خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ســـر نجاحك في الحياة

ســـر نجاحك في الحياة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

هذه الحياة عشناها ونعيشها كركاب قطار منهم من ترجل في محطات غادرها القطار إلى غير رجعة.. وآخرون سيأتي دورهم في الترجل في محطات لاحقة سيصلها القطار.. وفي النهاية الكل سيغادر القطار في محطات متفاوتة رسمها لنا المصير المحتوم في رحلة الزمن نحو المجهول.
ركوب القطار ونزوله ليس قرارنا لان ركوبه هو يوم ميلادنا ونزوله هو نهاية المطاف لحياة امتدت لحقبة من الزمن ونحن في هدا لسنا بمخيرين انها ارادة الخالق (عز وجل) خلال هده الرحلة المجبرين عليها رحلة نجاح ام رحلة فشل.. منا من عاش وقد نقش اسمه وفعله على صفحات التأريخ لانه اختار طريق الارتقاء والعلياء بما جادت به اقواله وافعاله..
حتى صارت سيرته منارة لكل الإنسانية في ظلما ت الدرب الموحش ومنا من عاش ومات وكأن شيئا لم يكن تحول الى كتلة تحت الارض.. مجرد كتلة بلا سيرة وتأريخ ولا تملك مقومات حياة الخلود ..حياة هامشية ليس لهل ملامح او جذور .. ومنا ايضا من عاش وهو يزرع الشر والدمار..
يركب الامواج في بحور الظلام..ينفث السموم ويزرع الاشواك في بساتين الحياة..انه الاختيار الاسوأ لعيش اسوأ نحو نهاية تلاحقها لعنة التأريخ.. في اقبح صورة يرسمها الانسان لنفسه.
وهنا يبرز سؤال مهم مفاده..ما هو سر النجاح ولماذا الفشل؟
ان الاجابة على هدا السؤال تتطلب وقفات موضوعية عند بعض الثوابت والمنطلقات الفكرية والاجتماعية..ربما تحتاج الاجابة ايضا الى الخوض في بعض التيارات الفلسفية التي قسمت الحياة الى خطوط عرض وطول وصورت السلوك الاجتماعي للانسان كأنه معادلة رياضية لا تقبل اللبس، وبين كل هذا وذاك لا نريد الدخول في حالة من الضبابية والتعقيد في التفكير لكي نكون موضوعيين وايجابيين في الطرح ومن ثم نبسط الافكار والطروحات ليسهل هضمها وفهمها من قبل القارئ.
ان للاحزاب والتيارات العلمانية وجهة نظر خاصة في هذا الموضوع انطلاقا من الايديولوجيات التي امنت بها هذه الاحزاب والتيارات.
كما للتيارات والافكار الدينية وجهة نظرها الخاصة بها في هذا الموضوع انطلاقا من التعاليم والمبادىء السماوية التي تحاكي عقل وسلوك الانسان.
ان جوهر الاجابة على ما طرحناه من تساؤل ستكون في محورين اساسيين اولهما:
عندما يولد الانسان ويدخل في هذا العالم يكون اشبه بالصفحة البيضاء الفارغة المحتوى عدا بعض العوامل الوراثية التي قسم منها له علاقة بالتكوين الفسيولوجي ووظائف الاعضاء والقسم الاخر له علاقة ببعض السلوكيات والحالات النفسية للانسان بحسب تفسير علماء النفس وعلماء الاجتماع، ولا نريد الخوض في هذا الجانب لان هذه الامور تعتبر حالات لا ارادية ليس للانسان سطوة عليها اما ما يهمنا هنا فهو الافعال الارادية الناجمة عن سلوك وعادات الانسان والتي يمكن التحكم بها من خلال حقل المهارات والعادات المكتسبة التي تسهم بشكل او بآخر في نجاح وتقدم الانسان في الحياة.
تجدر الاشارة هنا الى ان بعض حالات التفوق والتميز والابداع تكون ناتجة عن موهبة فطرية تولد مع الانسان وهذه حالات شاذة لا يمكن القياس عليها.
وبالعودة الى موضوع المهارات والخبرات المكتسبة لدى الانسان...فإن هذه النقطة غاية في الاهمية وهي التي تكسبه درجة النجاح النسبية بحسب المهارة والاتقان وهناك عوامل منها بيئية واجتماعية ومنها اقتصادية يكون لها تاثير كبير وخاصة في المراحل الاولى من حياة الانسان لتضعه في بداية طريق النجاح او تضعه على مشارف طريق الفشل..ففي بعض الحالات يولد الانسان وقد توفرت لديه كل مقومات وعوامل النجاح من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ولكن مع ذلك تجده في مصاف الفاشلين وذلك يعود الى عوامل اخرى سنذكرها في المحور التالي...
هناك بعض الاسر والبيئات الاجتماعية تدفع الانسان الى طريق النجاح والابداع انطلاقا من مرحلة الطفولة صعودا الى المراحل الاخرى من حياة الانسان..فهي توفر له في بداية حياته الفرصة المثالية في التعليم والاكتساب من خلال المدارس التعليمية ومراكز التعليم والتدريس وكذلك وجود اسرة مثقفة على درجة عالية من التعليم مما يعطي دفعة قوية للافراد الذين ينتمون الى هذه الاسرة باتجاه تطويرهم وحملهم على الابداع والتقدم والنجاح..
كذلك العيش في بيئات متطورة ومجتمعات راقية تعتمد الاساليب العلمية الحديثة في تنشئة الافراد يكون له الاثر الكبير الواضح والفعال في وضع هؤلاء الافراد على طريق الازدهار والنجاح.
ان الاسباب التي ذكرناها اعلاه تحول الانسان الى عنصر منتج بدل من ان يكون عنصرا مستهلكا يعاني الفشل والضياع.
اما المحور الثاني وهو الاهم فهو يتعلق بالجانب المعنوي من حياة الانسان الذي يتمثل بالارادة الصلبة والعزيمة التي لا تقهر اللتين تنطلقان من جوهر الانسان مضافا اليهما العامل الخارق..العامل صاحب القدرة الفائقة والعجيبة الذي لا يخلو منه كل نجاح والذي يعتبر قارب النجاح في بحور الفشل والاحباط الا وهو مخالفة الهوى...
ان هناك الكثير الكثير من بني الانسان يحظون بفرص عظيمة لا تأتي لغيرهم في الحصول على فرصة العيش الرغيد وتلقي التعليم في اشهر المدارس وعلى يد امهر المعلمين والمربين ورغم ذلك يبقى نصيبهم من النجاح والتقدم ضئيلا جدا..ويعود السبب في هذه الحالة الى ضعف في الارادة والتصميم وعدم القدرة على الصمود امام نداءات النفس الامارة بالسوء في التصدي للملذات والشهوات التي ما انغمس فيها الانسان حتى غرق في وحل الفشل والضياع.
ان مخالفة الهوى وكبح جماح النفس البشرية يعتبران من اهم العوامل التي تؤدي الى تفوق الانسان ونجاحه في مسارات تصل به الى اعلى المراتب التي استحقها مشاهير العالم في التاريخ القديم والحديث الذين حجزوا مواقعهم في متا حف الشمع ونقشوا اسماءهم في ذاكرة التاريخ لقد ورد ت في القرآن الكريم الكثير من النصوص التي تحذر الانسان من الانصياع لهوى النفس والانجرار نحو دعواتها المريبة لان في دلك الخسران المبين الذي لا يريده الله (عز وجل) للانسان الذي خلقه في احسن تقويم...
واعلم ايها الانسان "ان كل ما فوق التراب تراب" وان مخالفة الهوى هي سر نجاحك في الحياة.

محمد الهاشمي

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF