ريم الرواشدة - يستعد الدكتورسعيد عساف للتخلي عن أشجار الهوهوبا الوحيدة المزروعة في الاردن بعد أن ضاق ذرعا بتعقيدات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي على الجسور في قدومه و ذهابه من عرابة إلى عمان و بالعكس.
ويقول د.عساف ان إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في نقل الاشتال من عرابة إلى عمان تعيق استمراري في رعاية المزرعة و أنا الذي وقفت عليها منذ 15 عاما خاصة و أن أي خطأ في النقل أو في الزراعة قد تنهي الشتلة.
ويشرح أن شجرة الهوهوبا تنتج زيتا يعد بديلا عن زيت الحيتان الذي منع صيده كحماية للبيئة من قبل الدول الصناعية لحوت السبيرم(Sperm Whale ) المستخدم في صناعة التجميل و تحسين زيت السيارات كمادة مضافة ،ففي المنطقة كلها لا تنتج سوى عرابة اشتال الهوهوبا و التي تباع بما يقدر بدينار أردني.
ويضيف أن 100 سي سي تباع بين 8-11 دينارا ويباع اللتر في الصيدليات ب50 دينارا. ويشير إلى انه بدأ بإضافة زيت الهوهوبا الذي لا يغلي حتى درجة 389 درجة مئوية إلى زيت قلي الفلافل للتخفيف من الحوامض و الدهون المترسبة في الجسم او الذائبة في الدم.
وعن المعيقات التي يواجها في مزرعته بالأردن يقول ان المزرعة تحتم عليه زيارتها مرات عديدة في العام وزراعة اشتال جديدة بدلا من التالفة و في ذلك تنص الإجراءات الإسرائيلية على منع دخول أو خروج أي شتلة من وإلى إسرائيل إلا من خلال زراعتها في تربة البيتموس .
اما عن مزرعته شرق مطار الملكة علياء الدولي فيقول ان عدد شجرات الهوهوبا فيها بلغ 6000 شجرة إنتاجها السنوي من الزيت يبلغ 2000 لتر وهو إنتاج منخفض بسبب كمية و مرات سقايتها فهذه الأشجار تحتاج لسقايتها بين 7- 8 مرات في العام وأنا لا أستطيع سقايتها إلا 3 مرات فقط لقلة الأمطار و كميات المياه المتوفرة التي احصل عليها من المزارع القريبة.
و يلفت إلى أن شجرة الهوهوبا تنتج بعد زراعتها بأربع سنوات و قبل ذلك يعتبر الإنتاج غير اقتصادي.
و د.عساف الحاصل على دكتوراه في الكيمياء الحيوية و الفيزياء الحيوية عمل في عدد من الجامعات الأمريكية و هو أول من ادخل زراعة أشجار الهوهوبا البعلية إلى منطقة جنين حيث يوجد منها الآن عدة الاف لدى المزارعين في أراض في المنطقة وتبعها إنشاء معصرة للهوهوبا عام 1994 .
وتحتاج الشجرة إلى تربة رملية، ولا تحتاج هذه النبتة إلى تسميد حتى لو كانت التربة قليلة الغذاء،تحتاج إلى نظام ري و خاصة أول سنتين في أول الشتاء و الربيع، و من بعد ذلك تعتمد على نفسها في الري من جوف الأرض،و تزهر بعد سنتين أو ثلاثة من موعد إنباتها.
و هي شجرة تتناسب بطبيعتها مع الظروف المناخية الحارة صيفا والمعتدلة شتاء كما تتحمل قلة الماء والملوحة وتتناسب مع التربة الرملية جيدة الصرف، ولا تحتاج إلى رعاية ومن الممكن تخزين محصولها أو تركه على الشجرة لحين جمعه في أي وقت .
وتوصف بأنها الذهب الأخضر ،و هي برية معمرة تعيش أكثر من 150سنة،وزيت بذرها شمع سائل لعدم احتوائه على دهون حيث انه يعتبر من أهم البدائل للزيوت المعدنية ولزيت كبد الحوت ويستخدم حاليا في مجالات التجميل والطب والصيدلة حيث اتجاه العالم إلى البدائل الطبيعية في كافة المجالات.
وتزرع 90% من الشجر مؤنث والباقي مذكر موزعة في الحقل لإنتاج حبوب اللقاح وتنتج الشجرة من العام الثالث إلى الرابع ويصل الإنتاج إلى كيلو غرام بذور مما يغطى تكلفته خلال عام.
وزيت الجوجوبا اصفر اللون عديم الرائحة ومقاوم للفساد (التزنخ) ويبقى سائلاً في درجة حرارة الغرفة ويتميز بالثبات وطول فترة الصلاحية، وله استخدامات عديدة ومتنوعة منها على سبيل المثال مستحضرات التجميل ، و صناعة الشامبوهات ومعاجين الأسنان ورغوات الحلاقة ومزيل الأصباغ والدهانات والشموع ومواد التنظيف والصمغ والبلاستيك والحبر.
وفي الوقت الحاضر فان ما يقارب ال 90 من زيت الجوجوبا المنتج عالمياً يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل، حيث ازداد التوجه مؤخراً لإحلاله مكان المنتجات الصناعية أو ذات الأصل الحيواني كبديل صديق للبيئة. ولزيت الجوجوبا استخدامات طبية واسعة أيضا حيث يدخل في صناعة بعض الأدوية والعقاقير الخافضة للحرارة والمسكنات وفي علاج الالتهابات .