في خضم الأحداث التاريخية المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، يتجلى مسلسل «وجه الزمان» كعمل درامي يتجاوز حدود الفن ليعكس قضايا الهوية الأردنية، حول فترة حرجة من تاريخ المنطقة، بين عامي 1941 و1948، حيث تتداخل القصص الأردنية و الفلسطينية في صراع مشترك من أجل البقاء والكرامة، تركز الرواية على كيفية تأثير الاحتلال وأطماع التغيير الديمغرافي على المجتمعات الأردنية والفلسطينية، مما يعكس الآثار العميقة لهذه الأحداث على الهوية الأردنية.
يعكس المسلسل في شخصياته وأحداثه روح المقاومة والوحدة، مبرزاً أهمية التمسك بالهوية الأردنية، يعبر المقطع الشهير «يا بو الشماغ الأحمر عالجبهة السمرا» عن الفخر الوطني والإرادة الجماعية للأردنيين في مواجهة التحديات، مما يجعل هذه الكلمات رمزاً للقوة والصمود.
تتطلب الهوية الوطنية الأردنية اليوم يقظة ووعياً مستمرين، خاصة في ظل الضغوط الاجتماعية والسياسية، يُظهر المسلسل كيف أن الفهم العميق للتاريخ والمقاومة هو السلاح الأقوى للحفاظ على الهوية، من الضروري التأكيد على أن الأردن هو وطن للجميع، ولكنه ليس بديلاً لأحد، وهو ما يؤكده موقف جلالة الملك عبدالله الثاني.
في الوقت الذي تزداد فيه المخاطر المحدقة بالهوية الوطنية، يُعد مسلسل «وجه الزمان» دعوة للتأمل في تجارب الماضي والدروس المستفادة، الحفاظ على الهوية يتطلب من الأجيال الجديدة فهم تاريخهم ومقاومة محاولات التغيير، في عالم سريع التغير، يُعتبر الالتزام بالهوية الوطنية الأردنية أمراً ملحاً، حيث يبقى الوعي بتاريخ الوطن وثقافته أساساً للحفاظ على تماسك المجتمع.
تجسد أحداث المسلسل كيفية أن الثقافة والفن يمكن أن يلعبا دوراً حيوياً في تعزيز الوعي الوطني، مما يؤكد أهمية التماسك والتضامن لمواجهة كل محاولات التفكيك أو التغيير،ًيُعتبر «وجه الزمان» أكثر من مجرد سرد درامي، إنه دعوة للجميع لتأمل هويتهم والتزامهم بالدفاع عن وطنهم، في نهاية المطاف، تبقى الهوية الوطنية الأردنية عنصراً رئيسياً في التصدي للتحديات، مُكرسة ضرورة الحفاظ على الذاكرة الجماعية والقيم التي تشكل أساس المجتمع الأردني.