خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

وداع قلّ نظيره يليق بفرنسيس

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
الاب رفعت بدر

وهكذا بوداع قل نظيره ودّع العالم قداسة البابا فرنسيس الذي عاش على هذه الأرض 89 عاماً، وأمضى منها 12عاماً رأساً للكنيسة الكاثوليكية ورئيساً لدولة حاضرة الفاتيكان، والكرسي الرسولي، وصديقاً لكل من طرق بابه أو زاره بزيارات متبادلة.

بلا شك شكلت "حالة البابا فرنسيس" حالة نادرة بالانفتاح والمطالبة الدائمة باحترام كرامة جميع الناس، والتي تخص كل إنسان بغض النظر عن دينه، أو عرقه، أو منصبه الاجتماعي. هذا ما حاول البابا فرنسيس أن ينشره ويبثه في النفوس والضمائر سواء كان في لقاءاته مع رؤساء العالم والمنظمات الدولية،أو في لقاءاته مع المؤسسات الكنسية أو البشر بأجمعهم، كبارا وصغارا، الذين التقاهم وكانوا يحبون اللقاء به في الفاتيكان أو في البلدان التي زارها. البابا فرنسيس غادر الفاتيكان وايطاليا 47 مرة حيث أجرى العديد من الزيارات الخارجية سنوياً وبالرغم من تعب الجسد في السنوات الأخيرة، لكنه ظل مصمماً على الذهاب واللقاء بالناس في مختلف البلدان.وكان قبل كل زيارة وبعدها، يذهب الى ايقونة مريم العذراء في كنيسة العذراء الكبرى، ليودع لها رحلته الرسولية، وعند عودته ليشكرها على نجاح الزيارة. وفي هذه الكنيسة أراد أن يوارى الثرى ليكون قريبا من المكان المحبّب لقلبه.

نالنا طبعاً نصيب من الزيارات في عام 2014 مما دعّم وقوّى العلاقات الدبلوماسية بين الأردن وحاضرة الفاتيكان اللذين يتمتعان بعلاقة طيّبة (رسميا منذ 2004)، أقل ما توصف به أنّها علاقة صداقة. ومثلما شارك جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا بجنازة البابا يوحنا بولس الثاني في نيسان عام 2005،ها هما أيضاً في نيسان 2025، يشاركان في جنازة البابا فرنسيس علامة على الوفاء في العلاقات الطيبة التي تجمع البلدين الصديقين، وكذلك علامة على الوفاء بالصداقة الشخصية التي جمعت البابا فرنسيس بجلالة الملك لخمس مرات في الفاتيكان، بالإضافة إلى اللقاء في منتدى الذكاء الاصطناعي الذي نظمته مجموعة السبعة الكبار. وجمع اللقاء في الاردن الزعيمين حيث استقبله جلالة الملك في قصر الحسينية ثم رافقه مع جلالة الملكة رانيا وسمو الأمير الحسين بن عبد الله، في زيارته التاريخية إلى المغطس، الأمر الذي عمق العنوان الأردني الرفيع بأننا أرض مقدسة وبأنّ السيد المسيح قداعتمد في هذه الجهة من نهر الأردن الكريم.

وبعد مشاهد الجنازة العظيمة والمهيبة التي جرت للبابا فرنسيس، نستطيع القول بأن الإنسانية بالرغم من العثرات والحروب والمشاحنات والقتل والتدمير، لكنها قادرة أن تنجب أشخاصاً يدافعون عن كرامة الإنسان ويفنون سنوات عمرهم من أجل "الأخوة الإنسانية"، الأمر الذي دافع عنه البابا فرنسيس ولم يكن فقط وثيقة وقعها مع شيخ الأزهر في أبو ظبي، وإنما كان نهج حياة أراد أن يبثه في العالم أجمع.

لخص الكاردينال جوفاني باتيستا ري (90 عاما)، وهو عميد الكرادلة، أي الاقدم تعيينا، ما يجول في صدورنا في عظة القداس المهيب المليوني الحاشد حين قال: كان البابا فرنسيس ينهي كلّ لقاء ومقابلة بقوله: ارجوكم لا تنسوا الصلاة من أجلي. واليوم عزيزي البابا فرنسيس، نطلب منك الآن أن تصلي من أجلنا وأن تبارك من السماء الكنيسة، وتبارك روما، وتبارك العالم أجمع، كما فعلت يوم الأحد الماضي من شرفة هذه البازيليكا في العناق الأخير مع كل شعب الله، ولكن من الناحية المثالية أيضًا مع الإنسانية التي تبحث عن الحقيقة بقلب صادق وتحمل شعلة الرجاء عاليًا.

آمين، وفيما نودع الرحمة الالهية البابا الطيّب القلب فرنسيس، فانّنا نرجوه تعالى أن يرسل الى السفينة البطرسية، ربّانا جديدا، يقودها بتواضع وحكمة، الى برّ الأمن والأمان والايمان.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF