بالتأكيد علينا أن نعمل على إنجاح مهرجان جرش لهذا العام، فلا نريده نسخة باهتة لا تعكس التاريخ العريق لهذا المهرجان كما كانت النسخة الماضية، ولا نريده مهرجانا صامتا أو مقتصرا على فعاليات محدودة، نريده مفعما بالحياة، مكللا بالفن وبوجود كبار الفنانين على مدرجه الجنوبي،، فهل بدأنا بالاستعداد؟.
المدرج الجنوبي في جرش شهد طوال السنوات الماضية حفلات لأبرز نجوم العالم العربي والعالمي، فهو ليس مكانا عاديا بل ذاكرة فنية ووطنية وصفحة مشرقة في سجل الإبداع العربي، وما علينا إلا أن نعيد له الروح والنبض بعدما خضع العام الماضي لمزاودات واستغلال من قبل من حاولوا المزايدة على مواقفنا التي يشهد عليها القاصي والداني تجاه فلسطين
المهرجانات الثقافية والفنية ليست مجرد ترف بل ضرورة ملحة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وجذب السياحة العربية والأجنبية وتوفر فرصا للعمل للشباب والشابات في مناطق إقامتها، وتتيح للفنانين المحليين الظهور والإبداع في أوقات يعانون فيها من ظروف اقتصادية صعبة، وتعبر عن انفتاح المجتمع على الفنون والإبداع الثقافي في مختلف المجالات.
نعم نريد من إدارة هذا المهرجان أن تبدأ العمل إن لم تكن قد بدأت فعلا، فنحن نعول على إقامة هذا المهرجان بصورة جميلة وبهية في جذب السياحة والتنافس على جذبها مع دول المنطقة، فالسياحة الفنية والثقافية أمر مهم جدا ولها انعكاسات مباشرة على الاقتصاد الوطني ومختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية فيه، كما على وزارة الثقافة والسياحة العمل على إقامة مهرجانات فنية وكرنفالات في مختلف محافظات المملكة.
المهرجان له تاريخا في حياتنا الثقافية والفنية والاقتصادية، فقد انطلقت أولى دوراته عام 1981 بهدف إحياء التراث الثقافي والفني، وتعزيز الحضور الأردني على خارطة الفعاليات العربية والدولية ويقام سنويا بمشاركة عربية وعالمية واسعة، ما يجعل من عملية حرف بوصلته امرا سلبيا على الجميع.
خلاصة القول،إن استمرار الزخم الاقتصادي والسياحي يتطلب أن نحافظ على روح مهرجان جرش ونمنحه ما يستحقه من اهتمام ودعم، فهو ليس مجرد فعالية موسمية بل رمز وطني ومساحة للإبداع والتعبير الثقافي، وعامل جذب اقتصادي وسياحي مهم، فلنعمل معا كي نعيد لهذا المهرجان ألقه وحضوره الذي يليق بتاريخنا وثقافتنا ووجهنا الحضاري، فمهرجان جرش وغيره خارج «نطاق المزاودات» من الان وصاعدا، لن نتوقف عن دعم غزة ولن تمنعونا من الفرح.
