تتصارع قوى الإقليم المحيطة بالمملكة الهاشمية الأردنية بدوافع الباطل ضد الباطل غير عابئة بالمبادئ والقيم الدينية والإنسانية التى يجب أن تحكم العلاقات بين الأمم والشعوب واتباع الأديان المقدسة التى جاء بها الأنبياء والرسول عليهم السلام جميعا لضبط قيم وعلاقات البشر وسلوكهم في هذا الكوكب من عالم خلق الله الواسع.
لقد كانت منطقتنا المعروفة بالشرق الأوسط موطن الأنبياء والرسل، وتعرف في جميع أنحاء العالم بانها الأرض المقدسة عند الله ورسله واتباع الديانات التوحيدية الثلاث: يهودية موسى، ومسيحية عيسى، وإسلامية اعظم الخلق محمد عليهم جميعا الصلاة والسلام.
ما يشهده العصر الحاضر بعد تقدم البشرية المبهر في مختلف العلوم والتطور التكنولوجي والإنساني، تراجع حاد في العلاقات الإنسانية وتفاقم العداء والصراع والعدوانية والإبادة، التي باتت تحكم نظرات الأمم تجاه بعضها في العالم عامة وفي الأرض المقدسة خاصة.
الفكر الصهيوني الذي استغل مسألة الشعب اليهودي والظلم الذي تعرض له اليهود في العالم، نقل هذا الظلم وصبه على الشعب الفلسطيني مسلميه ومسيحييه، وبات ينكر وجود شعب عريق، وهجره من ارضه بالقوة والحروب والسلاح.
على الجانب الآخر تعتمد الدولة الإيرانية المذهب الإسلامي الشيعي لتوظيف المذهبية الدينية بالقتل باسم الله للمسلمين العرب السنة كما كان في العراق وامتد إلى خمس عواصم عربية أخرى لإعادة امجاد امبراطورية فارس ما قبل الإسلام، ولكن تحت غطاء الدين الإسلامي وهو أمر لا يقره الإسلام والشرائع السماوية ولا الأنظمة والأعراف الدولية، وتوظف ميليشيات مدعومة منها لنشر الفوضى والتمرد والمخدرات والفتن والصراعات والقتل في المجتمعات العربية تحت شعارات تهدف إلى تعزيز شعبية المشروع الإيراني الفارسي.
ويوظف الدين ايضاً من بعض تنظيمات اتباع المذهب السني في العالم العربي لبناء الفكر العدائي المتطرف ضد كل ما هو معارض لهم، ويدعون احتكار الدين والحقيقة والعلاقة مع الله، وهذا ما يتناقض مع الشرائع ومبادئ الأديان.
وفي عالم المسيحية تطرح بعض الاتجاهات المتطرفة مثل بعض المسيحيين الجدد وتوظف مبادئ المسيحية السمحة لخدمة الصراعات وتغذيتها في مناطق متعدده في العالم ومنها الشرق الأوسط والأرض المقدسة.
في الأردن المملكة الهاشمية قلب الأرض المقدسة يختلف الأمر كثيرا، حيث يعترف العالم بانه الدولة الأمثل التي تعتبر نموذجا في المنطقة للتعايش والمحبة والسلام، ولا أدل على ذلك من الإجماع الدولي والديني على تولية الملك عبدالله الثاني رعاية المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، والمحافظه على حقوق المقدسات اليهودية.
والأردن هو المتمسك بالحل العادل للقضية الفلسطينية على مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية وضمان الامن والاستقرار لدولة اسرائيل، حيث بات العالم العربي والمجتمع الدولي يؤمن بان لا حل دائم إلا بهذا الحل الذي يتبناه ويدافع عنه الأردن ويعتبره ضمانا للأمن والسلام الدائم في الشرق الأوسط، وبغيره لن يكون هناك أي استقرار او امن او سلام لشعوب ودول المنطقة.
ومن هنا فان العالم وصناع القرار من العقلاء فيه، بات يثق بالملك عبدالله الثاني ابن الحسين الأقوى والأنقى والأكثر ثقة بالعالم بمواقفه المشهودة في كل اللقاءات والمحافل الدولية.
امًا طروحات تغيير وجه الشرق الأوسط بالقتل والدمار واستباحة كل الحقوق الإنسانية والعدوان كما يروج لها رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو، فإنها طروحات عبثية ستنتهي بانتهاء أصحابها ولن تأتي بالسلام والاستقرار وستبقي المنطقة في دوامة العنف والصراع لان لا حق يضيع وراءه مطالب.
ولهذا ولغيره من الأسباب فان الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، هو الذي كان وسيبقى الأكثر ثقة وتأهيلا لدى المجتمع الدولى ودعاة السلام في المنطقة وفي المجتمع اليهودي واسرائيل والعالم، والأكثر ثقة لدى اتباع الديانات الثلاث، والأكثر امنا واستقرارا وعدلا، والأمل المنشود بمستقبل مشرق يغير وجه منطقة الشرق الأوسط والأرض المقدسة بشكل إيجابي نحو العدالة والتعايش والاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي.