عبدالله الرعود
سن الزواج بين حق التعفف ومبدأ الإرادة العقدية
أ.د.عبدالله الكيلاني
من المسائل التي تناقشها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان سن الزواج فقد جاء العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة الثالثة والعشرين إن :
1. الأسرة هي الوحدة الجماعية الطبيعية والأساسية في المجتمع، ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة.
2. يكون للرجل والمرأة، ابتداء من بلوغ سن الزواج، حق معترف به في التزوج وتأسيس أسرة.
3. لا ينعقد أي زواج إلا برضا الطرفين المزمع زواجهما رضاء كاملا لا إكراه فيه.
4. تتخذ الدول الأطراف في هذا العهد التدابير المناسبة لكفالة تساوى حقوق الزوجين وواجباتهما لدى التزوج وخلال قيام الزواج ولدى انحلاله. وفى حالة الانحلال يتوجب اتخاذ تدابير لكفالة الحماية الضرورية للأولاد في حالة وجودهم.
من الناحية القانونية يعد توقيع الدولة على الميثاق الدولي بمثابة اعتبار للميثاق بحكم القانون الوطني، ويعمل به مالم يتعارض مع الدستور باعتباره أسمى القواعد القانونية الآمرة.
وتعمل الدولة الأوربية الراسخة في الديمقراطية على تحقيق الانسجام بين دستورها وبين الاتفاقيات الدولية بأن تعرض الاتفاقية على البرلمان بحيث إذا كان هناك تعارض قام البرلمان بإجراء التعديل الدستوري المطلوب أو امتنع عن التصديق على الاتفاقية.
وهذا هو الأصل القانوني الذي ينبغي المحافظة عليه احتراما لسيادة الأمة حتى لا تلزم الأمة بتشريعات لم تقر من ممثلي الأمة.
من الناحية الشرعية في الإسلام فإن ما عليه العمل من الناحية القانونية مقبول شرعا شرط أن لا يتصادم مع نص شرعي فإذا تصادم مع نص شرعي ينبغي العودة الى النص الشرعي .
العهد الدولي كما يتضح يسعى لتنظيم الحياة الزوجية وفق المصلحة العقلية فهو يرى أنه لا بد من تحديد سن للزواج ولا بد من أن تكون حقوق كلا الزوجين متساوية.
والفكر الغربي حين حدد سن الزواج بسن البلوغ القانوني كان منسجما مع المبدأ القانوني الذي يجعل العقود نافذة بالبلوغ ، ومن ضمنها عقد الزواج، ولكنه لم يمنع الشاب أو الفتاة من ممارسة الحنس قبل الثامنة عشرة على اعتبار أن الإنسان قادر على الممارسة البيوليجية بالبلوع.
في فكرنا الإسلامي وفي الفكر الديني عموما لا يسمح بعلاقة جنسية خارج إطار الزوجية الشرعية
وتعد أي علاقة جنسية خارج الزواج الشرعي من المحرمات التي اتفقت عليها الأيدان فقد حرم القرآن الزنا بنصوص صريحة وجعل من أسباب العقوبة الحدية كما جاء تحريمه في وصايا موى وعيسى عليهم السلام.
وإذا أخذنا القوانين والاتفاقيات الغربية على نحو حرفي بأن منعنا من دون الثامنة عشرة الزواج فلا بد من مناقشة حق الفرد بالإشباع الغريزي على نحو طاهر وعفيف وآمن ونظيف يجنبه الأمراض التي تنتقل بالممارسة الجنسية الخاطئة ويجنبه الحرمان من الإشباع إذا كان قادرا ماديا وعقليا ونفسيا.
في الغرب يتوهمون أنهم يحلون الإشكال بتعليم الطلاب في المدارس استخدام الواقي للمارسة الآمنة،
وفي ديننا لا تكون الممارسة آمنة إلا بزاوج شرعي وبتجريم أي علاقة خارج إطار الزواج الشرعي لأن كل الوسائل الوقائية ثيت من الناحية العملية أنها غير واقية بنسبة كاملة وأنه لا واقي من انتشار الأمراض الجنسية إلا العفة.
ولهذا فإن ما ذهبت إليه القوانين العربية من ضمنها القانون الأردني من السماح بالزواج لمن فوق الخامسة عشرة إذا ظهر للقاضي مصلحة في ذلك واعتبار أن الأصل في الزواج أن يكون من السن الثامنة عشرة هو موقف متوازن يحفظ الحق في الإشباع العفيف كماينسجم مع المبدأ القانوني لربط إنشاء العقود ببلوغ الثامنة عشرة.
وهو أكثر حفظا لحقوق الإنسان من المواثيق الدولية التي حفظت جانبا وفوتت جانبا.
هي مشيئة الله
جمال ابراهيم المصري
من بين أمعاء الحيتان يخرج نبع صغير من الصّديد والقيح ، يسمّى العنبر وهي من أثمن وأغلى الدهون المعطّرة !! ومن بين الدّم والفضلات يخرج الحليب الصافي الصّائغ شرابه والذي لا غنىً عنه لمعظم الكائنات الحيّة وخاصة البشرية !! ومن بين قاذورات الأرض تخرج الأزهار والورود برائحتها الزكيّة وجمالها الخلاّب !! واّلآف اّلآف الأمثلة من هذا القبيل ومن هذه المعجزات الإلهية ، والتي يقف الإنسان عندها عاجزاً حائراً أمام آيات الله في أنفسنا وفي الكون .. فسبحان الله وما هي إلا مشيئة الله .
حقوق المعاهدين في المجتمع المسلم
د.هاني خليل عابد
عن عبد الله بن عمرو _رضي الله عنهما_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: « من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنّة، وإنّ ريحها توجد من مسيرة اربعين يوماً « رواه البخاري يحرص الاسلام على إقامة السّلم الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم, ومن المعلوم أنّ الكثير من المجتمعات الإسلامية يتعايش فيها المسلمون مع غيرهم من خلال ضوابط الاسلام وقواعده في التعامل مع غير المسلمين، وهؤلاء إما أن يكونوا من أهل الكتاب الذين تطلق عليهم الكتب الفقهية، أهل الذمّة لأنّ لهم في ذمتنا عهداً وميثاقاً، أو من المعاهدين الذين دخلوا إلى المجتمع الإسلامي بعهد أمان، يقول الأستاذ البوطي « إنّ عقد الذمّة روعي فيه أن يكون ضمانةً لطمأنينة الكتابيين وحمايتهم ضدّ أي عدوانٍ على دينهم، أو اكراه ٍلهم للتّحول عنه.
إنّ الخطاب الشرعي يوجّه النّاس لضرورة قيام العلاقة بين الحضارات على أسس التعارف والالتقاء عند النقاط المشتركة التي تؤسس لمجتمعٍ حضاري يأخذ بأسباب الرقي والنهضة ويحذّر من أسباب وطرق التفكك وبث الكراهية والبغضاء وفي هذا يقول الحق جل وعلا « يا ايها النّاس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليمٌ خبير « ( الحجرات: 13)
لذا يرى أهل البحث والنظر، أنّ بنا افتقاراً اليوم للرجوع إلى كتب التاريخ في الحضارة الإسلامية مثل حلف الفضول،وصلح الحديبية ،ووثيقة المدينة ،والعهدة العمرية لا للتفاخر ومعالجة مركب النقص وإنّما للإجتهاد والاستنطاق والاستلهام، لتشكّل لنا مدداً وحمايةً ودافعيةً فنقدم عطاءً حضارياً إنسانيا مشتركاً,نكون به في مستوى إسلامنا وعصرنا، وممّا قاله الإمام القرافي في شرح كلمة البرّ الواردة في سورة الممتحنة في قوله تعالى» لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إنّ الله يحب المقسطين « الممتحنة : 8) فقال البر: الرفق بضعيفهم، وسدّ خلة فقبرهم، وإطعام جائعهم، وكساء عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف لهم ،والرحمة ،وحفظ غيبتهم، وصون أموالهم وجميع حقوقهم ومصالحهم.
حكم أخْذ الموظف الهدايا الشخصية
السؤال:
أعمل طبيباً في أحد مستشفيات وزارة الصحة، ويزورنا عدد كبير من مندوبي شركات الأدوية، علماً بأننا نتعامل مع أدويه غالية الثمن جداً، ووظيفة المندوبين التسويق لأدويتهم بسبب المنافسة بين شركات الأدوية، ولأن لكل شركة دواء لنفس المرض؛ لذلك يقوم المندوبون بإغرائنا بالكثير من المميزات، منها بعض الهدايا، ومنها دعوتنا للعشاء في مطاعم فاخرة بحجة وجود محاضرة عن دواء معين لهم؛ علماً بأن الدعوة لقسمنا فقط، وتكون مرفقة بمحاضرة فعلية، أو دعوتنا لحضور مؤتمر طبي في دولة أجنبية على حسابهم الخاص؛ وللعلم وعلى الرغم من هذه الإغراءات فإننا نقوم بصرف الأدوية حسب حاجة المريض فقط، ولا نلتفت لرغبات المندوبين أبداً، فهل هذا نوع من الرشوة، وهل يجب أن نرفض هذه الإغراءات؟
الجواب:
لا يحلُّ أخذ الهدايا الشخصية للموظف التي يُرجى من ورائها نفع مادي للمُهدي، والتي قد تؤثر على قراره؛ لذا لا يحل للأطباء وغيرهم أخذ الهدايا من مندوبي الشركات؛ لأن ذلك قد يدفعهم لوصف أدوية هذه الشركات بناء على الهدايا وليس على جودة الدواء ونفعه.
وتشتد الحرمة إذا قام الطبيب بوصف الدواء للمريض بسبب هذه الهدايا، خاصة إذا وجد دواء أنسب وأفضل منه وأقل سعراً؛ إذ مهنة الطب مهنة لخدمة الإنسان، ولا يجوز بحال أن تتحول هذه المهنة إلى تجارة تكون أرواح المرضى هي الثمن مقابل نفع مادي قليل. قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة/2.
وأما حضور المحاضرات التي تشرح تركيب الدواء وآثاره فلا بأس فيه، وإن صحبه طعام عشاء، ما دام ذلك لا يؤثر في قرار الطبيب في نوع الدواء الذي يستعمله، فالواجب عليه أن يتقي الله تعالى في قراره، ويحرص على وصف أحسن الأدوية وأسلمها لصحة المرضى، وإذا قصر الطبيب في هذا الجانب فقد خان الأمانة، والخيانة من كبائر الذنوب. والله أعلم.
آية وتفسير
د.رنده خصاونة
قال تعالى:«مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلا». النساءً 46
ذم الله اليهود بأنهم يحرفون كلام الله إما بتغيير اللفظ أو المعنى، أو كلاهما، فمن تحريفهم تنزيل الصفات التي ذكرت في كتبهم والتي لاتنطبق ولا تصدق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم على أنه غير مقصود بها، بل أريد بها غيره، وكتمانهم ذلك، فهذا حالهم في العلم، قلبوا فيه الحقائق، ونزلوا الحق على الباطل، وجحدوا ذلك الحق، وأما حالهم في العمل والانقياد فإنهم يقولون للرسول: سمعنا دعوتك وعصينا أمرك، وذلك إظهارا لعنادهم وتمسكهم بدينهم ليزول طمع الرسول في إيمانهم، وكذلك يخاطبون الرسول بأقبح خطاب وأبعده عن الأدب، فيقولون:» واسمع غير مسمع» قصدهم اسمع منا غير ما تحب سماعه بل سماع ماتكره،»وراعنا» قصدهم بذلك الرعونة بالعيب القبيح، ويظنون أن اللفظ_لما كان محتملا لغير ما أرادوا_ أنه يروج على الله ورسوله، فتوصلوا بذلك اللفظ الذي يلوون به ألسنتهم من الحق إلى الباطل، إلى الطعن في الدين،والعيب للرسول، ويصرحون بذلك فيما بينهم. ثم أرشدهم إلى ما هو خير لهم من ذلك فقال:» ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم» وذلك لما تضمنه هذا الكلام من حسن الخطاب والأدب اللائق في مخاطبة الرسول، وطاعة الله تعالى والانقياد لأمره، وحسن التلطف في طلبهم العلم،بسماع سؤالهم،والاعتناء بأمرهم، ولكنهم أعرضوا عن ذلك، فطردهم الله بكفرهم وعنادهم،ولهذا قال:»ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا».
علاقة الانبياء بالصلاة
انعام احمد الرشدان
لم يفرض الله الصلاة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقط بل فرضها على الأنبياء السابقين والأمم السابقة فالصلاة من القواسم المشتركة بين جميع الأنبياء والأمم على اختلاف بينهم في كيفيتها وعددها وأوقاتها لقوله تعالى «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً» ومن الدلائل على علاقة الأنبياء بالصلاة ما أخبر به القرآن الكريم :
1- أن أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام بين أن من الحكم التي وضع من أجلها ولده اسماعيل وأمه عند البت الحرام إقامة الصلاة « ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة» وكان من جملة دعائه « رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء».
2- أن الله مدح نبيه اسماعيل عليه السلام بصفة أنه كان يأمر أهله بالصلاة « واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً»
3- أن من أوائل الأوامر التي أمر الله بها نبيه موسى عليه السلام هي إقامة الصلاة» إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري «.
4 ? أن نبي الله عيسى عليه السلام عندما نطق في المهد ليعرف بني اسرائيل بنفسه كان من جملة ما قال«إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أين ماكنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً» وكذلك الحال مع سيدنا محمد أمره الله تعالى بقوله « وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى» والأمة الاسلامية مأمورة بالمحافظة على هذة الصلوات.
طرائف ومواقف ذكاء
جيء الى ابن النسوي برجلين قد اتهما بالسرقة فأقامهما بين يديه, ثم قال: شربة ماء, فجاء بها, فأخذ يشرب ثم ألقاها من يده عمدا فوقعت فانكسرت, فانزعج أحد الرجلين لانكسارها وثبت الآخر, فقال للمنزعج: اذهب أنت, وقال للآخر: ردّ ما أخذت.
فقيل له: من أين علمت؟
فقال: اللص قوي القلب لا ينزعج, وهذا المنزعج بريء, لأنه لو تحرّكت في البيت فأرة لأزعجته ومنعته من أن يسرق.