان سليم الأول او «ياووز سليم» كما يُسمى بالتركية ضد المماليك بقيادة قانصوه الغوري, والسلطان سليم بالمناسبة هو الذي تم افتتاح الجسر «الثالث» المسمى باسمه في مدينة اسطنبول يوم الجمعة الماضي, لربط قسمها الآسيوي بالآخر الأوروبي، فإن ما لفت الانتباه ايضا, هو ان جحافل الجيش العثماني / الأطلسي كانت تتوقف عند الحدود في طريقها للأراضي السورية، لسماع وتحية الفرقة الموسيقية التي تصدح بالأغاني والأناشيد العثمانية الحماسية التي كانت تُعْزَف لجيوش سلاطين آل عثمان الغازِية, وهي في طريقها لاحتلال الأرضي العربية... وغير العربية.

ما جرى في الرابع والعشرين من آب، هو غزو واحتلال تركي موصوف، لأراضي دولة عربية, شاء «عرب اليوم» وأدوات الاستعمار في المنطقة، أن يُمزِّقوها وان يُلحِقوا النكبات بشعبها, وان تكون الخطوة «التأسيسية» على طريق اعادة رسم خرائط المنطقة واحياء المشروعات الاستعمارية «الجديدة», التي يشكل أحفاد العثمانيين الجُدد رأس الحربة فيها، والذين وإن انتكسوا في السنوات الخمس الماضية وكاد اليأس ان يصيبهم, بعد ان خسِروا كل اوراقهم وباتوا في عزلة سياسية ودبلوماسية واتهامات موثقة بانهم يرعون الارهاب ويقدمون لهم الملاذات الأمنة ويوفرون الدعم غير المحدود للمنظمات الارهابية وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة واحرار الشام وكتائب السلطان مراد وغيرها من المنظمات الارهابية التي «اخترعها» عرب اليوم والعثمانيون الجُدد, واستثمروا فيها انتظاراً لهذه الايام. فهم (الاتراك) يستشعرون بعض القوة أو انهم يعيشون الوهم ذاته الذي عشعش في عقولهم طويلاً, وهو أن تركيا الاردوغانية لا «غنى»عنها خصوصاً موقعها الاستراتيجي.

وإلاّ كيف يمكن لاحد ان «يُصدّق» بأن نقطة دم «تركية» واحدة لم تُرَق في غزو كهذا, كانت مدينة جرابلس فيه، تحت سيطرة داعش التي راج انها حفرت الانفاق وفخّخت الطرقات والمنازل واعدت العدة لمواجهة كهذه؟ وكيف حصل ان داعش تم توفير ممر آمن له ولكل مقاتليه وعائلاتهم وخصوصاً اسلحتهم وعتادهم, دون ان يعترضهم احد او يقوم سلاح الجو التركي بقصفهم وإعاقة انسحابهم؟

هل قلتم الكرد وقوات سوريا الديمقراطية وتهديدات صالح مسلم؟

تلك حكاية اخرى, لكنها متممة لـِ(لغز) استسلام داعش او قل تسليمها جرابلس لجيش الاحتلال التركي دون اطلاق طلقة واحدة، وهذا ما فعله «صالح مسلم» الذي اراد بعناده وعدميته وانعدام خياله السياسي واطمئنانه الى حلفائه «الاميركان» (وربما غيرهم) الى انه بات رقماً صعباً, وان احداً لن يقف في وجه مشروعه لاقامة فيدرالية «روج آفا» وإحياء مشروع الدولة القومية الكردية في مناطقها التاريخية الموزعة على الدول الاربع المعروفة وفي مقدمتها تركيا، لكنه تأكد الان–وربما ما يزال يكابر–انه مجرد «ورقة» في يد الاميركيين, كما كانت ولم تزل حال غيره من قيادات الكرد في مناطق اخرى,مجرد «اوراق» في لعبة الامم، لا تلبث ان تُحرق في المزادات وتوزيع الحصص والنفوذ والغنائم (الجغرافية على وجه التحديد).

صالح مسلم وقواته المسماة قوات حماية الشعب (YPG) والاطار المُوّسع والمُوظَّف لاغراض دعائية ليس إلاّ والمسمى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) هو المسؤول «وحده»عن توفير الغطاء للاحتلال التركي ومنح اردوغان ورقة «ثمينة» كتلك التي يعتقد انه يحوزها الان، بعد ان «غَرَزَ» مسمار جحا في جرابلس (والعم جحا... تُركي الجنسية كما يجب التنويه) ، يمضي»اردوغان, قُدماً نحو حلب (درة الاطماع التركية) ويحاول العبث في خريطتها الجغرافية تحت ستار محاربة داعش والمضي بقواته و فصائل الدُمّى التي يستخدمها والمسماة «الجيش الحر» في السيطرة على المنطقة الحدودية الشمالية الخالية من داعش, والتي «يجب» ان يُسيّطر عليها «الجيش الحر», وإلاّ فإن الاحتلال التركي.. سيطول؟

أما «همروجة» ان تركيا ستتورط في المستنقع السوري كما تَوَعَد صالح مسلم، فهي عبارة فارغة المضمون, بدليل ان «الزعيم» المغرور المُستشعِر فائض قوة لديه, قد استجاب صاغراً لأوامر سادته في واشنطن بالانسحاب الى شرق الفرات, وإلاّ لن يجد اي نوع من الدعم الاميركي كما حذّره جو بايدن؟

.. للعُجالة بقية.

kharroub@jpf.com.jo
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF