عبدالسلام مصطفى الشويات - هناك نوعان من غيبوبة السكر، غيبوبة ارتفاع السكر وغيبوبة انخفاض السكر، أما غيبوبة ارتفاع السكر فهي حالة يفقد فيها الانسان وعيه نتيجة ارتفاع السكر، واسبابها هي إهمال علاج السكر خاصة النوع الاول منه، اما اعراض غيبوبة السكر فتشمل: زياة معدل التنفس، ورائحة الاسيتون( التي تشبه رائحته الكحول) بالفم، والنبض يكون سريعآ وضعيفآ جدآ، ويكون الجلد جافآ واللسان كذلك.
ومن التحاليل يتبين وجود ارتفاع شديد للسكر بالدم ووجوده أيضا بالبول ونجد أجساما كيتونية، عبارة عن مركبات كحولية سامة تنتج عن تخمر السكر في البول.
وينصح الاطباء مريض السكر بتنظيم علاج السكر والالتزام بالحمية في الوجبات الغذائية اليومية لعدم تكرارمثل هذه الغيبوبة بالمستقبل.
أما غيبوبة انخفاض السكر فتحدث دائما مع الاستعمال السيء للأدوية المخفضة للسكر، مع اهمال بعض الوجبات ، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة مستوى السكر في الدم عن 60 ملغ لكل 100 ملليتر في الدم، مؤديا إلى الغيبوبة لأن المخ قد تعود على نسبة عالية من السكر.
وتشمل أعراض غيبوبة انخفاض السكر معدل التنفس طبيعي، ورائحة الفم طبيعية، أما النبض فسريع وقوي ، ويكون الجلد مبتلا نظرا للعرق الشديد.
وفي التحاليل يتبين انخفاض مستوى السكر بالدم، وعدم وجوده في البول وتواجد اجسام كيتونية بالبول.
وينصح الاطباء في حدوث مثل هذه الغيبوبة بتناول أي مادة سكرية مثل قوالب السكر، مع الاستعمال السليم لحقن الانسولين، واقراص علاج مرض السكر، وعدم اهمال الوجات اليومية المنظمة حتى لا تتكرر مثل هذه الغيبوبة والتي تعتبر أخطر من سابقتها لأنها قد تؤثر على خلايا المخ ( إذا إستمرت أكثر من 24 ساعة) التي تعتمد على الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة.
وتشكل غيبوبة السكري خطورة على السائق وعلى من معه من ركاب، وخاصة إذا لم يتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث المضاعفات الحادة مثل غيبوبة نقص سكر الدم، لذلك ينبغي أن يحمل معه في سيارته وجبات خفيفة، وقطعاً من الحلوى والسكر لاستعمالها حينما يشعر ببداية أعراض نقص السكر، وبهذا يستطيع تجنب حدوث غيبوبة نقص السكر أثناء قيادة السيارة، أو مركبة من المركبات الأخرى مثل الشاحنات والقطارات والدراجات البخارية والقوارب ذات المحركات.
وعلى الجميع التعرف على مريض السكر فاقد الوعي، والإلمام بمشكلات مرض السكر كمشكلة الغيبوبة والتي يقل حجمها حينما يكون المريض داخل المنزل، أو في مقر العمل أو بصحبة أقاربه أو أصدقائه، لأنه حينما يفقد الوعي في هذه الحالة سوف يجد من يقوم بإجراء الإسعافات الأولية أو بالاتصال بالطبيب أو المستشفى، أما إذا كان المريض وحيداً في الطريق العام مثلاً، فإن المشكلة تزداد تعقيداً، لأنه قد يفقد الوعي وهو على الطريق دون أن يشعر به أحد، وحتى لو صادفه أحد الأشخاص وهو فاقد الوعي، فإن هذا الشخص لن يعرف شيئاً عن حالة المريض، وعن الأسباب التي أدت إلى فقدانه الوعي، وربما يظن المارّة أنه مخمور، لذلك ينبغي على مريض السكر أن يحمل معه بطاقة تعريف بحالته المرضية، أو سواراً أو سلسلة تعلّق في عنقه يبين فيها اسم المريض وعنوانه ورقم هاتفه واسم الطبيب المعالج ورقم هاتفه واسم المستشفى، كما يبين في البطاقة أنه من مرضى السكر الذين يستعملون الأنسولين، وأنه قد يتعرض لمضاعفات الأنسولين، ويفضل استعمال السوار أو سلسلة العنق على البطاقة التي توضع في محفظة النقود، لأن المحفظة قد تفقد أو تسرق.
ويؤكد خبراء التغذية أن الزبيب ذو فاعلية مفيدة لمرضى السكري باعتباره غنيّ بسكر الفركتوز في حدود 30-50 غرام يوميا، لتفادي حالات الغيبوبة والإغماء المفاجئ.
وكانت دراسة مماثلة قد أكّدت أن عصير البرتقال مفيد لمرضى السكري رغم احتوائه على كميات كبيرة من السكّر، وذلك بسبب غناه بمادة الفلافونويد، ومادة الفلافونويد تعدّ مادة سحرية بالفعل لأنها تمنع التوتر الذي يؤدي إلى تدمير خلايا حيوية في جسم مريض السكري.
وقام رئيس فريق الدراسة البروفيسور باريس دندونا من جامعة بفالو في تجربتهم التي شملت 32 مشاركا يعانون من التوتر المعروف لدى مرضى السكري بتقسيمهم إلى أربعة أقسام بحيث تناولوا ما يعادل 300 كيلو كالوري من السكر تحت أشكال مختلفة مثل الجلوكوز والفركتوز وعصير البرتقال والماء المخلوط بالمحليات الاصطناعية.
وبعد أخذ عينات من دم المشاركين في التجربة، لاحظ دندونا تزايدا في نسبة التوتر لدى من تناولوا الجلوكوز، فيما لم تتم ملاحظة أي علامة لوجود التوتر لدى من تناولوا عصير البرتقال رغم أنهم احتسوا نفس الكمية من السكر. ومرض السكري هو أحد الأمراض الشائعة، ويتطلب في المقام الأول طبيبا متمرسا ليكون ملمّا بتفاصيل العلاج وأسباب ظهور المرض والإحتمالات وأبعاد المرض ومضاعفاته ونوعه، لأن آلية ظهور هذا المرض لا تنحصر في قلة إفراز الأنسولين بالدم أو القصور في إفرازه من البنكرياس فقط، فقد يكون سبب هذا المرض عدة أمراض وأعراض أخرى تؤثر على نسبة السكر في الدم.
لقد كان لتطور العلاج وأساليبه وتنوع التحاليل الطبية والفحوصات التشخيصية أثرها في الحفاظ على الحالة الصحية لمرضي السكر، لهذا فالثقافة الطبية حول هذا المرض مطلوبة للتعرف عليه وكيفية التعامل معه، لأن للمريض دوره الأساسي في علاجه وتفادي مضاعفاته، ويذكر أن 20% منا مصابون بهذا المرض أو معرضون للإصابة به، فلقد أصبح مرض السكر وباء عالميا على الخريطة الصحية العالمية.
يتكون طعامنا من كربوهيدرات (نشويات وسكريات ) وبروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح وماء وموادّ أخرى لا قيمة غذائية لها، وهذه مواد أساسية، ولابد من وجودها في الطعام بنسب صحيحة للحصول على تغذية سليمة، وتوفر السكريات في الدم يجعل الجسم ليس في حاجة للدهون والبروتينات الزائدتين عن حاجته لتوليد الطاقة، فالدهون تخزن به والبروتينات الزائدة تتحول إلى (يوريا) تفرز في البول أو تخزن في الجسم على هيئة دهون.
والكربوهيدرات تتكسر في الجسم لتتحول إلي سكر جلوكوز وفركتوز وتمد الجسم بالطاقة والحرارة، والبروتينات تتكسر إلي أحماض أمينية وتمد الجسم بالطاقة والحرارة أيضا، وتدخل في تكوين بروتينات الدم والجسم، والدهون تمد الجسم بالطاقة والحرارة، كما تقوم بتثبيت الأعضاء به كالكلى والقلب والعينين والطحال، كما تغلف الأعصاب وتعزلها كهربائيا عن بعضها أو عن الأنسجة الموجودة بها وتدخل في صنع الكولسترول .
والفيتامينات مركبات كيماوية لا تغنينا عن تناول الطعام، إلا أنها تقوم بدور أساسي في عملية التمثيل الغذائي، كما تساهم في تحويل الدهون والبروتينات إلي طاقة في الجسم، كما تساعد في تكوين العظام والأنسجة، وتعتبر أحد الخطوط الدفاعية الرئيسية للوقاية من أعراض ومضاعفات السكر مع الحفاظ على حيوية الخلايا والأنسجة وأجهزة الجسم الحيوية .
وتعتبر الأملاح والعناصر كالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم واليود والفوسفور عناصر أساسية في الجسم وتدخل في العمليات الحيوية به، وكلها توجد في الأطعمة، كما يعتبر الماء سائل الحياة لكل الكائنات الحية ونسبته في الجسم 50-60% من حجمه، وله أهميته في تنظيم حرارته ونقل المواد الغذائية به وإفراز العرق والبول ليخلصه من النفايات، ويرطب الطعام ليسهل بلعه أو الرئة لإذابة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في حالة التنفس، والجسم يحصل على الماء من الشرب أو نتيجة التمثيل الغذائي بالجسم .
يعتبر فقر الإنسولين أو عوزه في الدم سببا مباشرا في ظهور مرض السكر، لأن وظيفته الأساسية إدخال السكر إلى الخلايا و الأنسجة والعضلات والمخ والأعصاب، ويستهلك عادة السكر الزائد في الدم عن المعدل الطبيعي خلال ساعتين، والإنسولين لا يؤخذ بالفم (حاليا يوجد نشوق) ولكنه يؤخذ كحقن، ويوجد منه إنسولين قصير أو متوسط أو طويل أو ممتد المفعول ، وأحسن مكان يؤدي الى امتصاص منه الإنسولين الحقن في البطن، لأن حقنه بالذراع أو الفخذين مع الحركة يؤدي الى امتصاصه بسرعة، وعند أخذ الإنسولين يؤخذ الإنسولين العادي (الرائق) في المحقن ثم يخلط بالإنسولين المعكر (طويل المفعول) في نفس المحقن، والعكس يحول الإنسولين العادي السريع المفعول إلى إنسولين طويل المفعول، وهناك حقن إنسولين عليها أرقام 20 أو40 أو 100 وحدة . وهذا معناه أن كل سنتيمتر مكعب (مل) من السائل به 20 أو 40 أو 100وحدة . وبعض الزجاجات عليها 30/70 ، وهذا الرقم معناه أن الزجاجة تتكون من نسبة30% إنسولين عادي و70% إنسولين طويل المفعول، والإنسولين عبواته 10 مل (سنتيمتر مكعب)، ويظل مفعول سائل الإنسولين لمدة شهر في درجة الحرارة العادية (25درجة سلسيوسية)، لهذا يخزن في الثلاجات ولا يخزن في الفريزر حتى لا يفقد مفعوله، وعند أخذ الجرعة لا ترج الزجاجة بل تدار بين راحتي اليد.
أما من الناحية المخبرية، فتحليل البول بعد القيام من النوم صباحا ليس مؤشرا على تركيز السكر بالدم، والمرضى الذين يعالجون بالإنسولين يحلل البول لهم بصفة منتظمة للتعرف علي الأجسام الكيتونية به، لأنها مؤشر إرتفاع السكر وعدم إستغلاله مما يجعل الجسم يقبل على إستهلاك الدهون المخزونة به وان جرعات الإنسولين غير كافية، أو أنه لا يعمل داخل الجسم، لهذا تظهر هذه الأجسام الكيتونية أثناء الصيام الطويل أو القيء المستمر، ويجري تحليل السكر قبل الإفطار أو بعد العشاء بحوالي 12ساعة، ويأخذ المريض علاجه قبل الإفطار مباشرة ثم يحلل الدم بعد تناول الطعام بساعتين للتعرف علي مفعول الدواء. ومن الأخطاء الشائعة تحليل البول بالشرائط، لأنها قد تعطينا نتائج زائفة، لاسيما إذا تناول الشخص العصائر أو الفواكه أو الكورتيزونات أو فيتامين (ج) أو الأسبرين، فقد يظهر سكر في البول رغم عدم وجوده أصلا، وإذا ظهر السكر في البول ولم يظهر في الدم فهذا أمر طبيعي وليس معناه وجود مرض السكر .
إن وعي المريض لحقيقة مرض السكر هو أساس العلاج، وإتباع الحمية الغذائية والقيام بالرياضة الجسمية أهم دواء.
ويجب أن يسعى مريض السكري إلى الوصول إلى الوزن المثالي تدريجيا، الذي يحسب بطريقة تقريبية كالتالي ( طول القامة بالسنتيمتر يطرح منها 103 كغ للرجال أو 105 كغ للنساء) والطبيب هو الذي يحدد الوزن المثالي للمريض بحسب العمر، الجنس ، الطول ، الوزن، طبيعة العمل ، نوع مرض السكر.
كما أن المشي يوميا نصف ساعة مرتين أو إستعمال الدراجة الثابتة في المنزل أو القيام بحركات جسمية ربع ساعة مرتين باليوم من غير إجهاد يساعد في خفض نسبة السكر في الدم.
ويفضل أخذ كأس كبيرة من الماء قبل الطعام أو شرب لتر ونصف من الماء يوميا، ويجب توزين الجسم وتسجيله اسبوعيا لمراقبة الوزن ، ويجب أن يكون الأكل في أوقات محددة وحسب نظام الوجبات اليومية دون اضطراب، كما ويجب الإكثار من المواد التي تكثر فيها الألياف مثل الخضراوات.
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
[email protected]