خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

صمود الحقيقة وسط مؤامرات التعتيم

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالكريم سليمان العرجان

في هذا العالم المتهالك الذي يترنح بين أزمات لا تنتهي وصراعات لا تهدأ، تتشابك المصالح وتتلاشى القيم، بينما يقف الإنسان البسيط وحده في مواجهة قسوة الحروب وحسابات القوى الكبرى، بين رماد المدن المدمرة وصرخات الشعوب المهجّرة، تتكشف لنا حقيقة مرة، الصراع لا يُخاض على الجبهات فقط، بل في عقول من يسعون لتضليلنا عن جوهر المأساة.

في ظل هذه الفوضى، العالم والشرق الأوسط ملتهيان بهجوم إسرائيل على لبنان وضربات في سوريا، بينما تتصاعد الصواريخ من إيران وتُدمر غزة تحت نيران الاحتلال، في خضم هذه الأحداث المتشابكة، تبدو غزة كالنقطة المحورية التي يُراد التعتيم عليها وسط هذه الفوضى الإقليمية، هذه التطورات ليست محض صدفة، بل يمكن قراءتها ضمن إطار إستراتيجي متعمد، هدفه تشتيت الأنظار عن جرائم الحرب المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وبالاستمرار في هذا السياق، الهجوم الإسرائيلي على لبنان والتصعيد في سوريا يُعدان جزءاً من لعبة واسعة، حيث تُستخدم هذه الساحات كمسرح جانبي، فيما تجري عملية تصفية واسعة لغزة بعيداً عن اهتمام الإعلام الدولي والمجتمع الدولي المشغول بالأزمات المتناثرة، إيران من جانبها، ورغم تصعيدها المزعوم بالصواريخ، تبدو وكأنها تدخل ضمن هذه المعادلة لإضافة المزيد من التعقيد إلى المشهد، ورغم حديثها عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، تُظهر تصرفاتها تناقضاً بين الشعارات والأهداف، مما يُعزز من حالة النفاق السياسي ويعقد المشهد العام

على الرغم من تعقد الأوضاع، فإن العدوان في غزة لا يتوقف، حيث يُضاف كل يوم إلى سجل طويل من الدمار والموت الذي يعاني منه المدنيون العُزل، لكن وسط هذه النيران، نجد أن قضية غزة تنزلق من محور الاهتمام العالمي، الذي ينصرف نحو متابعة تطورات لبنان وسوريا، وكأنما الهدف الحقيقي هو صرف الأنظار عن المأساة الإنسانية في غزة.

وعلى رغم كل محاولات التشتيت والإلهاء، ستبقى غزة الجرح النازف في ضمير الأمة والعالم، وصوتها سيظل يهزّ أركان الظلم، صرخة حق لا تنكسر أمام زيف الأحداث أو ألاعيب الساسة، إن القضية الفلسطينية ليست مجرد خبر عابر أو حدث يُنسى بين تصعيدات إقليمية، بل هي جوهر الصراع الحقيقي في الشرق الأوسط، حيث تختزل في صمودها كفاح أمة بأكملها، غزة، بأهلها الذين لا يركعون إلا لله، ستظل عنواناً للشرف والعزة، ومهما حاول العالم التستر على مأساتها، فإن نور الحق فيها سيبقى متقداً، شاهداً على خذلان العالم ونفاقه، وعلى صمودٍ لا يعرف الان?ناء.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF