وسط تحضيرات كبار النجوم لموسم رمضاني جديد، بدأ عدد من مطربي الغناء الشعبي في حجز أماكنهم في هذه الأعمال، ويبدو أنهم ضاقوا من سوق الكاسيت الذي لم يعد يحتمل تحقيق أحلامهم واكتشفوا أن اقتناص فرصة المشاركة في أحد الأعمال التلفزيونية التي تعرض في رمضان يمكن أن تحقق لهم تواجدا أوسع خاصة أن تلك الأعمال تتميز بارتفاع نسبة المشاهدة.
ولكن المثير للدهشة- بحسب محيط - أن مجال المنافسة بينهم لن يقتصر على غناء «تتر» العمل ولكن وصل إلى المشاركة في العمل وأحياناً الحصول على دور كامل وسط نجومه .
ومن هؤلاء النجوم هو المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة الذي يشارك بالتمثيل والغناء في مسلسل «ماما في القسم « بطولة الفنان محمود ياسين وسميرة أحمد، حيث يغني فيه تتر المقدمة والنهاية من كلمات إسلام خليل إلى جانب مجموعة أغان أخرى ضمن الأحداث، كما يقوم بدور مطرب شعبي يدعى «أوفه» ويسكن بجانب الفنانة سميرة أحمد ودائماً ما يزعجها بسبب غنائه المستفز.
يقول عبد الباسط حمودة : «أنا سعيد بمشاركتي في العمل خاصة وأنه عمل كبير أقف فيه بجانب الفنان محمود ياسين والفنانة سميرة أحمد، ولم تكن هي التجربة الأولى التي أشارك فيها في عمل فني، ولكن سبق وشاركت في مسلسل «قمر « بطولة فيفي عبده وقدمت مجموعة من الأغاني منها « أنا مش عارفني « و» أكتب وسطر يا زمن».
وأشار إلى أن دخول الفن الشعبي في الأعمال لا يقلل منها، قائلا: « ومن فات قديمه تاه « لافتا إلى انه قد سبق وقدم الفنان أحمد عدويه عددا كبيرا من الأفلام في فترة الثمانينات وغنى مجموعة من الأغاني الشعبية مازلنا نسمعها ونرددها حتى الآن فهو «الأب الروحي» بالنسبة له، على حد قوله.
وأكد على أن العيب الوحيد هو أن بعض القائمين على الأعمال يهمهم الاستفادة من جماهيرية المطرب الشعبي وهنا يكون تواجد المطرب الشعبي غير مهم ولكن عندما يكون هناك فرح شعبي أو حفلة شعبية يكون تواجده مطلوبا ولا يمكن الاستغناء عنه .
وهناك المطرب شعبان عبد الرحيم الذي يظهر بدور ضيف شرف في مسلسل «حامد قلبه جامد «بطولة الفنان طلعت زكريا ونشوى مصطفي،حيث يغني تتر البداية والنهاية من كلمات محمد هلال كما يغني أيضاًَ مجموعة من الأغاني داخل الأحداث من خلال الشخصية التي يقدمها بلوك جديد ويظهر في العمل بدور مطرب يغني رومانسي في الأفراح ولكن يرفضه الناس ويعود للغناء الشعبي.
ونجد الفنان أحمد عدوية الذي يعد مفاجأة هذا العام حيث يغني تتر البداية والنهاية من كلمات إسلام خليل لمسلسل « الحارة « كما يظهر في عدة مشاهد من المسلسل, حيث صرح عدوية أن المخرج سامح عبد العزيز هو الذي طلب منه المشاركة بعد غياب طويل يصل إلى 25 عاماً عن التلفزيون .
ويقول إسلام خليل كاتب أغنيتي التتر للفنان أحمد عدوية وعبد الباسط حمودة: بصراحة مشاركة المغنيين الشعبيين في الأعمال الفنية ليست عيباً في العمل الفني وطبيعة المسلسل هي التي تفرض وجود المطرب من عدمه, ولا أعتقد أن ظهورهم مجاملة لأحد فإذا وجد المخرج أن وجودهم غير مناسب فلم يختارهم من الأساس ولا يمكن أن يختار المخرج مغنيا رومانسيا لأغنية شعبية أو العكس فكل مطرب له لونه المعروف به.
وأوضح خليل : أحمد عدويه هو «عم الكل» ولا يمكن أن أحكم على صوته فهو صاحب تاريخ فن شعبي أصيل ، و صوته في المسلسل يكفي لنجاحه وكتبت له أغنية التتر وهي تحمل نفس عنوان المسلسل «الحارة « وتتناول التغيرات التي حدثت في الحارة المصرية, فمثلاً زمان الناس كانت قريبة من بعضها والبيوت مفتوحة أما الآن فقد أصبح كل فرد في حاله، وبالنسبة لـ حمودة هو «تميمة حظ «في المسلسلات وسبق وشارك فيفي عبده وهو صوت جميل والفنانة سميرة أحمد هي التي أصرت على أن يشارك في العمل وكل ما قيل عن الخلافات التي وقعت بينهما غير صحيح, والدليل أنها أصرت على أن يقدم عبد الباسط تتر البداية والنهاية لأنها تجد صوته مناسب لذلك.
فيما أوضح الناقد نادر عدلي أن استخدام المطربين الشعبيين هو شكل من أشكال الترويج الذي تقوم به شركات الإنتاج لإضفاء لون جديد على أعمالها حتى قبل عرضها وغالبا ما يكون هذا الترويج هدفه لفت نظر المشاهدين إلى شيء جديد ومختلف عما تقدمه الأعمال الأخرى، مضيفا «نجد مثلاً منتجا يختار شعبان وآخر يختار عبد الباسط حمودة، فهدفه هنا هو تحقيق مزيد من الجذب لأن التنافس يكون كبيراً جداً في رمضان ، وأنا أعتبر هذه الظاهرة هي مجرد ألعاب سبق وقدمتها السينما مثل «الفرح «وغيره, وعندما نجحت هذه التجربة حاول أن يكررها منتجو التلفزيون على أمل أن تلاقي نفس الترحيب ،إضافة إلى أن الأعمال التلفزيونية أصبحت ضعيفة ويبلغ وقتها 25 ساعة دراما فما بالنا بما يمكن أن يملأ هذه الفترة وفي النهاية يكون الحل الوحيد أن يتم حشوه بعدة أشياء مختلفة ومتنوعة مثل أغنية فرح شعبي أو مشهد طويل ليس له فائدة .
بينما اختلفت معه الرأي الناقدة ماجدة خير الله قائلة : لن أستطيع أن أحكم على تواجد المطربين الشعبيين في العمل قبل أن أرى أدوارهم, ولا استطع تقييمهم فمن الممكن أن يضيف تواجدهم أهمية على العمل ومن الممكن ألا يضيف شيئا ، ولكن طالما كانت أحداث المسلسل تتطلب وجودهم فهذا شيء منطقي ولكن إذا كان غير ذلك فهذا يعد إقحاما على العمل ويضره في النهاية ويعد مجرد استغلال لشعبيته.