د. جهاد سمور
حمل الانثى فوق سن الثلاثين صار مشكلة يومية تسبب قلقا وأرقا لها ولأسرتها وللمجتمع بسبب ارتفاع سن الزواج لكلا الجنسين لما له من مخاطر على الجنين والام
البكرية المسنة هي المرأة التي تلد للمرة الأولى بعد سن فوق الثلاثين عاما وعن التصنيف الكامل للحوامل حسب أعمارهن في اول ولادة كما يلي: قبل سن 20 سنة : القاصرات ومن 20-29 سنة: الناضجات وهو السن المثالي للحمل والولادة ومن 30-39 سنة: يعتبر طبيعا سنا غير مثالي للحمل والولادة والبكريات المسنات بعد سن 40 سنة صنفن البكريات المسنات الى مجموعتين فقط هما: من 25-35 سنة (السن المثالي للحمل والولادة) وفوق 35 سنة المسنات.
واجتهد عدد من الاطباء الى ان اتخذوا قرارا بتعريف البكرية المسنة بأنها (السيدة التي تلد لاول مرة ويكون سنها اكثر من 35 سنة ) وهذا التعريف ما يزال معتمدا حتى الآن و أصبحت البكرية المسنة مشكلة يومية تواجه طبيب النساء والولادة وتقلق المرأة الحامل والزوج والأسرة التي تنتظر بفارغ الصبر المولود الجديد بعد مرور اكثر من 35 سنة. يعني كل ذلك أن الجميع قلقون على هذا الحمل الذي ربما يكون الحمل الأول والأخير عند هذه السيدة التي قد فات اكثر من نصف عمرها وماتزال تعيش على أمل أن تكون أما.
حقائق عملية :
يعد تقدم السن إلى مرحلة متأخرة مصحوبا بضعف عام في وظائف الكثير من الأعضاء التناسلية والتي تفرز الهرمونات اللازمة لتثبيت الحمل ونموه وخاصة المبيضين والكثير من الغدد الصماء وتحدث تغيرات كبيرة في الأنسجة العضلية والأغشية المخاطية المغطية للجهاز التناسلي وكذلك عنق الرحم وهذه التغيرات تضعف قدرة هذه الأنسجة والأغشية على مواجهة عملية الحمل والولادة.
وتزداد نسبة ظهور الأمراض والعلل المختلفة وخاصة الأورام الليفية في الرحم، والأكياس في المبيض والمهبل عند البكرية المسنة وهذه العلامات المرضية تؤدي الى منع الحمل وحتى لو حصل الحمل يكون مصحوبا بالمضاعفات التي قد تؤدي الى اجهاضه في مرحلة مبكرة.
وتظهر الامراض الموجودة أصلا قبل الحمل وخاصة أمراض القلب والكلى والغدة الدرقية وهي جميعا تؤثر سلبيا على الحمل وعلى نمو الطفل وان كثيرا من المسنات يتأخرن بالحمل لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو دراسية ومشاكل الحياة العامة. حيث يتأخر موعد الزواج لسنين ويتأخر معه الانجاب سنين أخرى.
اما الحمل المتأخر: مشاكله تصاحب الحمل عند البكرية المسنة، وتنتج عنه المضاعفات التالية
الإجهاض في مراحل الحمل الأولى والولادة المبكرة للأطفال الخدج نزول السائل المحيط بالجنين قبل الموعد المناسب لذلك وتسمم الحمل عند البكريات وامراض ضغط الدم والزلال حيث ان نسبة حدوثه عند البكريات المسنات تزيد ثلاثة أضعاف عليها عند الشابات وتأخر موعد الولادة عن ميعادها الطبيعي بأسبوعين أو اكثر مع ما يصاحب ذلك من أخطار تعرض الطفل للوفاة داخل الرحم.
ومن المشاكل ايضا عند هذه الفئة وجود الطفل في وضع غير مناسب للولادة كالوضع المقلوب والوضع العرضي على سبيل المثال والاصابة بفقر الدم مع ما يصاحبها من مضاعفات تعرض الام والطفل للخطر والتهابات المجاري البولية.
لذا ينصح البكرية المسنة أثناء الحمل بمراجعة الطبيب المعالج في الحالات التالية :
اضطراب الرؤية وصداع الرأس بين وقت وآخر أثناء الحمل وتورم القدمين والكتفين (الوذمة السفلية) زيادة الوزن السريعة أثناء الحمل، حيث وجد أن معدل زيادة الوزن تكون بين 9-10 كغم طيلة فترة الحمل بمعدل 400 غم في الأسبوع.
ووفق وجهة النظر الطبية انه بعد 40 عاما تحصل تشوهات خلقية للحمل وان الخصوبة تنخفض مع التقدم في السن والخطر يزداد على الام وحملها
فضلا ان الخطر يتصاعد بسرعة بين سن 35-40عاما ووفق ارقام اخر الدراسات لكثير من الدول المتقدمة طبيا وتقنيا فان احتمال الاصابة مثلا بتنادر داون يزداد بازدياد السن – ولادة من كل 632 لسيدات تجاوزن سن الثلاثين ، وولادة من كل 216 ولادة لنساء تجاوزن سن الخامسة والثلاثين ، مقارنة مع مضاعفة هذه النسب قبل خمسة عشر عاما ، ويرجع الفضل في قليل هذه النسب للتقدم العلمي ، الا ان ذلك ما يزال يشكل شيئا من الخطر ، اذ ان الثابت علميا ان بويضات المراة تتدنى نوعيتها وعددها ابتداء من سن الخامسة والثلاثين .
ولعب التقدم العلمي الذي شهده ميدان العقم والاخصاب في العقدين الاخيرين والذي بدأ اولا بطريقة التلقيح بالانابيب الذي يعد اكبر انجاز طبي في مجال الانجاب حققه الانسان لغاية الان وما تلاه من تقنيات متفرعة دورا في مساعدة الرجل والنساء ولمن هن في سن الخامسة والثلاثين وفوق ان يصبحن امهات .