خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الخصائص النوعية للسكان وأثرها على الأمن الوطني

الخصائص النوعية للسكان وأثرها على الأمن الوطني

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عند الحديث عن مرتكزات الأمن الوطني الشامل لأي دولة يجب التوقف والربط بين الأبعاد الإقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والجغرافية التي تشكل وفي مجملها عناصر قوة الدولة وسوف اتناول في هذا المقال البعد الاجتماعي للسكان.

يعتبر البعد الاجتماعي أكثر الأبعاد تأثراً بمصادر التهديد الداخلي والخارجي وعلى المستويين الرئيسي والثانوي وفي كل الأبعاد ويمثل البعد الاجتماعي البعد الأساسي للأمن الوطني حيث تدور دراساته حول البشر من سكان الدولة المواطنين الذين يعني الأبن الوطني بتحقيق أمنهم والعامل البشري عصب الأبعاد الأمنية كلها فمنهم السياسيون، الاقتصاديون، المقاتلون، والشعب بكل طوائفه ومهنه، كما أنهم المخططون والمنفذون، المستفيدون المتضررون .

يقصد بالخصائص النوعية للسكان مستوى التعليم والمستوى الصحي والتنظيم الاجتماعي ونسبة القوى العاملة ونسبة ومستوى الحرفيين للمهن الأخرى في الدولة. ويؤدي ضعف الخصائص النوعية(وبخاصة التعليم والصحة) إلى ضعف القوى العاملة، وهو ما يضعف البعد الاقتصادي ويزيد التوتر في البعد الاجتماعي وينعكس سلباً على قدرة الدولة في التنمية، ويهبط بمستوى المعيشة لدرجات أدنى فيزيد من حجم البطالة ويزيد من أعباء الدولة التي تفشل في السيطرة على المشكلة واحتوائها، وتصبح تلك السمة (ضعف الخصائص السكانية) مصدر تهديد للبعد الاجتماعي للأمن الوطني، وارتفاع الخصائص السكانية يدعم الأبعاد الأمنية الأخرى باعتبار أن القوى البشرية المحور الأساسي لكل الأبعاد المؤثر فيها كلها، وينتج عن ذلك تغلب على مصادر التهديد الاجتماعية، كما يمكن من التغلب على مصادر التهديد في الأبعاد الأخرى كذلك، وتصبح القوى البشرية0 وبخاصة مع الكثافة المعتدلة،والتوزيع المتوازن) عنصر قوة بل أن عامل الخصائص البشرية، يمكنه أن يتغلب على سلبيات السمات الأخرى0 حالة اليابان، حيث لا موارد طبيعية وارتفاع الكثافة السكانية حيث تصل على 536 نسمة/ كم/2 إلا أن خصائص السكان وخصوصاً التعليم والصحة عالية حيث تصل نسبة توقع الوفاة عند الولادة إلى 4 نسمة في الألف ونسبة التعليم 100%).

أحد مصادر التهديد الاجتماعي الرئيسية التفاوت الكبير بين الطبقات والطوائف( تآكل الطبقة الوسطى)، فالفجوة الكبيرة في الدخل ومستوى المعيشة، تؤدي إلى زيادة الظواهر الاستفزازية بين الغني والفقير، هو ما يزيد درجة التوتر وتصاعد الخلافات بين الجميع.

نتيجة الظروف التاريخية التي تمر بها بعض المناطق يتكون شعبها من عدة طوائف وأعراق، كما يعتنق المواطنون عدة ديانات مرت بها دولتهم وقد يتكلمون عدة لغات، طبقاً لقوة اللغة في الدول المجاورة، أو ظروف الاستعمار سابقاً، ويؤدي عدم تجانس التركيب الاجتماعي للشعب وكثرة الأقليات العرقية والدينية واللغوية إلى صعوبة سيطرة الدولة على تلك المجموعات الكثيرة المتباينة من الشعب، كما يصعب أيضاً إرضاء ميولهم أو الاستجابة لمطالبهم المتناقضة، وينتج عنها توتر اجتماعي يظل كامناً لتنفجر الأوضاع الاجتماعية وتهدد كيان الأمة وتماسكها وهو ما يحدث دائماً في مثل هذه المجتمعات، 0لبنان، يوغسلافيا سابقاً، الاتحاد السوفيتي سابقاً، العراق)، حيث يكون البديل للحفاظ على تماسك الدولة، هو قمع تلك الطوائف والأعراق بالقوة، وحتى هذا البديل من المستحيل أن يدوم إلى الأبد.

كل العوامل من خارج الدولة التي تؤدي إلى عرقلة نمو الشعب وتطوره في الاتجاه السليم، تعتبر مصدر تهديد خارجيا للبعد الاجتماعي، ومن تلك العوامل: * قيود استيراد التقنية المتقدمة، والتي تساعد على تحديث المجتمع، وخصوصاً في مجالات التعليم والصحة الخدمات.

* القيود التي تفرضها بعض الدول على مواطني الدولة بالخارج في العمل أو التنقل أو التعليم، وهو ما يضعف فرصهم لتحسين أوضاعهم علمياً أو اقتصاديا، مما كان سيؤدي بالنفع على الدولة نفسها.

* تخلف المجتمع في الدولة عن نظيره في الدول الأخرى الأكثر تقدما وبخاصة الدول المنافسة له بالنفوذ إقليمياً أو عالمياً، أو المجاورة له.

يتم قياس عناصر تهديد البعد الاجتماعي من خلال المؤشرات التالية.

* الخلل في النسبة بين الفرد وعدد السكان، وعدم التوصل إلى الحد الأمثل للسكان وهو ما يبتعد بالمجتمع عن حد الاستقرار وضعف القوى البشرية(كماً ونوعاً) المتاحة للخدمة العسكرية(الوعاء التجنيدي) ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع وزيادة عدد المتسربين من مراحل التعليم المختلفة وبخاصة صغار السن.

* تعدد الطوائف والأقليات في المجتمع، وحصولهم على امتيازات تؤثر عل التوافق الاجتماعي وانسجامه تفشي اللامبالاة والسلبية لدى الشعب (وبخاصة الشباب المثقف) وعزوف الشعب، بصفة عامة من المشاركة في الأحداث والتعبير عن رأيه واختيار ممثليه في المجالس النيابية المختلفة. وظهور إيديولوجيات لا تقف مع قيم ومبادئ المجتمع وانتشارها بسرعة.

في الختام أننا في الأردن والحمدلله نمتلك مجتمعاً متماسكاً يخلو من الإيديولوجيات ويمتاز بوحدة الدم والتراب وملتفا حول قيادته المدركة للمتغيرات وتستثمر جيداً في العنصر البشري المؤهل حيث نفاخر العالم بقيادتنا القريبة من نبض الشارع حيث يصغي جلالته لشعبه ويجلس معهم ويستمع إلى همومهم ويكتب الملاحظات بنفسه لأنه يدرك أن العامل البشري هو عصب الأبعاد الأمنية كلها.

* باحث ومحلل إستراتيجي

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF