خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حكمة الداعية تقتضي أن يكون قدوة في قوله وفعله

حكمة الداعية تقتضي أن يكون قدوة في قوله وفعله

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

 د.فوزي  السعود  - قال تعالى :»يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يُؤْتَ الحكمةَ فقد أوتي خيراً كثيراً...» (البقرة،269)، قال ابن القيّم :(الحكمة هي فعلُ ما ينبغي فعله،على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي )، فهي ممارسةٌ وسلوكٌ وفكرٌ ناضجٌ ، ووقتٌ مناسبٌ تُؤدّى فيه، لكي تتحقّق الأهداف من الرسالة التي يرغب الداعية بتحقيقها .
ولا شكّ أنّ « الحكمة « منّةٌ، ومنحةٌ، ونعمةٌ عظيمةٌ من الله تعالى، على من يشاء من عباده، تكريماً له، وإعلاءً لشأنه، كما أنه يمكن اكتسابها بالمراس والمران والخبرة ففي الحديث « العلم بالتعلّم، والحلْم بالتحلّم ...» (حلية الأولياء،198/5)، و»الحكمة « المقصودة هنا في حقّ الداعية أولاً قوله تعالى :» ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن «(النحل،125)، بمعنى أن يدعو على علم وبصيرة، ففاقد الشيء لا يعطيه، ويبدأ بالأهمّ، وبالمعلوم قبل المجهول، وبما هو قريب إلى الأذهان، وبأسلوب الرفق واللين، والرحمة والعطف، وربما تقتضي الضرورة استخدام الشدة والتأنيب، فلكلٍّ زمانُه وظروفُه، وأشخاصُه، وليس كل الناس يستجيب من الكلمة اللطيفة، بل إن البعض لا يستجيب إلا للشدة والزجر والسوط ....» فالحكمة « وضْع كل شيء في موضعه.
و»الحكمة « : أن يكون الداعية قدوة في قوله وفعله  «لمَ تقولون ما لا تفعلون « (الصف،2) ،ولذلك تأثير في غاية الأهمية في تقبّله لدى المدعوّين، وأن لا يكثر من الحديث والإسهاب فيه إلّا لضرورة تستدعي ذلك (كان رسول الله يتخوّلنا بالموعظة )(صحيح البخاري،68)أي بتباعد في الزمن حتى لا يحدث الملل، ومن «الحكمة «أن تراعي عادات وتقاليد وأعراف الناس وبخاصة في البدايات « لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرتُ بالبيتِ فهُدم ...وجعلتُ له بابيْن ...» (الألباني،صحيح الجامع،5327)، ثم الاعتراف بما لديهم من فضائل وإيجابيات، وتعزيزها وربطها بالمعتقد الجديد والبناء عليه، فعملية التغيير والتربية عملية بنائية تراكمية، وقد أثنى الإسلام على العرب وما لديهم من مكارم الأخلاق، كالشجاعة وحفظ حقوق الجار، ونصرة الضعيف، كما جاء في حلف الفضول، الذي عُقد في الجاهلية ــ لنصرة المظلوم ــ وقد أُعجب به عليه الصلاة والسلام حيث قال :(لو دُعيتُ به في الإسلام لأجبت)(البدر المنير،325/7)، فـ «الحكمة « تقتضي أن يكون الداعية كيِّساً فَطِناً، مستوعباً للآخرين، وأن يكلمهم من واقعهم، وليس من برجٍ عالٍ، وكلما كان قريباً منهم كلما حقق أهدافه وكسب أنصاراً لدينه ودعوته.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF