.... ما شاهدته في الشوارع أمس، يبعث على السؤال...أمواج بشرية خرجت من الناس تطوف شوارع عمان، أغلبهم من جيل الشباب...حملوا أعلام الأردن واعتمروا الشماغ الأحمر، لم يتركوا شارعا أو زاوية في العاصمة، إلا ومروا عليها..
والسؤال هؤلاء لماذا جمعتهم المناسبة، ولم يجمعهم مشروع ...الأصل أن يجتمعوا على مشروع تطلقه الدولة، يرتبط بإعادة إنتاج الشخصية الأردنية الجديدة يرتبط بإعادة إحياء الهوية، وبرسم معالم المرحلة المقبلة، وجمع هذه الطاقات كلها.
الذي خرجوا أمس في شوارع عمان وأغلقوها، لم يخرجوا بإيعاز من المحافظ ولا بطلب من قوى أمنية، ولا بترتيب من أحزاب سياسية، من قادهم هو حب البلد...والعفوية، ناهيك عن لحظات الوطنية الصادقة التي غمرتهم، الأردني هو الوحيد في العالم العربي الذي يعلن عن حبه دون إيعاز أو طلب.
ظاهرة أمس تحتاج لدراسة معمقة من الدولة، تحتاج لأن نقرأ جيدا تلك الحمية التي دبت في نفوس هؤلاء الفتية، وأن نسأل لماذا في هذه الفترة بالذات؟
عيد استقلال الدولة، حشد أمس أضعاف ما تحشده الأحزاب، ولنعترف أن مناسبة الاستقلال أمس حشدت في شوارع عمان، أضعاف ما حشدته نكبات الأمة من حرب الخليج الثانية، مرورا بالربيع العربي، وانتهاء بتجمعات الكالوتي..لنعترف أيضا أن الاستقلال أمس جعل الأغلبية الصامتة من مجتمعنا تخرج، وتعلن موقفها دون خجل وهو: أنها في صف الملك والوطن...
هذا يجعلني أسأل اين دور وزارة الشباب ووزارة الثقافة، وهذا يجعلني أسأل أين مشروعنا الوطني...؟
مشهد أمس يحتاج لقراءة متروية، ويحتاج أن ننطلق الان لإنتاج مشروعنا الخاص..ولا أظن أن الحزبية، قادرة على استيعاب هذا الكم من الشباب والتماهي معه، بل أجزم أن فكرة تشبه معسكرات الحسين، أو مبادرة يتبناها الجيش تهدف إلى التدريب العسكري، والتثقيف الوطني، ربما تكون ضرورية في هذه المرحلة...لأن ما حدث أمس في شوارع عمان، كان يشبه بيعة للملك وقسما لحماية البلد، ولأن هذا الجيل تواق لأن ينخرط في فكرة جديدة، تعبر عن الدولة وقوة شخصية الأردني ومدى التصاقه بالتراب.
أمس في البوليفارد، كل الأشقاء العرب حملوا هواتفهم وبدأوا بتصوير الناس..هو شيء لم يشاهدوه في بلادهم، أمواج من البشر كلها تزينت بالشماغ ورفعت العلم..كان ذهولهم من المشهد يبدو واضحا، وبعضهم رفع علمنا الوطني ومشى مع هذه الأمواج...
مشهد أمس بحاجة لأن يقرأ جيدا من الدولة.
Abdelhadi18@yahoo.com
مشهد الاستقلال
11:37 26-5-2025
آخر تعديل :
الاثنين