كم من المرات شعرت بعدم الراحة أو شعور يشبه الحزن بشكل غير مبرر وذلك بعد انتهاء مناسبةمعينة، أو رحلة، أو حدث سعيد، وكم من المرات حاولت جاهداً أن تتخلص من ذلك الشعور، وصارعت الكثير من الافكار مثل السبب في هذا الشعور الحزين على الرغم من قضاء وقت ممتع في هذا الحدث أو المناسبة، ولماذا ينتابنا الشعور بالاحباط، على الرغم من الثقة بتكرار تلك التجربه المفرحة، او حتي تكرار تجارب شبيهه لها تضمن كماً وفيرا من المشاعر السعيده التي نتوق لها جميعا.
إن اكتئاب ما بعد المناسبة ان صح القول هو ليس بإكتئاب حقيقي لو تم قياس مدته وأعراضه بالاكتئاب المرضي، شريطة الا يكون الشخص قد سبق وتعرض للأصابه لاضطراب الاكتئاب أو لديه استعداد جيني وراثي أو نفسي للأصابه.
اذاً ماهو اكتئاب مابعد المناسبه؟
هو ذلك الشعور بالاحباط والحزن بعد انتهاء مناسبه والشرط هنا ان تكون تلك المناسبة سعيدة.
واشهر اسباب ذلك الشعور هي الاسباب التاليه:_
*تولد ذكريات جميله مرتبطه بالمناسبة المنقضية مما يعزز الشعور بالحزن والفقد.
*ارتفاع مستوى الاجهاد والارهاق الجسدي والنفسي بسبب التحضير لتلك المناسبة.
*الحنين لتفاصيل كثيره مهما كانت بسيطة ارتبطت بوجود المناسبه.
*الشعور بالملل والاحباط بسبب العودة للروتين المعتاد.
من المعروف إن هذه المشكله ان استمرت لمدة اسابيع، او أثرت في المسار اليومي للشخص لابد أن يتوجه لمختص بالصحه النفسيه لمساعدته حسب مايراه مناسباً.
أما عن أهم وأبرز النصائح للأشخاص الذين يمرون بهكذا حاله فهي:_
*الاعتراف بوجود تلك المشاعر دون جلد للذات أو لوم لها، والسماح لمشاعر الحزن أن تعبر بسلام.
*مشاركة صديق مقرب تلك المشاعر والتحدث والتعبير عن كل ما تشعر به.
*محاولة العوده للروتين اليومي دون تردد وإن كان الأمر ثقيلا أو صعبا.
*ممارسة نشاطات محببة وممتعة.
*التخطيط للمشاركة في مناسبات مقبلة، والتحدث مع الذات بأن تكرار المناسبات المحببة أمر مستمر ووراد الحدوث.
*تذكر دائما أن تعطي سقف توقعات متناسب مع المناسبة الحاصلة ليس اكثر او اقل حتى تتجنب الإحباط أو التعلق بالمناسبة.
إن الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية أمران مهمان جدا، من شأنهما الحفاظ على التوازن النفسي والعاطفي،كما ان تنظيم أوقات الطعام والنوم ايضا يعززان الصحة النفسية والجسدية لذلك وجب الاهتمام بتلك الأمور.
في كل مرة ودعنا بها مسافر بعد لقاء جميل، او انتهت مناسبة دينية مثل «الاعباد» أو ثقافيه مثل «مؤتمرات» «دورات» أو حتى «انقضاء رحلة» أو «جمعة عائلية»، لابد ان نتذكر ان الاوقات بغض النظر عن نوعها جميعها سوف تنقضي، وتتجدد مراراً وتكرارا، لذلك نحن من نعطي الوقت تلك القيمة ونعظمها داخل انفسنا، ومشاعر الحزن بعد انقضائها امر في الغالب طبيعي، ماعلينا الا تقبله من ثم مقاومته بأفعال وسلوكيات يوميه، حتى لا يتطور الامر وينتهي بإكتئاب يحتاج الى العلاج.
