حقق جلالة الملك عبدالله الثاني عدة انجازات كبيرة خلال لقاء القمة الذي جمعه برئيس الولايات المتحده الأميركية دونالد ترامب في واشنطن بحضور سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله، اللقاء كان ينتظره الشعب الاردني والفلسطيني والعربي كونه اللقاء الأول لزعيم عربي مع ترامب بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية.
وضع الملك الرئيس الأميركي بواقع الحال الذي يشهد أزمات لها تداعيات خطيرة في المنطقة على رأسها غزة والضفة الغربية وان هناك عدة سيناريوهات وسبلا عديدة افضل وممكنة لتحقيق السلام، وان دور الولايات المتحدة هو الدور الرئيسي والمحوري في صنع هذا السلام، وان تهجير اهل غزة امر مرفوض وغير عملي وموقف الاردن واضح برفض التهجير، وتأكيد الملك بان التعامل مع خطة ترامب سيكون من خلال موقف عربي موحد بعد لقاءات ستعقد في السعودية وقمة عربية في مصر مما يجعل الموقف العربي عاملا موحدا يرتكز عليه في عملية سلام فلسطينية عربية شاملة وعادلة مع إسرائيل.
لقد ظهر تغير واضح في قناعات الرئيس ترامب اثناء وبعد القمة بشأن غزة وقضية الشعب الفلسطيني، وانه باتت لديه صورة صادقة اكثر وضوحا للتعامل مع عملية سلام عربية موحدة مع إسرائيل وتمثل ذلك في التصريحات اللاحقة الصادرة عن البيت الابيض وكذلك عن وزير الخارجية الأميركية حيث اكدوا أنهم ينتظرون خطة عربية بشأن غزة والتي اكد عليها جلالة الملك في لقاء القمة، وكذلك تصريحات الرئيس بعد القمة وإشادته الواقعية بالملك والشعب الاردني والعلاقات الاردنية الأميركية.
وكان جلالته واضحاً عندما اكد جوهر عقيدته السياسية بانه يعمل لما فيه الافضل ومصلحة بلده الاردن وهي فوق كل الاعتبارات، وخطواته ومواقفه واضحة ومعلنة في اكثر من مناسبة ومعروفة لاصحاب القرار في المجتمع العربي والدولي ولدى مختلف اركان القيادة الأميركية.
واكد الرئيس استمرار عمق العلاقات الأميركية الاستراتيجية مع الاردن وان الولايات المتحدة تدعم بقوة استقرار الاردن ودوره المحوري في استقرار السلام ومنطقة الشرق الاوسط، وهذا مكسب قوي حققه الملك لمصلحة الأردن وشعبه العظيم من القيادة الجديدة بالبيت الابيض.
كما اعلن جلالته ان هناك موقفاً عربياً موحداً، واكد على الدور الرئيسي لجمهورية مصر العربيه في رؤيتها وخطتها بشأن مستقبل غزة وانها تعمل حاليا على تجهيز هذه الخطة، كون ان مصر معنية بشكل مباشر بمستقبل القطاع المرتبط بها أمنياً واقتصادياً، ولان مستقبل اي حل في القطاع سيكون له تأثير مباشر على امن مصر.
كما اعلن الملك عن استضافة الفي طفل من المرضى من ابناء قطاع غزة المنكوب جراء حرب الابادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة هاشم وذلك في سلسلة مواقف الدعم الانساني للاشقاء في القطاع الذي قام بها الاردن، وهذا موقف من ملك هاشمي تجاه الاشقاء، حيث أشاد الرئيس الأميركي بموقف الملك وانه موقف عظيم واكد انه لم يكن يعرف بهذا الموقف مسبقاً إلا من الملك.
واكد الملك ان مجمل هذه المواقف سيتم بحثها عربيا في السعودية خلال الأيام القليلة القادمة لاخذ موقف عربي موحد وتقديم خطة عربية لاعمار غزة مع بقاء اهلها على ارضها، وسيتم تقديمها الى الرئيس ترامب واكد على دور الولايات المتحده المحوري في تحقيق سلام دائم وشامل مع اسرائيل.
معظم زعماء العالم يدركون ان الملك عبدالله الثاني هو اكبر داعم للسلام في المنطقة وهو القادر على مخاطبة كل اصحاب القرار فيه بلغة الحكمة والاقناع والحوار العقلاني والمحافظة على حقوق الشعوب والامن والسلام والاستقرار فيه، وعلى الخصوص في منطقة الشرق الاوسط وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.