خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ما الحكمة من فرض الصيام نهاراً ؟

ما الحكمة من فرض الصيام نهاراً ؟

أجر تلاوة القرآن في رمضان .. 	 (رويترز)
u0623u062cu0631 u062au0644u0627u0648u0629 u0627u0644u0642u0631u0622u0646 u0641u064a u0631u0645u0636u0627u0646 .. t (u0631u0648u064au062au0631u0632)
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

د.هاني عابد

إنّ الله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام في نهار رمضان، وجعل الصيام في النهار من أذان الفجر الثاني إلى أذان المغرب، ولم يجعله ليلاً قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتمّوا الصيام إلى الليل( [البقرة : 187، ولعل سائلاً يسأل: ما الحكمة من فرض الصيام نهاراً وليس ليلاً؟ والجواب عن ذلك أنه لو فرض الصيام ليلاً لما وجد الناس فيه مشقة، ولقالوا إنه أمرٌ يسير، فيصلّون العشاء، ثم ينامون إلى الفجر ثم يستيقظون، ويترتب على ذلك أنّهم لن ينتفعوا من الصيام، فجاء الصيام في النهار في وقت العمل، قال الله تعالى: (وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشا( [النبأ: 10-11، فالنهار هو وقت العمل، ووقت الجهد وقضاء الحوائج، جاء في كتاب محاسن الإسلام للبخاري الحنفي: «خصّ النهار بالصيام، لأن الأكل فيه معتاد والنوم في الليل معتاد، فلو صام في الليل كان الصوم بدعاء الطبع لا لتعظيم الشرع(، لذا كان الصيام في النهار؛ لكي يكون الإنسان أطول فترة من الوقت وهو مستيقظٌ، يشعر بالجوع والعطش، وينتج عن ذلك أن يحقق مقاصد الصيام والتي منها:
1- تهذيب النفس؛ لأن الإنسان عندما يصوم في النهار يشعر بالجوع والعطش بسبب انشغال وقته بالعمل، فتصفو نفسه، ويتطهر قلبه، وتسمو روحه، قال الله تعالى: (يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون( [البقرة :183.
2- الشعور مع الفقراء والمحتاجين، وهذا الشعور يساعد في التوجه نحو تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
3- إن الاستيقاظ أثناء الصيام من شأنه أن يحدّ من الشهوات التي تدفع صاحبها نحو المهالك، حيث جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: (حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات( رواه مسلم، فالطريق إلى الجنة يحتاج إلى الاجتهاد في العبادة والمواظبة عليها، والصبر على مشاقّها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء والصبر عن الشهوات.
لذا فإن ما نراه من ظاهرة إشغال نهار الصائمين بالنوم في رمضان فيه تعطيل لمقاصد الصيام وسعي نحو الاسترخاء والكسل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من العجز والكسل، فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ( متفق عليه.
إضافة إلى أن شهر رمضان في تاريخ الإسلام شهر نصرٍ وفتوحات، وإنجاز، فلا يليق أن نحوّله إلى شهر كسل ونوم، نعم لا مانع من أخذ فترات للراحة خلال النهار، لكن بشكل لا يفقد الصيام مقاصده, وكذلك لا بدّ من التذكير بأن العدالة الربانية مثلما جعلت النهار للصيام، فقد جعلت الليل للقيام، فجعل الله لمن واظب على القيام في رمضان أجراً عظيماً، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ( متفق عليه.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF