خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ترامب.. وحاطب الليل

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
يوسف منصور يثبت الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يشكل خطرا كبيرا على أميركا والعالم بقراراته المتهورة وغير المدروسة. ولا أتحدث هنا عما طرحه مؤخرا حول غزة الأبية، حيث بدا وكأنه يتعامل مع مشروع استثماري يقام على قطعة أرض على الشاطئ على الرغم من أهمية الموضوع، بل أتناول هنا خطر قرارات ترامب على الاقتصاد العالمي.
من الواضح جدا أن أحدا لم يعط دونالد ترامب دروسا في السياسة أو الاقتصاد، حتى أن مستشاريه الذين انتقاهم من بين مؤيديه وداعميه الأثرياء، ليسوا بالضرورة من العلماء أو المفكرين. فيقوم فجأة بفرض الضرائب على السلع من كندا والمكسيك، والصين وغيرها. لا يلام، فربما ما من أحد من مستشاريه أخبره عن قانون سموت-هاولي، وما حدث بعد فرضه من أضرار.
ما هو قانون سموت-هاولي؟
ضع هذا القانون ريد سموت (عضو مجلس الشيوخ) وويليس هاولي (عضو مجلس النواب)، وبناء عليه سُمّي قانون سموت-هاولي للتعريفات الجمركية (قانون التعريفات الجمركية لعام 1930)، بهدف حماية المزارعين والصناعات الأميركية من المنافسة الأجنبية خلال فترة الكساد الكبير من خلال رفع القانون التعريفات الجمركية على آلاف السلع المستوردة، ووقع عليه الرئيس هربرت هوفر في 17 يونيو 1930، لتقوم الولايات المتحدة من خلاله بزيادة التعريفات الجمركية على أكثر من 20,000 سلعة مستوردة، ليرتفع متوسط معدل التعريفة الجمركية إلى أكثر من 40٪، أحد أعلى مستويات التعريفات الجمركية في تاريخ الولايات المتحدة.
رغم أن الغرض من القانون كان حماية الصناعات والزراعة المحلية، انتهى به الأمر إلى التأثير سلبا ليس على التجارة الأميركية فحسب، بل وعلى والاقتصاد الأميركي ككل مما أطال وعمّق من الكساد الكبير، حيث قامت العديد من الدول بوضع تعريفات جمركية انتقامية خاصة بها على الصادرات الأميركية فانخفضت الصادرات الأميركية بنسبة 61٪ من عام 1929 إلى عام 1933، وبدلاً من حماية الوظائف، أضر القانون بالصناعات الأميركية التي تعتمد على مدخلات وسلع وسيطة من الخارج كما أضر بصادراتها، وأدى ارتفاع تكاليف السلع المستوردة إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين، فتكاليف التعريفات الجمركية تتحملها الولايات المتحدة في المقام الأول.
يعتقد أغلب المحللين أن الرد بالمثل هو الفعل الذي ينبغي القيام به. وكما هو متوقع، هددت كل من كندا والمكسيك بالرد، وفي نهاية المطاف توصّلت إلى اتفاقات مع ترامب لتجنب الرسوم الجمركية مؤقتا. ولكن لا يزال نموذج «العين بالعين» ممكنا كما حدث عام 1930، رغم أنه سيضر بالجميع.
هنالك الكثير من الأدوات الأخرى بأيدي الدول التي يحاربها اقتصاديا، كأن تفرض الدول ضرائب على ثروات ايلون مسك (كما اقترح غابرييل زوكمان وذكر داني رودريك) على كندا والمكسيك وجعل دخول تيسلا إلى السوق الكندية مشروطا بدفعها، أو أن تزيد الدول من دعمها لصناعاتها المحلية وهو عادة حل أفضل من التعريفات الجمركية أو القيود الكمية، أو أن تفرض التعريفات الحمائية التجارية الانتقائية.
على كل، يذكرني فعله بمقولة لدولة الرئيس السابق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة، حين وصف بعضهم بـ«حاطبي الليل»، وحين سألناه عما يعني بهذا الوصف، أجاب ببلاغته الفذة، أن حاطب الليل هو شخص يذهب ليُحطّب في الليل فبدلا من أن يجمع الحطب في العتمة، يؤذي ذاته فيتضرر ولا يستفيد. وهو ما فعله السيد ترامب.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF