رياض القطامين - يحرص احمد، 12 عاما، على جمع السلاحف من متنزه في إحدى المحميات الطبيعية التي اعتاد زيارتها، بصحبة العائلة، ويزداد ولعه أكثر بهذه المخلوقات ليحملها على ذراعه أشبه برتل مدرعات وأكثر من ذلك يدخلها إلى غرفة نومه غير آبه بتحذيرات أبويه من مخاطرها.
فيما يتمتع شقيقاه محمد وفرح برؤية السلاحف من بعيد دون أن يلمساها خشية الإصابة بإمراض معدية وفقا لتحذيرات الأبوين.
ويتفق الأطفال الثلاثة على أن مشاهدة السلاحف وهي تزحف ببطئها المعروف في حديقة المنزل أهم بكثير من العاب أخرى قد تلحق بهم أضرارا كاللعب بالكرة قي الشوارع أو التسلق على أشجار الحديقة.
إلا أن بعض الآباء والأمهات سرعان ما يدفعوا فاتورة لعب أطفالهم بالسلاحف جراء مجاراتهم لطيش وهوايات الأطفال في تربية السلاحف دون استشارة الأطباء والبيطريين تحديدا فثمة أمراض قد تصيب الأطفال.
إلى ذلك أظهرت دراسات أمريكية أن السلاحف ناقل رئيس لعدوى ''السالمونيلا'' وهو مرض يهدد حياة المصاب بالموت وسط تأكيدات طبية بان أفضل وسيلة لمنع انتشار بكتيريا السالمونيلا تكمن في منع بيع وتداول السلاحف بين الأطفال.
وأوضحت الدراسات أن زهاء 4,1 مليون شخص في العالم مصابون بالسالمونيلا سنويا منهم 14 ألف شخص يدخلون المستشفيات يتوفى منهم 400 شخص سنويا واغلبهم دون سن أل 21 سنة.
ويحذر الأطباء من اللعب وتداول السلاحف التي يبلغ طولها اقل من 4 بوصات وذلك لسهولة حملها من قبل الأطفال فيما تبقى السلاحف الضخمة بعيدة عن متناول أيادي الأطفال المغرمين بجمعها. ولجأت السلطات الأمريكية إلى سن قانون يمنع تداول السلاحف بين الأطفال وانيطت هذه المسؤولية بسلطات الغذاء والدواء منذ قبل 35 عاما ويظن البعض أن وجود السلاحف داخل البيوت يحفظ عليها بركتها ويدفع عنها شرورا محتملة في حين يعمد آخرون إلى استخدام السلاحف في أعمال الشعوذة بهدف فك السحر لشخص مثلا.
والسلاحف هي زواحف من ذوات الدم البارد قد تعيش فترة عمر تزيد عن 60 سنة ، جسمها محمي بدرقة صلبة ، وهناك نوعين من السلاحف الأول بري وبعضها مائي والأنواع البحرية تسمى oالترسة البحريةa .
والسـلحـفـاة فـي الـتـــراث الـعـربــــي يضرب بها المثل في طول العمر والبطء، حيث تعيش بعض السلاحف أكثر من مائة عام، كما هي الحال في السلحفاة الكبيرة بحديقة الحيوانات المصرية التي يقال أن عمرها يمتد للأكثر من مائة عام فعمرها أكثر من عمر الحديقة ذاتها. محمية بما يعرف بالـــــدرقــــــــة تتكون من صفائح قرنية صلبة متراصة، وهي تغطي جسم السلحفاة لحمايته. كما يمكن معرفة عمر السلحفاة بعدد الأشكال الهندسية على سطح القوقعة، تماماً مثل عد الأسنان في الخيل وعدد الدوائر داخل جزع شجرة بعد قطعها.
وتختلف فترة النضج للسلاحف من مكان إلى آخر يعود ذلك إلى الاختلاف في معدلات النمو واختلاف درجات الحرارة ووفرة الغذاء وقُدر عمر النضج الجنسي للسلحفاة ضخمة الرأس بين 13 ـ 30 سنة كما لوحظ بأن السلاحف التي تعيش في أحواض خاصة تنمو و تكبر وتصبح ناضجة قبل السلاحف العائشة بالبحر.
فيما تبدأ بعض سلاحف البحر بالتعشيش ( وضع البيض ) عندما يكون طول الصدفة حوالي 60 إلى 70 سنتمرا وهذه تعتبر صغيرة بالنسبة لنفس النوع بمناطق أخرى من العالم .
والسلاحف ثمانية أنواع هي كيمبس ريدلى واوليف واوكس بيل لوقر هيد ضخمة الراس والسلحفاة الخضراء و السلحفاة السوداء و مسطحة الظهر و جلدية الظهر.
وليس للسلحفاة أسنان لكنها تمتلك ما يشبه المنقار القرني تطحن به الطعام و تتنقل السلحفاة على الأرض ببطء بسبب قصر أطرافها وثقل درقتها ولذلك ضرب بها المثل في البطء كما يضرب المثل بالأرنب في العدو السريع .
تختبئ السلحفاة البرية في الشتاء في حفر تحت الأرض، وتنام هناك أشهرًا طويلة. عند نهاية الشتاء تخرج السلحفاة من الحفرة إلى الخارج، وهذه الفترة هي فترة تكاثرها.
ترافق المغازلة لدى السلاحف أصوات عالية، فيتبع الذكر الأنثى ويضربها بمساعدة درعه، وتُسمع أصوات الضرب من بعيد
مثل هذه المغازلة تحدث في الصيف، في شهري أيار وحتى شهر حزيران وتضع الأنثى من ثلاث حتى خمس بيضات في حفرة تحفرها في الأرض، وتتركها بلا حراسة.
بعد ثلاثة أشهر تفقس السلاحف الصغيرة والتي يكون درعها ليّنًا، وبعد وقت معيّن فقط يصلب درع السلاحف، تتغذّى السلحفاة البرية في الأساس على النباتات، مع ذلك فهي تفترس الديدان والحلزونات، ولا تتنازل عن الجيف.
في حدائق الحيوانات تأكل السلحفاة كل غذاء يقدَّم لها من فواكه وخضروات، لحوم، بيض، خبز .
أكبر السلاحف تعيش في جزر جالاباغوس في المحيط الهادي، فالبعض منها يصل إلى مترين في الطول فيما بعض السلاحف المائية تعيش في الماء العذب للأنهار ومعظمها يعيش في البحار والمحيطات.
السلحفاة تختبئ داخل درعها عند الخطر، لكن هناك بعض الحيوانات التي تنجح في افتراسها - يمكن للضبع تفكيك درعها بمساعدة فكّيه القويين، أما النسر والعقاب يمكنهما حمل السلحفاة ورميها من مكان عالٍ إلى الأرض حتى يتصدّع درعها، وتقوم الغربان والنسور بنقرها عبر الثقوب في درعها.
اما السلحفاة البرية فتكون الدرقة فيها كالقبة بينما في الترسة البحرية تبدو أكثر تسطيحاً وانسيابية لتناسب السباحة في الماء.