المجموعة الشمسية هي واحدة من عدة ملايين من المجموعات النجمية في الكون والتي تمثل فيها واحدة من النجوم المتوسطة وتتبع لها مجموعة من الكواكب، وتمثل الشمس مركز مجموعتها وتدور حولها تسعة كواكب أساسية إلى جانب عدة آلاف من الأجرام الصغيرة التي تسمى الكويكبات، وتوجد بين مداري المريخ والمشتري.
تظهر كواكب المجموعة الشمسية لنا كما لو كانت نجوما في السماء وقد لاحظ القدماء أنها تتحرك فأطلقوا عليها صفة الكواكب السيارة، وتدور الكواكب حول الشمس في مدارات بيضاوية، ولذلك يختلف بعدها عن الشمس من فصل لآخر. وتكون أسرع ما يمكن كلما كانت قريبة من الشمس وتقل سرعتها إذا بعدت عن الشمس.
ويبلغ متوسط بعد الأرض عن الشمس حوالي 93 مليون ميل، ولكي ندرك مدى هذا البعد فإننا لو تصورنا قطاراً يسير من الأرض متجهاً إلى الشمس بسرعة 60 ميلاً في الساعة (أي حوالي 96 كيلومتراً في الساعة) وأنه يواصل سيره ليلاً ونهاراً فإنه يصل الشمس بعد 175 عاماً.
وعلينا مرة أخرى كي نتصور مواقع الكواكب من الشمس أن نعرف أن المسافة بين الشمس والأرض والتي ذكرنا أنها تصل إلى 93 مليون ميل تمثل وحدة واحدة، فإن عُطارد وهو أقرب الكواكب إلى الشمس يقع على بعد 0.39 وحدة، والزُهرة على بعد 0.72 وحدة، والمريخ على بعد 1.52 وحدة، والمشتري على بعد 5.2 وحدة، وزحل على بعد 9.54 وحدة، أما أورانوس فيقع على بعد 19.19 وحدة، ونبتون على بعد 30.07 وحدة، وأخيراًً بلوتو ويقع على بعد 40 وحدة. ومن حيث الحجم مقدراً عن طريق قطر كل كوكب فإن أكبر هذه الكواكب هو المشتري ويبلغ قطره 88700 ميل ويليه زحل وقطره 75100 ميل ثم نبتون وقطره 33900 ميل وأورانوس وقطره 30900 ميل، ثم يتقارب قطر كل من الأرض والزُهرة حيث يصل قطر الأرض إلى 7900 ميل وقطر الزُهرة إلى 7600 ميل، ويقل عنهما المريخ فيصل قطره إلى 4200 ميل ثم بلوتو وقطره 3600 ميل وأخيراً يأتي أصغر الكواكب وهو عُطارد وقطره 3000 ميل.
وكما تتفاوت الكواكب في مدى دورانها وفي أقطارها فإنها تتفاوت في سرعاتها وفي عدد توابعها (أقمارها)، فسرعة الأرض حول الشمس تصل إلى 18.5 ميلاً في الثانية على حين تزيد عن ذلك إلى حوالي 35 ميلاً في الثانية في حالة عُطارد وهي تقل إلى 3.5 ميلاً في الثانية في حالة بلوتو، وبصفة عامة فإنه كلما بعد الكوكب عن الشمس قلت سرعة دورانه في مداره.
أما من حيث التوابع فإن كلاً من عُطارد والزُهرة ليس لها توابع، وللأرض قمر واحد، وللمريخ قمران، والمشتري له أربعة أقمار كبيرة الحجم تسمى بالأقمار الجاليلية (نسبة إلى العالم جاليليو جاليلي) و12 قمراً متوسط الحجم والعديد من الأقمار الصغيرة، ويصل مجموع أقمار المشتري إلى أكثر من 63 قمراً، ولزحل أكثر من 31 قمراً، ولأورانوس أكثر من 27 قمراً، ولنبتون 13 قمراً معروفاًن أما بلوتو فله 3 أقمار أحدها اكتشف عام 1978 وأطلق عليه شارون، أما الآخران فاكتشفا حديثاً عام 2005 وأطلق عليهما p1 و p2 .
ومن حيث المدة التي يستغرقها الكوكب ليتم دروة كاملة في مداره فهي 88 يوماً في عُطارد و 225 يوماً في الزُهرة، وفي الأرض كما نعرف حوالي 365 يوماً، بينما تصل سنة المريخ إلى 1.88 من سنوات الأرض، وسنة المشتري طولها حوالي 12 سنة أرضية، وزحل يتم دورته كل 29.5 عاماً، وتزيد في أورانوس إلى 84 عاماً، وفي حالة نبتون إلى 164.8 عاماً وأخيراً فإن بلوتو يتم دورته كل 250 عام.
ومعظم الكواكب حولها أغلفة غازية ولكن كلاً من عُطارد وبلوتو ليس حولهما أغلفة غازية، ولعل ذلك يرجع إلى صغر أحجامها وكتلها مما يُضعف من قوة جاذبيتها ويؤدي إلى تسرب الغازات من حولها. وعلى حين تكون الحرارة بالغة الإرتفاع في الكواكب القريبة من الشمس فإن الكواكب البعيدة عنها مغطاة بثلوج دائمة. وإذا كانت الشمس وسائر الكواكب وتوابعها تدور على محاورها من الغرب إلى الشرق فإن كوكب الزُهرة وتابعين من توابع كل من المشتري وزحل يدوران في اتجاه مخالف أي من الشرق إلى الغرب. ومن الأمور المدهشة أن اليوم على الزهرة يساوي 243 يوماً أرضياً وهو اكبر من سنته البالغة 225 يوماً أرضياً، كما أن اليوم على المشتري يساوي تقريباً 9 ساعات فقط على الرغم من حجمه الضخم، حيث تبلغ سرعة دورانه حول نفسه 45300 كم/ساعة أي 12600 متر/ثانية ، بينما سرعة دوران الأرض حول نفسها 1674 كم/ساعة أي 465 م/ث. كما أن قمر الأرض يدور حول نفسه بسرعة تعادل سرعة دورانه حول الأرض لذلك يشاهد أحد أوجه القمر من الأرض بينما لا يمكن مشاهدة وجهه الآخر.
وأخيراً فإن الثابت حتى الآن أن كل الأغلفة الغازية حول الكواكب تخلو من الأكسجين فيما عدا الأرض، وإن كان ثمة بعض الدلائل على أن المريخ كان يتوفر في جوه بعض الأكسجين الذي اتحد مع المعادن والصخور السطحية له فتحولت إلى أكاسيد، وتبدو أحياناً بعض البقع الخضراء على سطحه ويُظن أن ذلك دليل على وجود حياة نباتية عليه.
يوسف جورج عبدالله