د. ادوارد عبيد - تعتبر قدرة المعلمين على تنظيم الإدارة الصفية أمرا حاسما في تحقيق نتائج تعلم ايجابية، وعلى الرغم من وجود تعليمات ضبط الإدارة الصفية فانها يمكن أن تقلل من المشكلات السلوكية ولكن لا تستطيع القضاء عليها . وبالتالي فان ذلك لا يعني بالضرورة زيادة فاعلية التعليم، لان توفير البيئة التعليمية الجيدة هو الذي يجعل من فاعلية التعليم أمرا ممكنا في الغرفة الصفية. ان تنظيم وإدارة الغرفة الصفية تؤثر تأثيرا كبيرا على سلوك المعلمين وخصوصا المعلمين الجدد واستمرارهم في مهنة لتعليم ، ويعاني المعلمون الجدد غالبا من مخاوف كثيرة تتمثل في إيجاد أفضل الطرق للتعامل مع الاضطرابات السلوكية في غرفة الصف، حيث يعانون من مشكلات ضبط السلوك فيها مما يسبب لديهم مستويات عالية من التوتر والارهاق ويكون هذا هو السبب الرئيسي في عدم استمرارهم في هذه المهنة .
وعدم قدرة المعلمين على تنظيم الإدارة الصفية تساهم في كثير من الأحوال في انخفاض مستوى التحصيل لدى الطلبة، وتزداد المشكلة تفاقما إذا استمر النمط الحالي في التعيينات غير المناسبة بالنسبة للمعلمين، حيث ان التعيينات التي تتم لمن هم اقل تأهيلا، وعدم وجود الإعداد الكافي، وعدم كفاية التنمية المهنية تعتبر من العوامل الهامة في تفاقم مشكلات الإدارة الصفية . ويشير المختصون في هذا المجال ان إعداد برامج التدريس وتنظيم الصفوف الدراسية والمهارات الإدارية هي الأساس الذي يجب أن يقدم للمعلمين لتفادي تلك المشكلات. ولكن أيضا يركز المختصون على أن هذه المهارات لا تقدم بدقة متناهية بخاصة مع غياب الإشراف الحقيقي، وهو من مهمات القائد التربوي للمؤسسة التعليمية الذي يجب يؤمن به لمساعدة المعلمين خصوصا الجدد منهم .
وتتطلب ادارة الصفوف الدراسية على نحو فعال تحسين قدرة المعلمين وذلك بإتباع نهج منتظم لإعدادهم من خلال التنمية والتطوير المستمرين . ولا يوجد دليل يدعم الافتراض القائل بان المعلم الجديد يستطيع أن يلتقط مهارات إدارة الغرفة الصفية من خلال التجربة ومرور الزمن حيث يكتسب من خلالهما الخبرات المناسبة . وأشارت الدراسات إلى أن المعلمين الذين لديهم خبرات تدريسية ليست لديهم الاهتمامات باستراتيجيات الغرفة الصفية وهذا ينطبق أيضا على المعلمين الجدد، فغياب التدريب والتطوير على تلك الاستراتيجيات سوف يبعد كلا الفئتين عن مهنة التعليم، من هنا فان فهم استراتيجيات إدارة الغرفة الصفية يعتبر جزءا من حل مشكلة عدم الاستمرار في مهنة التعليم.
لذلك لا بد من أن تركز برامج إعداد المعلمين على نقطتين هامتين : الأولى تزويد المعلمين بتعليمات إدارة الغرفة الصفية من خلال دورات تركز على الإطار النظري لتلك التعليمات، مع توفر خبرات عملية لتطبيقها ومراجعة تلك التعليمات من خلال التغذية الراجعة، من هنا يجب على المعلمين أن يركزوا على الاستراتيجيات الفعالة لمنع حدوث المشكلات الأكاديمية في مقابل أن يوفروا التسهيلات التي تحسن التحصيل الدراسي من خلال :
@أن يعرف الطلاب أن تلك التعليمات التي تمنع حدوث المشكلات الأكاديمية تحسن التحصيل لديهم .
@إن تلك التعليمات تخطط بطريقة منطقية ومتسلسلة وترتبط بتطوير المهارات التعليمية لديهم .
@توفير الفرص للطلبة للاستجابة لتلك المهارات من خلال استخدام استراتيجيات تدريسية مناسبة .
@تنظيم خبرات الطلبة الأكاديمية .
@التغذية الراجعة الفورية وتصحيح الأخطاء مباشرة .
ويجب الانتباه إلى اهمية أن تكون التعليمات ضمن كل مستوى من مستويات الطلبة ( أي أن لا تكون شاملة لجميع الصفوف ) بحيث يدرك الطلبة أن تلك التعليمات ترتبط بموادهم التعليمية ومهاراتهم الأكاديمية مما يقلل من الإحباط لديهم وبالتالي تقل المشكلات الأكاديمية في الغرفة الصفية . وفعالية هذه التعليمات في المحصلة يمكن أن تقلل من المشكلات داخل الغرفة الصفية ولكن لا يمكن أن تلغيها نهائيا . وإدارة الغرفة الصفية من خلال تلك التعليمات تتطلب مقاربة شاملة تتمثل في :
@إعادة هيكلة المدرسة والغرف الصفية .
@الإشراف على المشاركة الفعالة للطلبة في النشاطات المختلفة .
@ تنفيذ القواعد والتعليمات الروتينية في المدرسة .
@استخدام استراتيجيات تقليل السلوك غير المناسب .
@جمع المعلومات والبيانات التي ترصد سلوك الطلبة واستخدامها في تعديل إجراءات إدارة الغرفة الصفية في الوقت المناسب .
والنقطة الثانية التصدي للتحديات التي تواجه المعلمين الجدد من اجل خلق بيئة صفية ايجابية . وفي هذا المجال يجب التركيز على النقاط التالية :
@ تنظيم حرية حركة الطلاب داخل الغرفة الصفية بحيث تمنع عملية التشتت التي يمكن أن تحدث من خلال جلوسهم فترة طويلة، ومراقبة تلك التحركات، كما إن على المعلمين من خلال تنظيم الغرفة الصفية أن يكونوا قادرين على الوصول بسهولة إلى الطلبة والرد على أسئلتهم .
@استخدام وقت الحصة المخصص بفعالية كبيرة .
@الاهتمام بنوعية وطبيعة الطلبة من اجل خلق تفاعل ايجابي بينهم .
@واعتمادا على النقاط السابقة يمكن تشجيع التعلم التعاوني في الغرفة الصفية .
مدير مركز تدريب المعلمين في الأمانة العامة للمؤسسات التربوية المسيحية