ادركت دول اوروبا الغربية قبل الاتحاد الاوروبي اهمية التأمينات الاجتماعية في حماية المجتمع وتقدمه وزيادة الانتاج والسلم الاجتماعي فسارعت في انشاء مؤسسات الضمان الاجتماعي لتأمين الفرد ضد مخاطر الشيخوخة والعجز واصابات العمل وغيرها، وانشأت فكرة التأمين على الحياة اولاً ثم طورت تلك الفكرة الى عدة اشكال من التأمينات منها ما يتعلق ببيع بوالص تأمين عن طريق البنوك لضمان راتب تقاعدي بعد عدة سنوات من الاشتراك او تأمين يتعلق بتعليم الابناء او غيرها. واهتمت مؤسسات المجتمع المدني بتأمين اعضائها المنتسبين اليها من نقابات مهنية او عمالية حتى التجار والصناعيين والمزارعين وغيرهم من خلال ايجاد صناديق التقاعد والتكافل الاجتماعي وغيرها.
كل هذه المبادرات جاءت بعد دراسات اثبتت ان المجتمع المتكافل اجتماعياً هو المجتمع القادر على الانتاج وهو القادر على تحقيق العدالة الاجتماعية فتأمين العامل من الناحية النفسية مثلاً واعطاؤه الحقوق المقبولة والتي تعطيه الامان في عمله وفي الشيخوخة تعطيه الحافز على العمل والانتاج والحرص على المؤسسة التي يعمل فيها بدون رقيب! وكأن المؤسسة التي يعمل فيها هي ملكه.
بالاضافة الى هذه الانجازات عملت تلك الدول على انشاء التأمين الصحي الوطني الشامل لكافة المواطنين بحيث يحمل كل مواطن بطاقة تأمين صحي.
والاردن بدأ ومنذ سنوات الاهتمام بموضوع التأمينات الاجتماعية ومفهوم التكافل الاجتماعي فأنشأ مؤسسة الضمان الاجتماعي التي اتسعت ولا تزال تتجدد لتشمل جميع العاملين في المجتمع و عند الحديث عن جميع العاملين لا نفهم عدم شمول الشركات او المؤسسات التي تقل اعداد العاملين فيها عن خمسة افراد فهذا النظام غير متبع في الدول المتقدمة كل مواطن يعمل له الحق ان يشمل في الضمان الاجتماعي بغض النظر عن عدد العاملين . نتمنى على مؤسسة الضمان الاجتماعي ان تأخذ هذا الموضوع في عين الاعتبار وان تعمل على زيادة رواتب صغار المتقاعدين.
وكذلك تم تطوير صناعة التأمين في الاردن واصبحت هناك مؤسسة تعنى بتنظيم هذه الصناعة الهامة وهي هيئة التأمين التي بدأت بادخال افكار جديدة متقدمة وبالتعاون مع البنوك لتوسيع مفهوم عمل شركات التأمين كما هو متبع في الدول المتقدمة بحيث يستطيع اي مواطن شراء بوليصة تأمين تضمن له تقاعداً اضافياً بالاضافة الى التأمين الصحي.
كذلك ساهمت النقابات المهنية في تأمين اعضائها من خلال صناديق التقاعد وصندوق التكافل الاجتماعي في حالة الوفاة او التأمين الصحي وغيرها اذ نستطيع القول ان الاردن خطا خطوات متقدمة في موضوع التأمينات الاجتماعية ولكن يبقى هناك موضوع يحتاج الى عناية ورعاية يتعلق بالعمال من حيث تحسين اوضاعهم وتأمين مستقبل اولادهم فالاهتمام بالعمل والعمال اساس البناء والعمران والعدالة الاجتماعية.