خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ذو الوجهيْن!

ذو الوجهيْن!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

ولّى زمن العطاء برجالاته ونسوته الذين مُنِحوا ألقابا تميز إستثنائيتهم الحقيقية مثل لقب ''ذو النوريْن '' الخاص بسيدنا عثمان بن عفان، إلى ''ذات النطاقيْن'' أسماء بنت أبي بكر، ألقاب تاريخية تدل على الرِفْعَة و المثالية والعطاء..

نشأنا وتربينا على مثُل ومبادىء أساسية خلنا بأنها قد إنصهرت إنصهارا أبديا داخل سلوك إجتماعي يحمل وجها ''واحدا'' نقابل به ذواتنا وغيرنا، ولكن تدريجيا أصبح الوجه الواحد من المستحيلات لأن الطوباوية المثالية لا وجود لها في زمن رفْضِ الحقائق حتى أخذ النفاق بأقنعته المتعددة يرتع بحرية متصدرا غالبية المسارح الحياتية..

و تنبهُ المثالية دوما إلى مخاطر المداهنة والنفاق،فتعترض ''الأقنعة'' بأن الحياة تتطلب تجميل القول والفعل، منوهين بأنه من يبغى السلامة فليتوخى الدبلوماسية! كأن يتحلى الواحد بوجهيْن أو أكثر، وللأسف لقد فرّع هذان الوجهان مطلقيْن وجوها عدة لا حصر لها، ومن يحاول المحافظة على وجهه الأصلي سيكون خاسرا تلحقه الهزيمة تلو الأخرى! فالحديث النبوي الشريف القائل '' تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهيْن،الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ''، وشرْح الحديث يتعلق بحال المنافق الذي يأتي كل مجموعة بما يرضيها فيظهر لها انه منها ومخالف لضدها، حيث يعتبر هذا العمل مداهنة محرَّمة تنضح بالنفاق والكذب والخداع بخاصة إن كان قصده الإطلاع على أسرار المجموعات المتعددة..

ولكن ماذا يفعل هؤلاء ممن لا يحسنون التلوّن بوجه لكل مناسبة، إن ''نطقوا بالحق'' نزل الغضب عليهم كالمطر من كل مكان، وإن ''صمتوا'' فإنهم يتحولون إلى تماثيل خرساء غير ناطقة توشك على الإنفجار، وإن حاولوا أخذ العصا من ''وسطها'' متوخين الموضوعية تلقوا الرفض من كلا الطرفيْن، وحينما يحاول البعض أن يكون'' لبقا'' فقد تضيع الحقيقة في دهاليز اللباقة التي إن تجاوزت حدها أصبحت نفاقا، ''فالحق'' له حدوده الواضحة للجميع، تليه ''اللباقة'' المتوسطة وما يتبعها من ''دبلوماسية'' تلتهم ثلاثة أرباع الحقيقة، ليأتي ''النفاق '' وهو الحد الأقصى الذي ''يقلب'' الحقيقة رأسا على عقب.

المداهنة مصيبة كبرى يعتقد صاحبها بأنها لن تصيبه بسوء علما بأن المصائب الناتجة عنها سترتد عليه،فبالرغم من أن المداهِن والمنافِق لا يكون صائبا أو مصيبا، ولكن الطلب عليه أصبح كثيرا في زمن قْلْب المعايير لذلك أصبح النفاق يصول ويجول فيه بعد أن صار أصحابه مطلوبين في كل مكان.

قديما.. في زمن الخير كان المنافقون مستبعَدين، يتجنبهم الكثيرون، وأما اليوم فيحدث العكس ولهذا أينعت الوجوه وتعددت، وياليتها توقفت عند وجهيْن فقط! فهما أفضل بكثير من ''سلسلة'' الوجوه الزئبقية التي لا تستقر على حال حتى تدخل في حال آخر..

ومن أجل ذلك فالعالم ينحدر من سيىء لأسوأ، لأن المداهنَة والنفاق هما الركيزتان اللتان تعتمدهما الغالبية في سلوكها وعملها وتحركها، وحينما نقيس أثر المداهنة على المجتمعات المتعددة نجد بأن الدول المتطورة لا تتأثر بالمداهنة كثيرا لأن'' ثوابتها'' أكثر من ''متغيراتها''، إلا ان الطامة الكبرى تقع على البلاد النامية لكثرة متغيراتها السلبية بوجوهها المتذبذبة التي تهز الركائز وتضعف الأساسات مسقِطة الثوابت ..

فعلا..فما أحوجنا إلى وجوه ثابتة لا تتقلب ولاتتلون لأن الوصول إلى الأهداف يحتاج إلى التركيز، بعيدا عن ''القَلْقَلَة'' التي تضعف من قوة هذا التركيز وتلغيه !

[email protected]

www.maktoobblog.com/hashemnadia

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF