خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

اسطورة المدير الجيوسي .. وماذا عن شباب الأمس؟

اسطورة المدير الجيوسي .. وماذا عن شباب الأمس؟

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

فواز خميس الشوا - تمر بي الذاكرة كثيرا ويصيبنا الحنين لايام الدراسة والمدرسة والطفولة والولدنة والشباب.
وعندما يأتي هاجس الحنين نراه كأنه شريط سينمائي؛ أراه وأتحسرعلى ما فات من العمر فتلك هي الايام الجميلة وذلك هو الزمن الجميل الذي ذهب ولن يعود وكأن الانسان عندما يتقدم به العمر يعود بذاكرته للايام الحلوة.

« البحلقه»
في موقف باصات جبل الحسين، اول طلوع الجبل كان يقف الشباب ينتظرون دورهم في الصعود للذهاب لمدرسة رغدان او كلية الحسين وكذلك تقف الفتيات للذهاب لمدرسة سكينة بنت الحسين ،وقد كانت في غير موقعها الان.
كان الشباب، كل ما لديهم هو « البحلقه» ،وقد كان احدهم معجبا بطالبة لم يكن يجرؤ ان يحادثها وكان يريد ان يلفت انتباهها باي طريقة فكان يتآمر مع بعض اصحابه بان يأتي هذا الصاحب الى العاشق امام الطالبة ليسلم عليه ويتعانقا ويقول له:
- يا فلان، الحمد لله على السلامة متى جئت من بيروت؟.
 فيقول:
- بالأمس !.
وينظر الى الطالبة وقد استمعت الى الحوار الكاذب وفي مرة ثانية ومع صديق آخر وامام الطالبة يتعانقان ويسأله الصديق :
-متى جئت يا فلان من بريطانيا؟.
 فيقول له:
- بالأمس!.
وينظر للفتاة ولكنها لا تعيره انتباها ، وذات مرة طلب هذا الولهان الكاذب من احد اصدقائي بأن يقوم بنفس الدور، ليسأله متى جئت من المانيا، ليقول له بالأمس(..) اما ما حصل فقد حضرت الفتاة لموقف الباص وتقدم صديقنا من الطالب الولهان وسلم عليه امامها وبصوت عال سأله:
- اهلا يا فلان متى خرجت من السجن ؟.
 وكانت النهاية له ، بعد ان رآها وقد (فطست من الضحك)

غض الطرف عن الغش
كان الاستاذ نظمي السعيد رحمه الله، استاذ الرياضة في كلية الحسين وقد تميز بصداقته للطلبة وبحكم انني كنت لاعب رياضة ، كنت احس بانه منحاز للرياضيين لدرجة اننا في امتحانات اخر السنة ؛كنا نتمنى ان يكون مراقبا لنا لانه كان يغض الطرف عن الغش ، وفي يوم كان مراقبا لنا ورآني لا اكتب وتقدم مني وقال بصوت منخفض مالك ما بتكتب فقلت انني لا اعرف جواب اهم سؤال واستدار للطالب الجالس خلفي ورآه ( نازل كتابة) فقال له بصوت منخفض دير بالك على صاحبك ، وقد كانت لفتة لم انسها حتى الان.

رجل فواخيري
اما مدير المدرسة العسبلية وهو أشهر من استلم ادارتها الاستاذ يوسف الجيوسي، فقد كان اسطورة وبالرغم من انني درست سنة واحدة في تلك المدرسة ،فقد علق في ذهني وقد كنا نسكن في تلك الفترة في بستان رأس العين وقد ذكرت ذلك سابقا .
 كان بجوار ذلك البستان، رجل فواخيري يملك فاخورة اي انه يقوم بتصنيع شربات الماء والاباريق (وقواوير الزريعة) وقد كان يأتي بطينة الفخار ويعجنها مثل العجينة ويضعها قطعا قطعا على دولاب ،يقوم بادارته بقدميه ليصنع منه ما ذكرت.
وفي نهاية الاسبوع؛ يكون قد صنع مجموعة كبيرة من الاواني الفخارية ،ويجعلها تجف بالشمس وفي نهاية الاسبوع يقوم بوضعها بالفرن وهو اشبه بالبرج ويشعل النار اسفل البرج ويسهر تلك الليلة مع اصحابه يشربون الشاي ويتسامرون حتى وجه الصباح ،ليراقب شوي الفخار وفي اليوم التالي يقوم بتسويقه كنا نرى هذه العملية ونستمتع بها وكان ابو ربحي وهذا اسمه يقوم بعمل بعض الشربات او الاباريق الصغيرة لنا وكنا نفرح بها كثيرا.
المهم في الموضوع ان الاستاذ يوسف الجيوسي كان يأتي لرأس العين وقد كان صديقا لوالدي ويستمتع طوال اليوم بمناظر الاشجار والمياه والطيور ، وكنا نحمل له من البيت ابريق الشاي مع الكبايات ونحن لا نصدق ان يوسف الجيوسي امامنا بلحمه وعظمه وفي يوم ذهب مع والدي ورأى الفاخوري أبا ربحي يعمل كعادته واعجب بالفكرة الاستاذ الجيوسي وطلب من الفاخوري ان يعلمه طريقة صنع الشربات ورحب طبعا ابو ربحي بالاستاذ الكبير وصار الاستاذ ينزل بالجورة ويدير الدولاب وبدأ بتعلم المهنة ، كنت اقف بالفاخورة وانظر اليه وهو يعمل وانا غير مصدق انه مدير المدرسة يعمل بهذه الجورة، والاستمتاع الكبير كان حين يناديني ويطلب شربة ماء فاحضر له ابريق الماء وبما ان يديه كلتيهما مملوءتان بطين الفخار فقد كان يطلب مني ان اسقيه من (زعبوبة) الابريق ويفتح فمه وادير الماء وهو يشرب ولم يكن احد اسعد مني كوني اسقي مدرس الاجيال بهذه الطريقة.
تماما كما حدث مؤخرا يوم ان اجتمعنا نحن بعض الاصدقاء من طلاب مدرسة رغدان بالاستاذ المديرمصطفى الحسن في بيت الاستاذ سميح اسكندر وقد جلس الاستاذ الحسن في صدر الصالون على الكنبة الكبيرة فجاء اليه الصديق نذير خريسات وقال له هل تسمح لي بالجلوس بجانبك وهذا فخر كبير لي لاننا ايام المدرسة لم نكن نتجرأ ان نمر من امام ادارة المدرسة فضحكنا وجلس بجانبه وقد شعر بفخر كبير.
اما الاستاذ هاشم تلستان فقد درسني مادة الدين وقد كنا بالصف الثاني الابتدائي في المدرسة الهاشمية التي ازيلت وبنيت في مكانها مباني امانة عمان الكبرى ، وقد كنت مؤخرا في مجلس عزاء لاحد الاصدقاء الشركس في بيادر وادي السير ودخل الاستاذ هاشم وجلس هو ومن معه بالصف المقابل وتأملته ورأيته ماشاء الله لم يتغير كثيرا وقلت للجالس بجانبي هل تعلم بان الاستاذ هاشم كان استاذي وانا بالصف الثاني الابتدائي ولم يصدق الاخ هذا الخبر حتى وجه كلامه للاستاذ قائلا هل تعلم أن فلان الفلاني كان تلميذا لك ؟واشار الي فنظر لي وتذكر اسم عائلتي ومكان سكننا ولكنه قال اسكت لا تقل انك تلميذي لانك انت ( ختيار) فماذا يقولون عني ، وعندما انصرف سلم علي بحرارة.

 ارجيلة وسجائر
كنا نشعر وما زلنا بالفخر من اساتذتنا وحين نراهم او نجتمع بهم نشعر باننا امام المربين الحقيقيين لنا للشباب من جيلنا ، ويا ترى في هذه الايام: هل النظرة للاستاذ هي نفس نظرتنا واحترامنا لهم ؟.
وهل هو نفس احترام الجيل الجديد لاساتذتهم ؟.
أرجو ذلك، اظن ان أبناء الجيل الجديد لا يستطيعون تدخين السجاير امام اساتذتهم وانهم لا يشربون الارجيلة امامهم، واذا ما صادفوا واحدا من اساتذتهم في الشارع او امام دور السينما يهربون حتى لا يراهم المدير او احد الاساتذه تماما كما كنا نفعل واعتقد انهم يحترمونهم في المدرسه ولا يعتدون عليهم ولا يوجهون لهم الكلام النابي.
اذكر كما يتذكر الشباب من جيلي ( اقول الشباب رغم اننا وصلنا خريف العمر) «ستوديو ستار» وكان تقريبا امام سينما زهران في الطابق الثاني ، وقد ذهبنا اليه حين افتتحه هاكوب وقد كان ستوديو صغيرا جدا وفرح هاكوب بان ذهبنا له شلة طلاب من المدرسة، لناخذ بعض الصور لهويات المدرسة والكشافة والصور لا تزال عندي حتى الان وقد رجانا ان نخبر طلبة المدرسة عن مكانه وانه سوف يراعينا بالاسعار، وكبر عمل هاكوب وتوسع واستأجر دكانا بشارع السلط بنفس العمارة وأسماه استوديو «سمير اميس «واصبح المصور الخاص لسموالامير محمد .
كانت صور العائلة المالكة، تملأ المكان، ولكنه وللاسف بعد ان كان يرحب بنا ويرجونا ان نعمل له دعاية اصبح ينظر الينا وكأنه لا يعرفنا وتحولنا الى استوديو بارامونت بجانب مطعم جبري.
وقد كنت ارى هاكوب مؤخرا دائم الوقوف امام الاستوديو وقد كبر وشاخ الا انني قبل اسابيع سألت عنه لان المحل اقفل فقيل لي بانه قد توفي رحمه الله رحمه واسعة.

 في القاهرة
اريد ان انهي بقصة حدثت مع أحد اصدقائي وكنا ندرس بالقاهرة حينذاك، يقول انه قطع تذكرتين في سينما مترو بشارع سليمان باشا مع احد اصدقائه وكان هناك وقت كبير لبداية الفيلم وتمشى قليلا في الشارع فاذا باحدهم يتقدم لهما ، كانت الدنيا قبل منتصف الليل وقال لهما «يظهر ان حضراتكم مش مصريين» فقالا نعم نحن من الاردن ، فلاطفهما كثيرا وقد كان مهذبا جدا وقد علم بانهما سوف يدخلان السينما فرجاهما ان ياخذهما لبيته ليقضيا معه بعض الوقت، ليتعرف عليهما فلم يمانعا وركبوا جميعا تاكسي اجرة وطلب من السائق ان يذهب لمصر الجديدة ، فقالا له ان المكان بعيد فقال لا تخافا سوف نعود بالموعد المحدد وتوجهت سيارة التاكسي على اطراف مدينة نصر .
كانت الصحراء تبدأ من هناك وقالا له إن المساكن قد انتهت وبدأت الصحراء ولا اضاءة في الشارع فضحك وقال «شايفين « الفيلا هناك هذا هو بيتي وسوف اعرفكما على عائلتي وبدا يضحك ضحكات جنونية وبدون اسباب، وبدأ ينظر لهما نظرات ليس لها تفسير الا انها مخيفة.
المهم كان المكان هادئا وليس به سوى تلك الفيلا، وتقدموا وفتح باب الجنينة وقبل ان يبدأوا بصعود الدرجات الخمس امام الفيلا حتى فتح الباب وظهرت امراة جميلة وفتاة في عمر الزهور وقد كانتا تلبسان ملابس السهرة وتهمان بالخروج فسلمتا عليهما واعتذرتا بانهما على موعد ونزلتا لتركبا نفس التاكسي، الذي قدمنا به وسمعنا ضحكاتهما مع السائق وقد هزت صحراء مصر الجديدة ، وادخلنا الرجل الى صالة كبيرة واجلسنا وصار يشكو لنا من حركات زوجته وابنته وانه على خلاف دائم معهما وبعد ان انهى شكواه قام للمطبخ قائلا :
-»عايز اعملكم قهوة عمركم ما شربتو زيها».
ودخل الى المطبخ؛ وساد هدوء قاتل في الفيلا وهدوء في الخارج، عدا ما يسمع بعض الاحيان من صوت الكلاب الضالة ، وبعد ان طال جلوسهما والرجل ما زال في المطبخ، ذهب صديقي ليستعجله فاذا به يقف في المطبخ وبيده سكينتان يضربهما ببعض ويقول لصاحبي سوف اقطعكما اربا اربا ويقول صديقي بانه رأى بأن قدميه رِجلا ماعز وقد استدارت عيناه واصبحتا بلون النار وهنا خرج مذعورا مناديا صاحبه للهروب من الفيلا ، لحقهما صاحب البيت وبينما هما يقفزان درجات البيت وقع صديقي على الارض واذا به يقع من على سريره من الرعب الكبير الذي اصابه بعد هذا الحلم المزعج، وعذرا للازعاج.
[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF