خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سؤال اشكالي؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

ثمة سؤال محوري واشكالي يطرح في الاعلام وفي المحافل السياسية، وهو: هل أخطأت حركة حماس في تنفيذ عملية 7 اكتوبر؟

أعتقد أن الحركة كانت متأكدة من رد اسرائيلي، وفي أسوأ التقديرات كانت تتوقع أن تستمر العمليات العسكرية شهر أو شهرين على الأكثر، لكن أن تتحول الى حرب ابادة جماعية ومحرقة حقيقية، وأن يسقط هذا العدد الهائل من الشهداء والجرحى، أظن أنها كانت خارج الحسابات، واذا كانت حركات التحرر الوطني بالضرورة تقدم التضحيات، فان الكارثة الانسانية التي يعيشها سكان القطاع غير مسبوقة في التاريخ.

ونفس الفرضية تنطبق على حزب الله، عندما فتح جبهة لاسناد غزة في 8 أكتوبر عام 2023، حيث كان يتوقع أن تستمر الحرب عدة أسابيع، لكن النتيجة كانت تدميرا هائلا تعرض له لبنان وقتل قيادات الحزب السياسية والعسكرية وفي مقدمتهم الامين العام السابق حسن نصر الله، واحتلال اسرائيل خمس تلال في جنوب البلاد، والاستمرار في عملياتها العسكرية، رغم توقيع حزب الله والحكومة السابقة برئاسة نجيب ميقاتي اتفاق وقف اطلاق النار كان أشبه بوثيقة استسلام!.

الاستراتيجية الصهيونية في الحروب ضد العرب، تقوم على شن حروب خاطفة وتحقق انتصارا على الجيوش خلال أيام قليلة. وينبغي ملاحظة سبب جوهري هو وجود عقيدة قتالية أو"جهادية» لدى مقاومي القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، مستعدين للاستشهاد دون أن يستسلموا. في تجسيد حقيقي لمقولة إرنست همنغواي في رواية العجوز والبحر «الانسان لم يُخلق للهزيمة.. قد يُدمر لكنه لا يُهزم».

حرب الابادة الهمجية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، فاقت بوحشيتها كل ما ينسب الى النازية من جرائم.

هل يعقل أن طائرات «اف 16» و«اف 15» تقصف خيم النازحين؟ هذه أول مرة تحدث في تاريخ الحروب!.

كل ما يجري في غزة يؤكد كذب وزيف المواثيق الدولية، ولا أدري كيف سيواجه أساتذة الحقوق والقانون الدولي الانساني طلبتهم، وماذا سيدرسونهم في ظل هذه الجرائم؟

وبسبب الضغوط الصهيونية والدعم الغربي لها، أصدرت الامم المتحدة في الأول من تشرين الثاني – نوفمبر عام 2005، قرارا يتضمن إحياء ذكرى «المحرقة – الهولوكست» يوم 27 كانون الثاني – يناير من كل عام، وأكثر من ذلك فان قرار الامم المتحدة، يضم أيضا تعليمات وارشادات للدول المختلفة، لتطوير مناهج تعليمية، والحفاظ على المناطق الاثرية المتعلقة بتخليد ذكرى المحرقة. وتم تعميمها في المناهج الدراسية للأطفال والشباب في المدارس والمعاهد الأوروبية والأمريكية، لتبرير الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.

وثمة غموض وشكوك كبيرة تكتنف السردية الصهيونية، المتعلقة ب"المحرقة» والتي تتلخص بقتل ستة ملايين يهودي، على أيدي النظام النازي في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وهناك العديد من المفكرين الأوروبيين دحضوا هذه السردية، لعل أشهرهم المفكر والفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي، حيث شكك في كتابه «الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل» في الأرقام الشائعة حول ابادة يهود أوروبا، في غرف الغاز على أيدي النازيين، وأسقط القناع عن تلك الكذبة التي فبركتها الجمعيات الصهيونية، بدعم ومساعدة الأحزاب الحاكمة في أوروبا وأمريكا.

ولأن الحركة الصهيونية واللوبيات اليهودية تمارس الترهيب، ضد كل من يشكك بـ«المحرقة» وتهمته جاهزة وهي «معاداة السامية» ! تم تقديم جارودي للمحاكمة عام 1998، وأصدرت محكمة فرنسية حكما عليه بالسجن لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ.

ويستشهد جارودي في التشكيك بأسطورة ال «6 » ملايين يهودي، بمذكرات «ناحوم جولدمان» رئيس المؤتمر اليهودي الدولي، وقال فيها: «لا أعرف ماذا سيكون مصير إسرائيل، لو لم تصدق ألمانيا بتعهداتها، فالسكك الحديدية، ومنشآت الموانئ، وأنظمة الري، وقطاعات كاملة من الصناعة والزراعة، لم تكن لتصل إلى ما هي عليه لولا التعويضات الألمانية، وتقدر مبالغ التعويضات التي دفعتها ألمانيا ب 100 مليار دولار.

والمفارقة أن الحركة الصهيونية نجحت بإقامة كيان استعماري استيطاني، يمثل آخر نموذج استيطاني في العالم، رغم أن هذه الدولة تتشكل من مهاجرين قدموا من مختلف انحاء العالم، لا تربطهم علاقة قومية بل تم دفعهم وتحفيزهم من قبل الصهيونية بشعارات توراتية – تلموذية، تزعم أن فلسطين هي «أرض الميعاد"! كما نجحت الصهيونية بترسيخ «ثقافة المحرقة» في الأدبيات السياسية الغربية، وفرضت ذلك أخلاقيا على المجتمعات الأوروبية.

وبالمقابل فشل العرب في توحيد صفوفهم، رغم ما يتوفر لهم من ثقافة وتاريخ واحد وجغرافيا واسعة متصلة وثروات هائلة، وأوراق ضغط سياسية واقتصادية ودبلوماسية قوية، لكنهم يزدادون فرقة بالاضافة الى الانقسام الفلسطيني.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF