خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عشر سنوات على اغتيال رابين.. اسرائيل على حالها قلعة للتطرف والغطرسة!

عشر سنوات على اغتيال رابين.. اسرائيل على حالها قلعة للتطرف والغطرسة!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

غدا، في الرابع من تشرين الثاني ستبدأ ضجة مفتعلة في مناسبة مرور عشر سنوات على اغتيال رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين على يد متطرف مهووس اسمه يغئال عمير.

الضجة الاعلامية ستشارك بها مؤسسات وأحزاب اسرائيلية عديدة لن يكون غريبا ان يحاول قادة حزب العمل (حزب رابين) استعادة شعبيتهم المنهارة فيها ومحاولة ترميم صورتهم الباهتة في نظر الجمهور الاسرائيلي بعد ان تخلوا عن دورهم التقليدي المعارض وفقدوا برنامجهم واصطفوا خلف ارئيل شارون المنفذ لخطة فك الارتباط عن غزة وباني جدارهم جدار الفصل العنصري الذي يزعمون انهم اول من اقترحوه وان من نفذه هو شارون ولهذا هم يدعموه.

سيتصدر شمعون بيرس زعيم حزب العمل المؤقت الحالي والذي قد يستمر بقاؤه على رأس الحزب في الاسبوع المقبل حيث ستجري المنافسة على زعامته بين اربعة متنافسين اقواهم عمير بيرتس زعيم الهستدروت وكتلة عام أحاد المندمجة في حزب العمل، كذلك متان فلنسائي وبنيامين بن اليعازر (زعيم الحزب السابق).

نقول سيتصدر بيرس احتفالات عشرية رابين قاصدا استعادة ثقة الجمهور بحزب يقول كثيرون (حتى من داخل الحزب) ان الوقت قد حان لدفنه بعد ان فقد مبررات وجوده بل ان وزير البناء والاسكان من حزب العمل اسحق هيرتسوغ وهو نجل رئيس اسرائيل الاسبق حاييم هيرتسوغ يعترف في مقالة له في صحيفة يديعوت احرونوت يوم اول من امس يقول فيها: لا اتهرب من المصاعب ومن السياقات التي اضعفت حزب العمل ومن ذنب زعمائه بالنقد الشديد الموجه له.. ثم يذهب الى تبرير تبعيته لليكود وشارون قائلا.. (.. جلوسنا في الحكومة، الذي يأتي انطلاقا من المسؤولية الوطنية، يجتذب الينا بعضا من المحافل، يحتمل - يقول هيرتسوغ - أن نكون نقترب من نهاية الشراكة مع الليكود، ولكن من واجبنا الا نعمل بعجلة وان نستنفد الاستيضاح فيما اذا كان لا يزال ممكنا دفع العجلة الى الأمام معا في صالح الشعب والدول في ائتلاف اثبت قدرته في مجالات عديدة) انتهى الاقتباس.

نحن اذا امام حزب انهار بعد اغتيال رابين ولم يتمكن من استعادة قوته سوى لأقل من سنتين عندما استطاع ايهود باراك ان ينتزع رئاسة الحكومة من بنيامين نتنياهو لكن شارون وبعد اقل من عامين اطاحه مستثمرا ضعفه وانعدام خبرته التي تجلت في مفاوضات كامب ديفيد (تموز 2000) بينه والرئيس الاميركي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فجاءت زيارته «المخططة» لباحة المسجد الاقصى واندلاع الانتفاضة لتعجل برحيله وخروجه من الحياة السياسية حتى بعد ان عاد من اعتزاله وفشله في حشد عدد كاف من المؤيدين للتنافس (مجرد التنافس) على زعامة الحزب؟

هل يقصد من كل هذا الايحاء بأن رابين كان رجل سلام؟

من السذاجة الاعتقاد بذلك في شكل يقين لا يتزعزع على رغم المديح الذي يكال له من قبل عديد من الدوائر الفلسطينية والعربية والدولية وتحضر في هذه المناسبة مقولة الرئيس الراحل عرفات التي فقدت معناها ليس فقط من كثرة ما رددها بل وايضا لأن لا سند حقيقيا وميدانيا يجسدها على الارض وهي «شريكي في سلام الشجعان اسحق رابين».

.. اسحق رابين الذي استنتج في النهاية ان لا سبيل الى هزيمة ارادة الفلسطينيين أو.. «كي» وعيهم ودفعهم للاستسلام والتخلي عن حقوقهم الوطنية المشروعة وغير القابلة للتقادم، اضطر للموافقة على فتح «القناة السرية» التي كان يحضر لها في اوسلو ومن ثم وافق مضطرا على «اعلان المبادىء» في 13 ايلول 1993 وفرض على الطرف الفلسطيني تبادل رسائل الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل ذلك الاعتراف الذي مهد «للحفل التاريخي» الذي اقيم في حديقة الورود في البيت الابيض واشهار اتفاق اوسلو الذي لم يبق منه هذه الايام سوى الذكرى و«براءات» جائزة نوبل للسلام التي منحت لعرفات ورابين وبيرس وشهادة الدفن الرسمي التي اصدرها ارئيل شارون منذ وصوله الى السلطة في 7 شباط 2001 بعد ان هزم ايهود باراك. (فتى رابين المدلل واحد تلامذته السياسيين الذي قلده المنصب الوزاري قبل رحيله والذي اعتبر نفسه واعتبرته اوساط عمالية بأنه خليفة رابين السياسي لكنه اثبت بالفعل انه تلميذ فاشل في العمل الحزبي وفي عالم السياسة رغم ان رابين لم يكن اكثر فعلا في ذلك)..

رابين الذي تعلو الاصوات لامتداحه والتأشير على خصاله الحميدة (...) كان ضعيفا وكان مترددا ولم يحسم خياراته تجاه السلام على رغم ما قدمه الفلسطينيون من تنازلات تاريخية بحق وليس أدل على ذلك من تردده في اخلاء مستوطني الخليل بعد مذبحة الحرم الابراهيمي الشريف التي نفذها المستوطن في كريات اربع باروخ غولدشتاين في العام 1994 خلال شهر رمضان المبارك وهو ابسط اجراء كان يمكن ان يقوم به ليس فقط لاظهار حسن النية والالتزام برزنامة البروتوكولات بل وايضا لما يمكن اعتباره مؤشرا على موقفه من عملية الاستيطان في شكل عام وليس فيما حاول تسويقه بابتذال عندما كان يفرق بين الاستيطان السياسي والاستيطان العقائدي ثم مقولته المشهورة من ان لا قداسة للمواعيد مع الفلسطينيين والقداسة فقط لأمن اسرائيل والاسرائيليين..

هكذا كان رابين واذا كانت المفاضلة قائمة الآن بينه وبين ارئيل شارون فانها قد تكون لصالحه في الدرجة وليس في النوعية فاسرائيل لم تتغير ربما تكون ازدادت غطرسة وتطرفا لكنها لم تكن اقل من ذلك من عهده الا بدرجة قليلة.

صحيح ان رابين كان اول ضحية للقتل السياسي في الدولة العبرية وصحيح ان رئيس الدولة الاسرائيلية موشيه كتساف يرفض بشدة اصدار عفو عن ايغال عمير تحت اي ذريعة الا ان الصحيح ايضا هو ما لخص مقالا كتبه في صحيفة هاآرتس الاسرائيلية ابيرما غولان يقول: «دولة اسرائيل اقل ديمقراطية واكثر يهودية في السنوات الاخيرة كثمرة لانتصار الجناح الديني الشوفيني فيها على الجناح الديمقراطي المدني» انتهى الاقتباس.

... اللافت ان لا احد في العالم يتحدث عن اصولية يهودية فاشية ودموية.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF