خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ماذا تعلمنا من رمضان ؟

ماذا تعلمنا من رمضان ؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

د.فوزي زايد السعود- نحن نقترب من نهايات هذا الشهر الفضيل الذي منّ الله تعالى علينا بحضوره، وما زلنا نتعلم من مدرسته الكثير الكثير، ذقنا حلاوة الطاعة، وأدركنا قبح المعصية، صمنا رغم الحرارة الشديدة والعمل المتواصل، قمنا لله طالبين رحمته ومغفرته، تصدق البعض منّا، عرفنا فضل القرآن في شهر القرآن وفوق ذلك:
تعلّمنا أن رمضان فرصة حقيقية للتغيير، وأنه يمكن أن يكون نقطة البدء في إصلاح أنفسنا ومجتمعاتنا، لقد صمنا عن شيء أحله الله !! أفلا يكون أحرى بالمؤمن بعد ذلك أن يصوم عمًا حرم الله !!
تعلمنا من مدرسة الصيام أننا نملك طاقة هائلة ، وقدرة عظيمة على تحمل المشاق، فبعضنا صام منذ نعومة أظافره وحتى اليوم ولم يفطر يوماً، وبعضنا لم تفته صلاة أو قيام أو تكبيرة إحرام، وبعضنا ختم القرآن مرات ومرات، وبعضنا أنفق مما تحب نفسه ...آلا يعني هذا أن المسلم لديه عزيمة راسخة، وهمة عالية، يمكن أن يباهي الله بها ملائكته ؟
تعلمنا من رمضان: عظمة الفرصة في حياة الإنسان، وأن الفرص تقدم للإنسان أرقى ما ينتظره من خير وأوسع ما يريده من بركة ربما في لحظة أو لحظات من الزمن ...ومن هذه الفرص بشكل عام أن يكون الواحد منا خلال شهر واحد صفحة بيضاء من الخطيئة، وشجرة مثمرة من الحسنات، نرى هذا في قول النبي عليه السلام : "من صام رمضان إيمانا واحتسابا فقد غفر له ما تقدم من ذنبه (الألباني،صحيح الجامع،6325) " ومن قام رمضان ..." (المرجع السابق،6440) و"من قام ليلة القدر ..."(المرجع السابق،6441).
لقد أثارنا ذلك الصحابي الجليل الذي بادر إلى اغتنام الفرصة وهو ? عكاشة بن محصن ? حيث استمع للنبي عليه السلام وهو يتكلم عن الجنة، فسأله أن يكون من أهلها، فدعا له، فجاء رجل آخر وسأل النبي عليه السلام فقال له: سبقك بها عكاشة (البخاري،5705)، نعم لقد كانت روح ومبادرة عكاشة قد دفعته لاستثمار هذا المفهوم، وهذه الفرصة لعناق الجنّة يوم القيامة دون حساب ولا عقاب، أفلا نتعلم ونأخذ العبرة والدرس؟
تعلمنا في مدرسة الصيام أهمية الوقت في حياة المسلم، وأنّه هو الحياة، وأنّه رأس مال المسلم، وأنه محاسب عليه ( وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه ...)(المنذري،الترغيب،298/4) ، وأن الأيام تأكل من أجسادنا فلا بد أن نستثمرها قبل فوات الأوان، وأنه لا مكان في قاموسنا لعبارة : (نضيع الوقت )أو (نتسلًى ) فالمؤمن في حياته بين عبادة وطاعة وعمل ودعوة، أو في طلب علم يحصله أو مجد يحقّقه أو بناء يعليه ..." إنُك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " (الانشقاق،6) .
تعلمنا من رمضان أن الحياة ميدان تنافس " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " (المطففين،26) وأن المجال مفتوح لمن يشمّر عن ساعديه ، والفرصة متاحة ولكن أين المشمِّرون أصحاب الهمم العالية ، فقد انتهى عهد النوم يا خديجة ، ومن يقول ها أنا ذا ؟ ومن ينادي : أينقص الدين وأنا حي ؟ ومن يقول : إنها لحياة طويلة ... ومن يقول : لأطأن بعرجتي هذه الجنة ؟
أخي الصائم :
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ، والدنيا دار ممر فتزود منها  لمقرك الخالد، والدنيا تغرّ، فقل لها غرّي غيري فلست من أسراك، أنا يا حياة علوت فوق علاك، لا تركن إليها، فهي لا تعدل عند الله جناح بعوضة، فهناك الحياة والنعيم الأبدي، وهناك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF