في أحد الصالونات الثقافية الراقية، دار حديث شيق حول الانتخابات النيابية ودورها في تعزيز المؤسسات الديمقراطية في الأردن، جلس الحضور يتبادلون الآراء والتجارب، حيث كان النقاش منصباً على تأثير الانتخابات على المشهد السياسي ومدى قدرتها على تحقيق التحول المطلوب.
أحد المتحدثين بدأ بتسليط الضوء على أهمية الانتخابات النيابية كمحطة محورية في مسيرة الديمقراطية، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي امتحان حقيقي لجميع الأطراف المعنية، ثم انتقل للحديث عن الأحزاب السياسية، موضحاً أن عليها تقديم برامج تلبي طموحات المواطنين وتحقق آمالهم، لأن الانتخابات تشكل فرصة لاختبار مدى قدرتها على التواصل مع الناخبين وتقديم حلول واقعية لمشاكلهم.
تحدث آخر عن دور المؤسسات الحكومية في هذه الانتخابات، مؤكداً أنها تواجه تحدياً كبيراً لضمان نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها، وأشار إلى أن هذه المؤسسات يجب أن تكون على أتم الاستعداد للتعامل مع أي تجاوزات، مع الحفاظ على حيادها وشفافيتها لضمان الثقة في العملية الانتخابية.
في سياق النقاش الثقافي، أود أن أضيف رأيي الشخصي حول الدور الحيوي الذي تلعبه الانتخابات في تعزيز دور المؤسسات الديمقراطية في الأردن، أعتقد أن الانتخابات هي أكثر من مجرد عملية انتخابية، هي فرصة لإعادة تقييم أداء الأحزاب والمؤسسات، وإعطاء المواطن فرصة للتأثير في مصير بلاده.
أرى أن الأحزاب السياسية تواجه تحدياً كبيراً في تقديم برامج واقعية وجذابة، وهذا يتطلب منها أن تكون أكثر شفافية وتواصلاً مع المواطنين، في الوقت نفسه، يجب على المؤسسات الحكومية أن تظل محايدة وتعمل على ضمان نزاهة العملية الانتخابية، وهو ما يتطلب تحسين آليات الرقابة والتعامل مع أي تجاوزات قد تحدث.
أما بالنسبة لدور المواطن، فإنه الأساس في العملية الديمقراطية، الاختيار الواعي للممثلين بناءً على البرامج والرؤى هو ما يساهم في تعزيز النظام الديمقراطي وتحقيق تطلعات المجتمع، وبالتالي، فإن الانتخابات النيابية تشكل اختباراً حقيقياً لجودة الديمقراطية في الأردن، وتعد فرصة لإظهار نضج النظام السياسي واستعداده لمواجهة التحديات المستقبلية.
لم يغفل الحوار عن دور المواطن، حيث اتفق الحضور على أن المواطن هو حجر الزاوية في أي عملية ديمقراطية، وأكدوا ضرورة أن يكون اختياره لممثليه مبنياً على البرامج والرؤى، وليس على اعتبارات عشائرية أو جهوية، رأى الحاضرون أن الانتخابات هي فرصة للمواطن لتعزيز دوره في بناء مستقبل أفضل للبلاد.
وفي ختام النقاش، لا يمكننا أن نغفل دور جلالة الملك في تعزيز التجربة الديمقراطية في الأردن، لقد أظهر جلالته التزاماً راسخاً بدعم الإصلاحات السياسية وتعزيز دور المؤسسات الديمقراطية، مما يعكس رؤيته الثاقبة واهتمامه العميق بمستقبل البلاد، إن الانتخابات النيابية في الأردن تمثل فرصة مهمة لاختبار مدى نضج التجربة الديمقراطية في البلاد، ونجاحها هو مؤشر على قوة المؤسسات الديمقراطية وقدرتها على الاستمرار في تحقيق الإصلاحات المطلوبة.