خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الجحيم العراقي

الجحيم العراقي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

الأوضاع المأساوية في العراق تدفع بالمراقب الى التساؤل عما اذا كان هناك ضوء في نهاية النفق كما يقولون، فسقوط عشرات ومئات القتلى كل يوم، وتقاطع المواقف بين الأطراف العراقية، وهذه المسافات المتباعدة بين ما يقوله الاميركيون وما يقوله العراقيون، وصعوبة الوقوف مع الحد الأدنى من الحقيقة، اظهرت مجتمعة ان الشعب العراقي وحده يقف في مواجهة الجحيم وان حالة من اليأس والاحباط تكاد تسيطر على غالبية هذا الشعب، وان غاية ما يحصل عليه العراقيون من الاشقاء والأصدقاء والمجتمع الدولي هو هذا التعاطف الباهت الذي لا يمنع عملا ارهابيا واحدا ولا يحول بين العراقيين واستمرار الأعمال الفظيعة المدمرة، التي تقع مسؤولية التصدي لها وحماية العراقيين منها ـ وبموجب كل المعاهدات والاتفاقات والمواثيق ـ على كاهل القوات الأميركية وبقية القوات الرمزية المتحالفة معها.

المسؤولون العراقيون يتحدثون عن الهزائم المتلاحقة التي يتعرض لها الارهابيون، ويؤكدون ان هذه الهزائم جعلت الانتصار عليهم مسألة ايام او اسابيع، وفي المقابل لا يشعر المواطن العراقي بأن شيئا من هذا قد تحقق او على وشك التحقق، وحتى ندرك طول وعرض المسافة بين نظرة الاميركيين نحو الفرد في العراق ونظرة المسؤولين العراقيين نحو الارهاب في العراق ويكفي ان نشير الى آخر ما قاله الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الاميركي، اذ اعترف منذ يومين ان واشنطن تورطت في مواجهة التمرد في العراق، وان القضاء على هذا التمرد قد يستغرق ما بين ثلاثة الى تسعة اعوام ـ عدد الاعوام هنا مما يصعب فهمه الا على انه اعلان بأن القوات الاميركية باقية في العراق لتسعة اعوام اخرى على الأقل ـ وفي المقابل سمحت الحكومة العراقية للعلماء والأطباء العراقيين بحمل السلاح للدفاع عن انفسهم امام الفشل الرسمي والمستحيل لحمايتهم بسبب كثافة واتساع حركة التمرد، كما انها في محاولة للمحاصرة وضرب ظاهرة السيارات المفخخة اصدرت قرارا في محافظة صلاح الدين يمنع على اي سائق ان يقود مركبته دون ان يكون معه والى جانبه راكب آخر على الأقل، وهذا حل لا يمكن ان يؤدي الى اية نتيجة.

حديث الجنرال مايرز عن التمرد في العراق يتضمن اعترافا صريحا بأن العراقيين وليس الارهابيين المتسللين عبر الحدود هم الذين يتولون مسؤولية التمرد، وهذا ما يعنيه وصف التمرد عندما نطلقه على مجموعة في بلد، اذ ليس هناك مواطنو بلد يعلنون تمردهم على بلد آخر غير بلدهم، ويبدو ان تجنب الاميركيين اطلاق صفة الارهاب على العراقيين الذين يقاومونهم او يتمردون عليهم تعكس قناعة راسخة لدى واشنطن، انه لكي تنتهي مأساة العراقيين فلا بد من حوار بين جميع اطيافه، وبشكل خاص مع التمرد او المقاومة، او الرافضين للوجود الاميركي اذ ثبت انه في غياب هؤلاء لم تستطع العملية السلمية ان تتقدم سوى خطوات مرتعشة تجد قبولا من بعض العراقيين وتأييدا وتواجه رفضا من البعض الآخر، الأمر الذي لا يترك مخرجا سوى التفاوض والبحث عن خروج من المأزق والا استمر تمرد العراقيين اطول مما يعتقد الجنرال مايرز المطالب بالعودة الى التاريخ وقراءة فصوله ودروسه.

K mahadin @ hotmail. com

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF