خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

العقبة..من يوحنة بن رؤبة.. إلى الملك عبد الله الثاني!

العقبة..من يوحنة بن رؤبة.. إلى الملك عبد الله الثاني!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

لم تعرف العقبة «آيلة» ازدهارا في تاريخها الا عبر محطتين تاريخيتين أساسيتين..أولاهما في عهد أميرها القس يوحنة ين رؤبة قبل وصول رسالة الإسلام إليها وأثناء ذلك.. وثانيها في عهد الملك عبدالله الثاني اليوم وما بين ازدهار العقبة قبيل البعثة النبوية وحتى اليوم مسيرة من التاريخ الذي حاولت جمع ابرز ملامحه فقد شهدت العقبة أسوأ حالاتها أثناء الحرب العالمية الأولى اذ لم يتجاوز عدد سكانها مائة نسمة وقد ضربتهم الامراض السارية وتفرقوا بعد خراب المدينة..

من هو يوحنة بن رؤبة هذا.. أمير العقبة وقراها كما سماه المؤرخون وما علاقته بالبعثة المحمدية وبالرسول (ص). ولماذا لم يجر الاهتمام به من المؤرخين المعاصرين رغم اهمية مكانته في التاريخ والجغرافيا.ورغم ان بينه وبين الرسول (ص) معاهدة مازال نصها قائما في كتب التاريخ القديمة.

رؤبة هذا الأمير الغساني بنى العقبة وميناءها حتى غدت ابرز المدن والموانىء على البحر الأحمر والبحار الأخرى في تلك الفترة من (610) الى (640) ميلادية.فقد راقب بنفسه انتشار الإسلام في الجزيرة العربية واستقراره كما انتظر مبعوث الرسول محمد الذي وصله يحمل اليه رسالة بتوقيع النبي محمد بن عبد الله.فاستقبل مبعوث النبي وكرمه ورد عليه..

كان الرسول في تبوك بعد غزوتها 630 وقد أرسل لمصالحة أهلها ومن حولهم وفي الأيام العشرين التي تلت وجوده في تبوك أرسل رسله إلى أهل الجربا ومقنا واذرح وخص يو حنة بن رؤبة برسالة خاصة..وقد كان رؤبة ينتظر مثل تلك الرسالة ويدرك كما ادرك الراهب بحيرة من قبل وردد بنبوة الرسول في كتابه ومعرفته بدوره وأهميته فقد كان رؤبة أيضا مؤرخا دون لبدايات انتشار الإسلام داخل الجزيرة وخارجها.وظل يتمتع وامارته «بحكم ذاتي» في ظل الهيمنة البيزنطية واعتنق المسيحية بدل الديانة النبطية التي كانت منتشرة في منطقته..

ولد يوحنة في العقبة وتعلم أصول المسيحية وفقهها وكتبها على يد بطاركة الكرك والشوبك حتى إذا بلغ الأربعين أصبح أسقف العقبة وأميرها فأعطاها كل وقته وجهده واهتم بمينائها وهندستها وحمى طرق قوافلها وعزز تجارتها وتقاضى الرسوم والضرائب على التجارة العابرة الى بر الشام واوروبا وتلك الذاهبة من البر الى البحر واستطاع ان يجمع بين السلطتين الدينية والحياتية فبنى ادارة راقية وفك ارتباطه عن مطران البتراء الغساني ومنح لقب الامير لتبلغ العقبة في عهده ذروة ازدهارها التجاري والعلمي والثقافي..

بشر رؤبة قومه بقيام رسالة محمد (ص) حين ايقن ان بشارة عيسى عليه السلام بنبوة محمد من بعده تحققت الان ولايجوز الشك فيها قائلا حين نظرت في النجوم رأيت ملك الختان يظهر.وحين كان مبعوث الرسول يحط على باب منزله على شاطىء العقبة «ان كنتم تريدون الرشد وان يثبت لكم ناموسكم فاتبعوا هذا النبي ورد على أبي سفيان الذي مر على مجلس يوحنة في طريقه الى رحلة الشام (رحلة الصيف) يا أبا سفيان أقول لك عن الرجل الذي اخبرتني عنه (يقصد محمدا) انه سيملك موضع قدمي هاتين».

كان الرسول محمد (ص) قد ارسل لرؤبة مبعوثا يحمل رسالة يدعوه فيها ان يأتيه الى تبوك في استراحته للمصالحة.فلما وصله الرسول اكرم وفادته وقال له بلغ حبيب ووريث نبينا يسوع اني استجيب لدعوته بالقدوم الى تبوك قريبا. كما طلب منه ان يذكر له شيئا عن الاسلام ويسمعه شيئا من القرآن فقرأ عليه مبعوث الرسول ثلاثة آيات من سورة النساء. فقال رؤبة احسنت وطلب اكرام وفادة المبعوث كما جاء في طبقات ابن سعد وفتوح البلدان والكامل في التاريخ طبعته بيت الافكار (ص 266).. وحين جاء يوحنة الى تبوك وقد حمل معه هدايا للرسول ودخل عليه في معسكره وهو يلبس صليبه وقلادته ويحمل عصاه (فهش له الرسول وبش وأكرمه وعين مؤذنه بلال بن رباح ليقوم على خدمته طوال وجوده وقد كتب الرسول ليوحنة بن رؤبة عهدا على شكل صك أملاه على شرحبيل بن حسنة كالتالي..

«بسم الله الرحمن الرحيم.. هذه المنة من الله ومحمد النبي ورسول الله ليوحنة بن رؤبة وأهل آيلة (العقبة) سننهم وسيادتهم في البر والبحر لهم ذمة الله وذمة محمد النبي ومن كان معهم من اهل الشام واليمن واهل البحر فمن احدث منهم حدثا فانه يحول ماله دون نفسه وانه طيب لمن اخذه من الناس وانه لايحل ان يمنعوا ماء يريدونه ولا طريقا يريدونه من بر او بحر»..

وبعد توقيع العهد من الطرفين قام يوحنة وقدم هدية للرسول هي عباءة من صنع اليمن وقد قبلها الرسول وحين استأذن يوحنة الرسول بالعودة الى امارته في العقبة ودعه قائلا كما روى البخاري في صحيحه انه قال له «انا اولى الناس بعيسى عليه السلام والأنبياء اخوة لي وليس بيني وبينه نبي»..

وظلت هذه المعاهدة نافذة زمنا طويلا..وجاء في كتب التاريخ ان يوحنة توفي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب..

هذه الوثيقة المعاهدة هامة جدا ونافذة الى زمن عمر بن عبد العزيز بعد قرن كامل من الهجرة ..وكان قد جاء بعدها العهدة العمرية بين عمر بن الخطاب وصفرونيوس بطريرك الارثوذكس في القدس..لكن قيمة عهد يوحنة ان الرسول هو موقعها..ولذا لابد من تخليد سيرة هذا العربي الغساني النصراني الكبير أمير العقبة على ما قدمه في تاريخها وما عاشته من ازدهار لم تشهد مثله الا اليوم في عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين .

ادعو العقبة الآن لتكريم يوحنة بن رؤبة واطلاق اسمه الهام على أحد أكبر ميادينها او شوارعها واهيب بالذين يترجمون توجهات الملك عبدالله الثاني في العقبة تحت شعار رؤية جديدة ان يقوموا بذلك..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF