يبدو ان شكاوى المواطنين من تصرفات مكاتب سياحية تنظم رحلات خارجية جماعية الى بلدان مجاورة او حتى بعيدة، هذه الشكاوى لا تجد آذانا مصغية يترتب على ما نسمعه ردود فعل تتجسد اجراءات تعيد حقوقا تم اختلاسها بعد ان كانت وعودا تتبارى المكاتب في صرفها لاجتذاب المشاركين الذين حين يطالعون ما تتعهد به هذه المكاتب من خدمات على امتداد رحلات الترفيه يمنون النفس بنزعة لا سابق لها، الا انهم لا يلبثون يصطدمون بما يحبط تطلعاتهم واحيانا كثيرة قبل ان يغادروا ارض الوطن وعند المطارات حين تختلف مواعيد الاقلاع ويصل تأخير هذا الاقلاع لدرجة يمتد فيها الى يوم كامل يضيع من ايام الرحلة التي دفع ثمنها المشاركون.
هيئة تنظيم السياحة ومعها وزارة السياحية تؤكدان ان ابوابهما مفتوحة لاستقبال شكاوى المواطنين الخطية التي تنتظرها وزارة السياحة بفارغ الصبر حتى اذا ما توثقت مما حملته هذه الشكاوى بادرت الى اتخاذ الاجراءات القانونية بحق مكتب او مكاتب السياحة التي تلبست التقصير في الوفاء بما تعهدت به امام المشاركين الذين لا تفتأ الوزارة تؤكد عليهم ضرورة توثيق العقد بين الطرفين المستفيد من برنامج الرحلة والمكتب السياحي المنظم لها، وغالبا ما تأتي هذه الشكاوى الى ابواب الوزارة ثم بعد ذلك يغيب عن الساحة مصيرها حتى ان الوزارة كما اعلنت انها لم تشر الى كفالة مكتب واحد رغم تداعيات الشكاوى العديدة هذا العام.
اما هيئة تنظيم السياحة فانها كما يبدو من ذوات العين البصيرة واليد القصيرة تجاه ما ترتكبه بعض مكاتب من تقصير في تنفيذ التزاماتها تجاه المشاركين في برنامجها، ذلك ان مهمة الهيئة تنحصر كما تقول في تسويق المنتج السياحي الوطني في الخارج واعداد ونشر البرامج التي تخدم هذا الهدف الاساسي والمهمة الاولى لنشاطاتها رغم ان ظاهر مسماها يوحي بانها معنية بـ «تنظيم السياحة» على اطلاقها دون قصرها على السياحة الخارجية القادمة الينا، دون ان يكون لها دور في التصدي لما تقوم به مكاتب سياحية لا تدري عما اذا كانت تعمل في السياحة القادمة وعما اذا كانت تفعل تجاه المجموعات القادمة الينا ما تفعله مع ابناء الوطن الذين تنظم مجموعاتهم السياحية.
اجمالا لا خلاف على ان هناك مكاتب قصرت وما تزال تقصر في انقاذ ما تعهدت به حين جذبت اعدادا من المواطنين للمشاركة في برامج سياحية تعلن عنها وهذا معلوم سواء قدمت شكاوى به ام لم تقدم، لا بل ليس من المستحيل على وزارة السياحة ان ارادت ان تحقق من وقائع تقصير يتداولها الكثيرون ممن شاركوا في برامج جماعية حتى وان لم يتقدم احد بشكوى فاولئك الذين عانوا الامرين في رحلة سياحية كانوا يمنون النفس فيها بتوريح انقلبت عليهم الى معاناة على امتداد ايامها سواء بالنسبة للاقامة او الخدمات المقدمة التي وصل بأحد المكاتب ان يترك مجموعاته نهبا للضياع حين اختفى اولئك الذين يفترض بهم ان يتابعوا احوال المشاركين في رحلة قبضوا سلفا ثمنها ثم تنكروا لمسؤولياتهم عنها . . فهل تنتصر وزارة السياحة لهؤلاء المضطهدين؟
