لم يشهد الأردنيون احتفالا بهيجا أفضل مما شهدناه في عيد الاستقلال التاسع والسبعين، فكلما وجّهت عينيك يمينا وشمالا نرى كيف السعادة التي يعيشها أبناء شعبنا بهذه الأيام الطيبة، حيث نرى الأطفال والآباء والأمهات فرحين بهذه المناسبة العظيمة، مستذكرين تمرد الرعيل الأول على سطوة الاستعمار إذ كسروا قيدهم وأعادوا هذا الوطن لحضنه مجددا بعد سنين من السيطرة البريطانية التي تقاسمت شطري الضفتين.
ومن تلك الربوع والهضاب والتراب الزكي جاء استقلال المملكة الأردنية الهاشمية على يد الملك عبدالله الأول و رغم كل الصعاب والعقبات التي واجهها الأردنيون لتحقيق ذاتهم واستقلالهم الوطني حيث انتزع قرار الاستقلال لترفع راية المجد خفاقة تنير دروب العز والكرامة و لقد كانت القدرة على اقتناص الفرصة واستغلالها بنجاح دون الحاجة إلى الموافقة أو المساعدة من جهات كانت رابضة على قلوب الأردنيين و تحقيق الحرية والاعتمادية في اتخاذ القرارات والتصرفات باستقلالية تامة، حيث أنشأت الدولة الأردنية مؤسسات حكومية وجيشا أردنيا لا يزال يحافظ على أمن واستقرار الوطن.
كما أن الاستقلال يتمثل أيضا في إظهار وإبراز دور الأردن بكل صدق وأمانة، ودعمه للقضايا العربية، خصوصا القضية الفلسطينية، وما يرافقه من دفاع يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني عبر تاريخ مشرف، إذ نادى جلالته المرة تلو المرة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وحقهم في تقرير المصير، وتحقيق الدعم المطلوب في كافة المحافل الدولية ويتمثل الاستقلال في اكتساب الدولة الأردنية وقيادتها كل الاحترام والتقدير والحضور المتجدد في المحافل الدولية والدبلوماسية العالمية،
إن من أهم إنجازات الاستقلال
هي القدرة على التكيف لاقتناص الفرص غير المسبوقة للدولة الأردنية في الصمود أمام كل التحديات التي قد عاصرها وطننا الأردني وقدرته على التعامل مع قضايا دول الجوار العربي خصوصا في مرحلة الانتقال السياسي حيث كانت دول كمصر وسوريا والعراق، يقابلهم الاحتلال الاسرائيلي
الذي اغتصب أرض فلسطين الأبية، وفي تلك المرحلة كان القدس الشريف على موعد مع الدولة الأردنية بعد قتال ضارٍ تتعامل مع المواقف العربية والإسلامية بشكل مباشر، حيث يبرق جلالة الملك لكل دولة من الدول العربية الشقيقة، وهذا ما يجعل جلالة الملك وولي عهده الأمين، على مسافة واحدة مع الجميع
وفي هذه الذكرى العزيزة لاستقلال أردننا الحبيب نؤكد على الاتفاق والالتزام التام دون تحيز ولا استثناء لأي مواطن قد يعبر عن حالة ما، يرى فيها وجهة نظر مغايرة، دون المساس بالسيادة الوطنية، وهذا ما يجعل أبناء شعبنا يلتفون حول عرش الدولة الأردنية بعنفوانها التاريخي.
فهذا الغرس الذي نغرسه في قلوب أبنائنا سيبقى في ذاكرة الوطن عازمين على مواصلة مسيرة هذا الوطن الذي شهد له العالم أجمع رغم التحديات والأزمات واستضافة اللاجئين من الأشقاء في دول الجوار، فهذا هو الوطن الحنون الذي لم يتذمر يوما رغم محدودية الموارد.
كل عام والأردن بالخير والبركة
Royal430@hotmail.com
عنفوان المجد
11:38 26-5-2025
آخر تعديل :
الاثنين