ينتظم التاسع من حزيران، بين عقد الايام الاردنية معلماً تاريخياً يرسم نقطة بداية عهد اردني جديد، بدأ بتسنم جلالة الملك عبدالله الثاني، عرش المملكة الاردنية الهاشمية، هذا الكيان الذي صنعته الثورة العربية الكبرى، ليكون حاضنة العروبة، ومناط بناء حاضرها ومستقبلها في وقت كان العالم يتكالب على هذه الامة، يقتسم وطنها ويغتصب البعض.. ويستعمر البعض.. ويغزو البعض الاخر، في غيبة من ناظم يحمي كيانها من مؤامرة التفتت التي حاكها الاستعمار بليل ليفرق بين ابناء الامة الواحدة ويجعل من وطنها الكبير اقطاراً يقدر عليها اذا تفرقت ويمكن الغاصب الصهيوني من اغتصاب جزء عزيز من كيانها.
يأتي التاسع من حزيران.. اليوم.. بعد سنوات معدودات من العهد الجديد، ليكون وقفة تأمل لقراءة ما حققه هذا العهد الذي حظي بقيادة مليك شاب، ادرك منذ البدايات ان انسان هذا الوطن هو مصدر قوته.. وان الوحدة الوطنية التي توشح هذا الشعب هي عنوان عزته.. وان المواطنة الحقة لا تتأتى الا في اطار الانتماء الحقيقي الذي يبنى على البذل والعطاء في اطار عدالة اجتماعية تحفظ حق الجميع وتضعهم عند موقع رجل واحد تجاه ما لهم من حقوق تماماً امام ما عليهم من واجبات، هكذا كان المواطن الاردني عند هذه القيادة هو الاعز.. وكان حاضره ومستقبله هو الشغل الشاغل وهدف كل حراك كان منذ اليوم الاول للعهد الجديد.
ان القراءة المتمعنة لصفحات الانجاز الذي تحقق على امتداد السنوات الماضية القليلة، منذ بدايات العهد الجديد حتى الان، تؤكد سلامة المسيرة واخلاص القيادة، ووعي القائد، وحكمة المليك في كل ما تصدت له هذه القيادة التي جعلت من اول اهدافها رفاه المواطن، في اطار وطن قوي عزيز، يضعه العالم كله في مقدمة اهتماماته وهو يدرك الدور الحيوي القادر عليه، سواء في ما تعلق بقضايا منطقته بما يتفاعل على ارضها من احداث، او ما يقلق العالم كله من احداث تحتاج الى الحكمة الانسانية والعقل القادر على الابداع في التصدي للحالة الانسانية العالمية بكل ما قد يعرض لها من احتياجات.. كان الملك عبدالله الثاني.. وكان الاردن في طليعة من ينهضون لمعالجتها.
يحتفل الاردن اليوم بعيد جلوس جلالة القائد على العرش، وفي القلب حب وولاء للقيادة، وفي الوعي ثقة وايمان بالمستقبل وفي الوجدان يقين بتحقيق الاهداف التي رسمها جلالة الملك ليكون الاردن قويا بانجازه..عزيزا بمواطنه.. معتدا بأمته التي بقيت على الدوام نبض قلبه.. هذا القلب الذي سكنته قضية أمته الاولى.. غياب الحق الفلسطيني عن ساحة العدالة الانسانية، فكان الجهد الاردني الذي تبذله القيادة الاردنية الهاشمية هو الابرز والاكفأ والابعد أثرا في إحياء الامل بالوصول الى هذا الحق الغائب.. بهذه المناسبة يجدد الاردنيون الولاء لقيادتهم الهاشمية.. والانتماء لتراب الوطن الاردني.. ليكون كما ارادته القيادة الملهمة وطن العز.. وموئل الاعتزاز.. وحاضنة العروبة.
وكل عام وقيادتنا بخير.