خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

هل تصبح تحلية مياه البحر خيارنا الأفضل في الأردن؟

هل تصبح تحلية مياه البحر خيارنا الأفضل في الأردن؟

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

م. حسام جميل مدانات - على رفوف البقالات والمتاجر الكبرى تفاجئنا عشرات الأسماء المختلفة لقناني مياه الشرب المستوردة من مختلف دول العالم وعلى الأخص من دول شبه الجزيرة العربية. أو، حسب التعبير الدارج حالياً، من دول الخليج العربي... وهي مناطق تتصف أكثر ما تتصف بأنها صحراوية نادرة المطر، وفقيرة بالماء العذب.
لا شك أن هذه الظاهرة أمر مخجل لبلد كبلدنا، أن يصل بنا الأمر لاستيراد الماء الذي نشربه (بعد أن تقبلنا بكل روح طيبة استيراد كل طعامنا وملبوساتنا ووقودنا و...).
الطريف في الأمر أن ماء الشرب هذا يكلفنا بين مئة ضعف و ألف ضعف الماء الصالح للشرب الذي يصلنا عبر شبكة المياه العامة. ونحن أيضاً نتقبل هذا الأمر بكل سرور (تخيل حصول أمر مشابه للخبز الذي تأكله، أن تدفع بين 30 ديناراً و300 دينار ثمناً لكيلو الخبز!! ).
فكيف تمكنت دول الخليج العربي من الايفاء بحاجاتها من الماء العذب، وهي حاجات ضخمة حاليا مع ارتفاع مستوى الدخل والمعيشة لديهم، ثم تتمكن من تصدير الماء العذب الى دول تتمتع بهطول مطري لا بأس به (مقارنة مع دول الخليج). وتمتلك في باطن أرضها مياها جوفية وينابيع وآباراً ارتوازية...؟؟.
لا شك أن دول الخليج تمتلك مياه جوفية عذبة. لكنها اعتمدت بشكل رئيسي على تحلية مياه البحر، وساعدها على ذلك توفر مصادر الطاقة الرخيصة لديها. اضافة لسواحلها الطويلة على شاطئ البحر الأحمر والخليج العربي.
طريقتان و3 تقنيات لتحلية مياه البحر
نعلم أن ماء البحر الأحمر والمحيط ماء مالح لا يصلح للشرب ولا يروي، كما أنه لا يصلح للري.
تختلف نسبة الملوحة بين المحيطات والبحار المغلقة كالبحر الأحمر أو المتوسط، حيث تبلغ في هذا الأخير من 5ر3-9ر3 % أي نحو 35-39 غ من الأملاح لكل لتر من الماء (وترتفع هذه النسبة 8 أضعاف أي الى 300غ/لتر في البحر الميت).
هناك طريقتان رئيسيتان لتحلية ماء البحر، أي ازالة الملوحة منه ليصبح صالحاً للشرب.
الطريقة الأولى حرارية وتعتمد على تقطير ماء البحر ليتحول الى بخار مخلفاً الملح وراءه، وعندما يبرد البخار ويتكاثف فاننا نحصل على ماء محلى (نقي).
ويتم التقطير بإحدى تقنيتين:.
التقطيرالسريع المتعدد المراحل، وهي التقنية الأقدم، التقطير المتعدد الآثار وهي أقل استهلاكا للطاقة.
رغم أن كلتا التقنيتين شرهة في استهلاك الطاقة، وتعتمد كلفة الماء العذب المنتج بالتقطير على عدة عوامل منها حجم المصنع وكفاءته. لكنها تتراوح بين 7ر0-2 دينار للمتر المكعب (مقارنة مع 3ر0 دينار سعر المتر المكعب من ماء الشبكة لدينا).
الطريقة الرئيسية الثانية هي الضغط الأسموزي العكسي ، حيث تستخدم أغشية أسموزية شبه نفاذة، تمرر الماء تحت تأثير ضغط أكبر من الضغط الأسموزي وتمنع مرور الأملاح. وتتراوح كلفة المتر المكعب من الماء العذب المنتج بهذه الطريقة بين 5ر0-9ر0 دينار. وقد تطورت هذه الطريقة كثيراً اذ هبط استهلاكها للطاقة الى السدس مما كان عليه عام 1970.
تاريخ تحلية مياه البحر:.
في عام 1960 أنشئ اول مصنع لتحلية مياه البحر بواسطة التقنية الاولى في دول الخليج العربي. ثم تسارع انشاء مصانع التحلية حتى وصل انتاج هذه الدول حالياً الى نحو 15 مليون م3 من الماء العذب يومياً ويعادل نحو نصف انتاج العالم من الماء العذب بواسطة تحلية مياه البحر.
في عام 1972 أنشئ أول مصنع في العالم لإنتاج الماء العذب بواسطة الضغط الأسموزي العكسي، وكان ذلك في جزيرة وات الفرنسية (والمصنع مغلق حالياً).
وفي أواخر عام 2005 بدأ انتاج مصنع مشابه في عسقلان بقدرة 000ر320 متر مكعب من الماء العذب يومياً. وهو أكبر مصنع من نوعه في العالم.
وفي عام 2007 بدأت استراليا تشغيل مصنع تحلية مياه البحر في مدينة بيرت باستخدام طاقة الرياح لإنتاج 000ر140 م3 من الماء العذب يومياً.
يبقى أن نشير الى بعض الآثار السلبية لتقنيات تحلية مياه البحر على البيئة البحرية المجاورة. فالمصنع يطرح في البحر ماء مركز الملوحة وساخناً يضر بالنباتات والحيوانات البحرية في المنطقة.
كما أن هذا الماء يحتوي على كميات من المعادن المتآكلة من أنابيب المصنع. فمثلا يقدر أن مصانع التحلية في دول الخليج العربي تقذف يوميا في مياه الخليج نحو 300 كيلوغرام من النحاس اضافة الى 22 طنا من الكلور.
ويجدر بالذكر أن طريقة الضغط الأسموزي العكسي تطرح متراً مكعباً من الماء كفضلات مقابل كل متر مكعب تنقيه.
ولا تنسى ما تطرحه هذه المصانع من ثاني أكسيد الكربون في الجو نتيجة حرق كميات ضخمة من مصادر الطاقة (نفط أو فحم) لتسخين ماء البحر وتحويله الى بخار.
عن المجلة الفرنسية
Sience et vie

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF