خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

زمان الأيام .. والكتب المدرسية القديمة

زمان الأيام .. والكتب المدرسية القديمة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

وليد سليمان - عند دخولنا مكتب الاستاذ « مطلب العبادي» مدير متحف الكتاب المدرسي - هذا المرفق الثقافي الهام في مدينة السلط– رحّب بنا و قال : لقد كنت قبل ساعات في جولة على بعض المدارس ومعي كُتيبات مختصرة فيها شروح مع الصور عن أهمية هذا المكان ، ولحث الطلاب والمعلمين للزيارة والإطلاع على هذا الكنز التاريخي والتراثي الاردني من كُتبنا المدرسية القديمة الموجودة في قاعات هذا المتحف .
كِتاب الصف الأول الابتدائي
أثناء تجوالنا معاً بين رفوف الكتب - والتي يبلغ عددها نحو ستة آلاف كتاب - و خزائنها الزجاجية عاد بنا مطلب العبادي وبشوق الحنين العذب لأيام الطفولة أي لأكثر من خمسين سنة ماضية !! حيث أمسك بين يديه بأحد الكتب المدرسية القديمة قائلاً : هل تدري أنني درست وتعلمت عن طريق هذا الكتاب (الجديد في اللغة العربية ) والذي يبدأ بدرس(راس روس دار دور )عندما كنت تلميذاً في الصف الاول الابتدائي ..وهو من تأليف المربي الشهير خليل السكاكيني !! وتابع : إنه لمن المدهش ان تُشاهد هنا كتاباً بعد هذا العمر الطويل كنت قد تعلمت به في مدرستك .. ليعود بك الزمن لأيام البراءة الجميلة والعزيزة .
ويتابع العبادي متسائلاً : لماذا كنا قديماً ومنذ الصف الاول نتعلم القراءة والكتابة والاملاء خلال سنة واحدة !! وربما في فصل دراسي واحد فقط !! وهذا ينطبق أيضاً على الكتاب التعليمي القديم للصف الاول الابتدائي لمؤلفه سعيد الدرة وكان بعنوان « البسيط في الهجاء « .

العروس البديعة
وبعد خطوات ... سألت العبادي وأنا أُقلّب النظر في هذا التراث التعليمي عن أقدم الكتب في متحف الكتاب المدرسي هذا ؟! فأحضر كتاباً بعنوان « العروس البديعة في علم الطبيعة « مؤكداً أنه أقدم كتاب مدرسي تم تدريسه في الاردن وهو من تأليف أسعد الشدودي وطباعة عام 1873 ميلادي في بيروت – وكان من مقتنيات المدرسة العبدلية القديمة في عمان .

اللغة التركية القديمة
وكتاب مدرسي آخر قديم جداً تصفحناه كان بعنوان «حكمت طبيعة» ، وعلى غلافه توضيحات مثل : عمومي - اعدادي - ملكي- مكتباري- تأليف صالح ذكي ،طبع في استنبول مطبعة سي – باب عالي – جاد سنده سنة 1893 ميلادي . والكتاب مقدم هدية للمتحف من السيدة الاردنية سهام الشريدة .
وهنا أشار الاستاذ مطلب الى أنه توجدفي المتحف بعض الكتب المدرسية باللغة التركية القديمة التي تستعمل الحروف العربية ، حيث يلاحظ القارئ ان معظم كلماتها عربية ومفهومة !! أي ان اللغة العربية كانت طاغية على اللغة التركية !!!.
لذلك .. لا غرابة ان نلاحظ ان من زُوار المتحف يوجد بعض الأتراك الذين يأتون لمدينة السلط لزيارة «مقبرة الاتراك»الشهيرة ثم يكملون زيارتهم لمتحف الكتاب المدرسي..ومنهم من يكون مهتماً بدراسته الجامعية لإستكمال بحث او دراسة من خلال هذه الكتب.

من أنا .. والأميرعبدالله
ومن الكتب التعليميةالتي سررنا بتقليب أوراقها في المتحف كذلك :
- كتاب مبادئ العربية في الصرف و النحو – عام 1913 تأليف رشيد الشرنوبي– مصر – للصف الرابع .
- كتاب الوسيط في الادب العربي –طبع عام 1916.
- كتاب أغاني الصبا عام 1921.
- التدبير المنزلي – تأليف فرنسيس ميخائيل – الجزء الثاني مطبعة المعرف في مصر عام 1928 –لمدارس البنات .
- الدروس الحسابية – الحلقة الثالثة – المدارس السورية – المكتبة الهاشمية – دمشق عام 1923.
- الإملاء الصحيح تأليف أبو رزق – فلسطين – القدس مكتبة الاندلس .
- الدين الاسلامي – للصفين الرابع والخامس الثانويين ، ولإمتحان الشهادة الثانوية – تأليف علي صبري –مكتبة الاستقلال – عام 1959 – تلفون 475 – عمّان .
و عن الكتب التعليمية النادرة أيضاً كتاب « من أنا « من تألف سمو الامير عبد الله بن الحسين – الملك المؤسس – عام 1937 – صادر عن مطبعة الاستقلال العربي –عمان .

السلط .. أكسفورد
وبعد ان جلسنا نتحدث عرفنا من مدير المتحف المعلومات التالية : - أن صاحب فكرة إنشاء هذا المتحف هو الوزير السابق د. سعيد التل ، وتم افتتاحه قديماً تحت رعاية سمو الامير الحسن بن طلال عام 1983، في مبناه السابق بكلية مجتمع السلط .. وبعد سنوات تقرر نقل هذا المتحف الى مكان آخر فأصبح بلا مقر !!! حتى العام 2008عندما أُعيد إحياؤه بإفتتاحه مرة أخرى في مكانه الدائم والفخم قرب مدرسة السلط الثانوية الشهيرة .
- ويضم المتحف الحالي عدة قاعات ومقتنيات تاريخية ، منها : القاعة الهاشمية حيث الصور الفوتوغرافية التي تشير لمسيرة ونهضة الاردن في جميع المجالات .
-وهذا المتحف والذي يُعتبر ثروة ثقافية هائلة وذاكرة الوطن في الماضي والحاضريحتوي غير الكتب المدرسية على مجموعة هامة من الوثائق الرسمية ونماذج مختلفة من الشهادات المدرسية يبلغ عددها نحو(90) وثيقة ، مع نماذج للمراسلات والمطبوعات التربوية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم الاردنية ، وكذلك الطوابع الاردنية القديمة ، والسُّلم التعليمي في الاردن .
- رُتبت الكتب في المتحف حسب تسلسلها الزمني من الأقدم الى الأحدث ، حسب السنوات والعقود الماضية .
- هناك أهداف وفوائد عديدة للمتحف ، منها : أنه أُقيم تكريماً و وفاءً لمدينة السلط الاردنية لِما لها من فضل في رِيادة التعليم في الاردن من خلال مدرسة السلط الثانوية التي تخرج منها معظم رجالات الدولة المشاهير ،حتى أنها كانت تُعتبر مثل الجامعة كجامعة اكسفورد أو كامبردج .
وأيضاً لتقديم المراجع والوثائق للباحثين وطلبة الدراسات العليا في مجالات المناهج والتربية والتعليم والنواحي الاجتماعية الاخرى .

ذكريات د. سعيد التل
ومما جاء في دراسة سابقة للدكتور سعيد التل حول هذا المتحف :
«.... والمرافق الثقافية كالمسارح والمكتبات والمتاحف وغيرها تُساهم مساهمة كبيرة في تطور ثقافة المواطنين وفي إغناء حياتهم وتجعلها أكثر سعادة ... وعندما تشرفت سابقاً بتولي وزارة التربية والتعليم وبمشاركة زملائي العاملين في الوزارة وفي مقدمتهم الدكتور عبد اللطيف عربيات أمين عام الوزارة في ذلك الوقت ،أسست متحف الكتاب المدرسي- في بداية ثمانينات القرن الماضي- .
ويذكر في موقع آخر : « أما الدافع الرئيسي لتأسيس هذا المتحف فقاعدته واقع وجداني .. لأن أغلبية الناس تشعر بالسعادة والغبطة عندما يقع تحت أياديهم كتاب سبق أن درسوه عندما كانوا في المدرسة الابتدائية أو الثانوية ..وعلاوة على هذا الدافع فإن لهذا المتحف أهمية أخرى إذ سيكون مرجعاً مهماً جداً للباحثين في التربية والمناهج والكتب المدرسية «.
ويشير أيضاً : « وعندما بدأت عملية جمع الكتب المدرسية القديمة تلك والتي وُجدت أغلبها في مكتبات مدارس وزارة التربية والتعليم وخاصة المدارس العريقة كثانوية السلط وثانوية إربد وغيرهما ..وعندما كنت أزور أي مدرسة كوزير للتربية والتعليم كنت أزور مكتبتها وأنتقي منها الكتب المدرسية المطلوبة لهذا المتحف .

كرة أرضية 1914
ويتابع د. التل متذكراً : « وأذكر أثناء البحث عن الكتب المدرسية أن وُجد في إحدى المدارس مجسم للكرة الارضية مصنوعة سنة 1914والطريف فيها ان كثيراً من الدول التي عليهاقد تغيرت حدودها أو مسمياتها - وهي ما زالت موجودة في المتحف حتى الآن - .

الفكرة .. الى مصر
وفي موضع آخر من دراسة التربوي والمثقف الكبير د. سعيد التل يقول : « ومما يجدر الإشارة إليه أنه وعندما كنت رئيساً للمؤتمر العام الثاني والعشرين لليونسكو بين سنتي 1982-1984 طرحت في المجلس التنفيذي وكإنجاز تربوي ثقافي أردني تأسيس متحف للكتاب المدرسي في الدولة الاردنية ، ولقد قدّر أعضاء المجلس هذه الفكرة ، وأعتُبر متحف الكتاب المدرسي الاردني المتحف الاول من نوعه في العالم . وطلب رئيس المجلس التنفيذي من الادارة العامة لليونسكو تعميم هذه الفكرة على دول العالم الاخرى لتستفيد منها .
ملاحظة – لقد عرفنا منذ سنوات قليلة ان مصر بادرت لإنشاء متحف لكتبها المدرسة مع الأدوات المدرسية القديمة التي كانت سائدة منذ وقت قديم جداً – وذلك على غرار متحف الكتاب المدرسي الاردني .

المتحف إلى الأمام
الأب الحنون لهذا المتحف الذي أنشأه الدكتور سعيد التل ظل دائماً متابعا عن بُعد وعن قُرب لمسيرة متحف الكتاب المدرسي وهو المعروف انه صاحب أفكار إقامة المتاحف في الاردن ومنها أيضاً قديماً متحف الطوابع الاردني , فكرة المتحف العسكري في شمال الوطن !!.
وفي إتصال هاتفي حدثنا الدكتور سعيد التل بقلبه الكبير وبحرصه الثقافي الرائع على أهمية الاهتمام بهذا المتحف اكثر واكثر وتنمية موجوداته من الكتب عبر الاعلان بوسائل الاعلام لتشجيع المواطن على التبرع بالكتب المدرسية الاردنية القديمة .. فهناك العديد من الكتب وأجزائها ما زالت غير موجودة في المتحف ؟! .
كذلك تمنى عاشق المتاحف الدكتور التل أن يتم الاهتمام اكثر بالكتب الموجودة في المتحف وعدم الكتابة على اغلفتها بخطوط عشوائية بأقلام الماجيك الغليظة لأنها تشوه الكتاب . أما الاستاذ مدير المتحف مطلب العبادي والذي تولى منصبه هذا منذ نحو سنة وبعض الأشهر فأنه يود أن يرى هذا المتحف وقد صار من أهم المتاحف الثقافية في الاردن فهو يعمل ليل نهار للتطوير والتحسين .. لكن الامكانيات المادية والفنية المتاحة للمتحف ما زالت بسيطة !! لذا فانه يتمنى على مركز التوثيق الملكي أصحاب الخبرة أن يساعدوا المتحف في عملية ترميم الكتب وبالذات أغلفتها والتي منها شبة مهترئة بفعل الزمن وأيدي الناس قديماً !!.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF