خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الهزيمة التي لم تزل آثارها قائمة ومتفاقمة ؟؟

الهزيمة التي لم تزل آثارها قائمة ومتفاقمة ؟؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

(متى نصحو لنعرّف الأشياء بأسمائها ونعترف بالحقائق المرّة ونعمل على تغييرها)

«وأخيرا اريد أن اقول إنني اتصلت اليوم بالملك حسين في الساعة الخامسة تيلفونيا ،وأبلغته عن اقتراح العراق الشقيق بعقد الاتفاقية (الدفاع المشترك ) وقد رحب الملك حسين ـ من كل قلبه بهذا الاتفاق ، ثم اتصل بي مرة اخرى ، حوالي الساعة السابعة وقال لي أنه اتصل بالرئيس عبد الرحمن عارف وقال لي ان الاردن يشعر بالثقة ويشعر بالقوة ويشعر بالاعتزاز لهذه الخطوة (4/6/1967 كلمة عبد الناصر بمناسبة انضمام العراق لاتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن ..وهي آخر كلمة رسمية معلنة له قبل هزيمة اليوم التالي 5/6/1967 )..

وفي نفس اليوم 4/6/1965 قال عبد الناصر «في سنة 1956 هاجمتنا اسرائيل ،وهي على ثقة من أن بريطانيا وفرنسا معها في المعركة وتكلموا عن حرب سيناء وانتصاراتهم ، ونحن نقول لهم اليوم : «إننا أمامكم في المعركة ونحن على أحر من الجمر في انتظار هذه المعركة لنثأر من غدر 1956 ولكي يعلم العالم من هم العرب ومن هي اسرئيل لكي يعلم العالم ان الجندي العربي هو الجندي الشجاع ..هو الجندي المقاتل هو الجندي الباسل والشعب العربي هو الشعب المضحي .. الشعب الشجاع والشعب الباسل»..

هذا الكلام كرره عبد الناصر على مدار الايام التي سبقت العدوان ولم يصمد بعد 4/6/1967 لخمسة أيام .. فقد قال بعد ما سمي بحرب الايام الستة كلاما لا علاقة له بما سبقه حين تحدث الى الشعب واعلن التنحي عن رئاسة الجمهورية من خلال الاذاعة والتلفزيون ..وقال : «لقد كانت النتيجة المحققة لذلك ان قواتنا البرية التي كانت تحارب اكثر المعارك عنفا وبسالة في الصحراء المكشوفة وجدت نفسها في الموقف الصعب لأن الغطاء الجوي فوقها لم يكن كافيا.. إن العدو كان يعمل بقوة تزيد ثلاث مرات عن قوته العادية» ..

«لقد كان هذا هو ما واجهته ايضا قوات الجيش العربي الاردني التي قاتلت معركة باسلة بقيادة الملك حسين الذي أقول -للحق وللأمانة -أنه اتخذ موقفا ممتازا ، واعترف بأن قلبي كان ينزف دما وانا اتابع معارك جيشه العربي الباسل في القدس وغيرها من مواقع الضفة الغربية ،في ليلة حشد فيها العدو وقواه المتآمرة ما لا يقل عن 400 طائرة للعمل فوق الجبهة الاردنية ».. (انظر المجموعة الكاملة لخطب وتصريحات الرئيس جمال عبد الناصر إعداد الدكتورة هدى جمال عبد الناصر / المكتبة الاكاديمية ص 264)..

الاسئلة التي لا يمكن اجابتها في هذا المكان .. هل كان عبد الناصر حين عزم على طرد قوات الطوارئ الدولية من شرم الشيخ ليحشد قواته ويرحب بالحرب إن وقعت مطلعا بما يكفي على قواته أولا .. على مدى تسليحها واستعدادها وتدريبها وانضباطها وسلامة أمنها ؟؟هل كان مطلعا على حجم وطبيعة وصحة التهديدات الاسرائيلية لسوريا؟ والتي على أثرها ـ أي التهديدات لسوريا -أعلن الطوارئ وهدد بالحرب بقوله «اسرائيل إذا بدأت بأي عمل عدواني ضد سوريا أو ضد مصر فحتكون المعركة شاملة وحيكون هدفنا الاساسي تدمير اسرائيل ..

(نفس المصدر / خطاب عبد الناصر في أعضاء المجلس المركزي لنقابات العمال العرب 26/5/1967 ) ..

هل كان تهديد سوريا مناورة لايقاع عبد الناصر ؟ هل دفع عبد الناصر ثمن الاستفزازحين طالب بطرد قوات الطوارئ ؟ » هل كان يدرك علاقات اسرائيل بأميركا؟

هل واجه غدرا وخيانة في قواته المسلحة ومن أقرب ضباطه ؟ هل ما زالت الحقائق عن حرب عام 1967 غائبة ودفنت بموت عبد الناصر في 28/9/1970 وبما سمي بانتحار عبد الحكيم عامر في حزيران عام 1967 وبعد الهزيمة ؟ مازالت الحقائق لم تكشف وما كشف كان جزءاً من روايات متضاربة ومن خيال كتاب حاولوا ان يدافعوا أو يهاجموا ..

الحقيقة المرة ان الهزيمة النكراء التي سماها عبد الناصر «نكسة» في خطاب التنحي في ( 9/6/1967 ) بقوله «لا نستطيع ان نخفي على أنفسنا أننا واجهنا نكسة خطيرة خلال الايام الاخيرة» ..

فقط أسماها نكسة وفيها ضاعت القدس والضفة الغربية والجولان وكامل سيناء التي مازالت مقيدة بشروط شبيهة بالاحتلال ..

هل كان عبد الناصر مغامرا .. هل كان جزءا من التفكير الرسمي العربي الذي تكرر أيضا مع صدام حسين الذي لم يدرك حجم الخطر ولا معرفة كيفية التعامل مع الآخر الطامع وحاول ان يقوم بمثل ما قام به عبد الناصر فقصموا ظهره وظهر العراق وحتى اليوم ..

ماذا نستطيع ان نقرأ في مثل هذا اليوم الاسود الذي ترك هزيمة مازالت قائمة ولها تداعياتها الصعبة منذ (38) سنة ولم تزل أي من آثارها .. بل انها زادت في مضاعفاتها حتى بلغنا اليوم ما بلغنا من ضعف وتمزق وانكفاء وضعف واتهام ..

مازال حزيران قائما وما زال يستشري ويتفاقم ومازالت الارض الفلسطينية محتلة وما زال احتلالها يسبب اهتزاز المنطقة وغليانها وتوترها ومازال غياب حل القضية الفلسطينية ورفض اسرائيل للانسحاب حسب قرارات الشرعية الدولية يستدعي المزيد من الفعل ورد الفعل والمقاومة والتطرف ليس في فلسطين فقط وإنما في الإقليم والمنطقة والعالم ..

هزيمة حزيران بشعة وما زال النظام العربي الرسمي وما يتبعه من نظام سياسي وحتى اقتصادي واجتماعي وقيمي لم يتوقف ليحلل هذه الهزيمة ويعترف بها ويضع الحلول للخروج من مناخاتها وآثارها فقد ظلت مقولة ما بعد الهزيمة والتي أطلقها النظام العربي الرسمي بضرورة الحفاظ على بقائه ونفسه اهم مما حدث وحتى أهم من استرجاع الارض ففي سوريا قيل أن الدفاع والحفاظ على النظام الحاكم (البعثي ) هو الاهم والمهم أن يبقى وكل شيء يهون .. وحتى عبد الناصر الذي يتحمل الهزيمة طالبت العقلية العربية السائدة ابقاءه وهي نفس العقلية التي تبكي على صدام حسين وغيره ..

يبقى السؤال الصعب أمامي من ابني الذي سألني لماذا هزمنا عام 1967 ؟ولماذا ما نزال مهزومين لا أجد الإجابة التي تقنعه وتخلصني من ثقافة الهزيمة « فما زالت الهزيمة وثقافتها في عالمنا العربي قائمة وبأشكال متعددة أبرزها الآن التطرف !!..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF