خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سراب الشرق الأوسط «خيوط مشدودة على مشارف الحرب»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالكريم سليمان العرجان

في قلب هذا الشرق المضطرب، تبدو الأحداث كسراب في صحراء ممتدة، تلمع في الأفق لكنها تتلاشى كلما اقتربت منها، من يملك البصيرة يدرك أن الأمور لا تُحكم بالعشوائية، بل بخيوط متشابكة، تُحركها أيادٍ خفية، وكلما زاد التوتر، ازداد تشابك هذه الخيوط، لتخلق لوحة معقدة من الأحداث التي توحي بأننا على مشارف انفجارٍ جديد.

إن التحولات السياسية الأخيرة، والتصريحات المتبادلة بين القوى الإقليمية، تنذر بشتاء بارد، تُجمّد فيه النزاعات الطائفية وتدخلات القوى الخارجية كل آمالها في التهدئة، وبينما تعلو الأصوات داعية للحوار، هناك من يدفع نحو الحرب بخطوات محسوبة، كأنما الأحداث مخطط لها لتصل إلى نقطة لا عودة.

وفي وسط هذا المشهد المتأزم، يظل الأردن الدولة الوحيدة التي لا تجد نفسها في قلب المعارك، لكنها ليست متفرجة، فمنذ عقود، والأردن من صلب هذا الصراع، يلعب دوراً محورياً، يحذر ويتصدى، دون أن يقع في دوامة الحروب، الملك عبد الله الثاني، كما كان قبله الملك الحسين، حذر بذكاء وبُعد نظر من الأطراف التي تحاول زعزعة الاستقرار، فكلماتهما لم تكن مجرد تحذيرات عابرة، بل كانت نداءات لرسم خريطة واضحة لتفادي الفوضى والحروب في المنطقة.

في هذا المشهد، تبدو بعض الدول كالمتفرج، تراقب عن بُعد وتنتظر كيف ستنتهي هذه المسرحية الباردة، لكن الخيوط التي تُحرك الأزمات لا تُترك بيد أحد، فالتحالفات تُبنى وتتفكك في الظل، والخطط تُصاغ لتغيير ملامح المنطقة.

فما بين الأطماع الإقليمية والمصالح الدولية، يبدو الشرق الأوسط وكأنه لعبة شطرنج ضخمة، حيث الجميع يترقب الخطوة القادمة، والخاسرون هم شعوب هذه المنطقة التي تعيش على حافة الانفجار.

ومع تصاعد التوترات، يظل السؤال الأكبر: هل نحن أمام مرحلة جديدة من الحروب؟ أم أن هناك فرصة أخيرة لتفادي كارثة جديدة؟ الوقت وحده سيكشف إن كانت تلك الخيوط ستُقطع، أم أنها ستشد المنطقة نحو حافة المجهول.

ومع ذلك، وفي ظل هذا المشهد المتشابك، قد تتخذ بعض القوى الإقليمية مساراً آخر مختلفاً تماماً، ففي الأفق تلوح احتمالات غير متوقعة، كالمصالحة الإيرانية الإسرائيلية، خطوة قد تبدو بعيدة المنال في الظاهر، لكنها تتماشى مع ديناميكيات السياسة المعقدة في الشرق الأوسط، قد تكون هذه المصالحة، إن حدثت، مدفوعة بأهداف أعمق: فإيران تسعى لتعزيز نفوذها لتصبح «شرطي المنطقة»، فيما تبحث إسرائيل عن استقرار جديد في معادلة أمنية متغيرة، ربما تكون هذه اللعبة السياسية مجرد فصل آخر من فصول الصراع على السلطة في منطقة حيث لا مكان للعواط?، بل للمصالح.

ورغم كل هذه التحليلات، يبقى السؤال مطروحاً: هل سنشهد فعلاً تحولات جذرية نحو التهدئة؟ أم أن خيوط الأزمة ستظل مشدودة حتى الانفجار؟ الأيام وحدها ستكشف لنا ذلك، لكن في النهاية، فإن تحركات اليوم هي التي ستحدد خريطة المستقبل.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF