خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التّحدّي الأكبر!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

إنجازات كبيرة تحقّقت في المئوية الأولى من عمر الدولة. وهي إنجازات على كل المستويات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتربوية والتقنية والخدمية؛ وغيرها.

لكن التّحديات كثيرة أيضاً، بعضها مُستجدّ وبعضها مُرَحّل.

ومن المهم أن نؤكد، قبل الخوض فيما نسميه التحدّي الأكبر، أننا، وعلى نحو عام، نأخذ التحديات على محمل الجد، ونعمل جاهدين على التعامل معها، ليس دفعة واحدة، لكن المُلحّ والأقرب أثراً، وما نتنبّه له.

ومن هنا جاءت الخطط وجاء الفعل الملموس حديثاً بخصوص التحديث السياسي، والذي يتجسّد الآن في أحزاب واعدة وانتخابات برلمانية قد تشكل منعطفاً مهماً، والتحديث الاقتصادي والإداري وغيره.

نأمل أن تُؤتي الجهود في هذه المجالات أُكلها؛ وسوف يتحقق الكثير إذا ما تم التعامل مع هذه الملفات بالجدية والحرفية وجودة الأداء المطلوبة.

بَيْدَ أن التحدّي الأكبر، من وجهة نظرنا ووجهة نظر من كتب النزر اليسير عن هذا الأمر، هو التحدي على مستوى الثقافة بشقيها الفردي والجمعي.

الواضح، علمياً ومعرفياً ومن تجارب المجتمعات التي نهضت، أن العامل الحاسم وراء نهضتها هو التغيير، أو التغيّر، الذي حصل في ثقافتها ومكّنها من فعل ما فعلت.

وكثير كُتب حول ذلك، أي حول دور الثقافة في النهضة والتقدم، من قبل علماء ومفكرين يتمتعون بعمق التفكير ورصانة الطرح. منهم عباس محمود العقاد ومحمد عبد العزيز ربيع وفؤاد زكريا وهشام الشرابي، ومؤخراً إدوارد سعيد في «الثقافة والإمبريالية» ولورنس هاريسون وصموئيل هنتنغتون في «أهمية الثقافة: كيف تؤثر القيم في التقدم الإنساني».

والنقطة الأساسية التي يتفق عليها هؤلاء أنّ الثقافة بشقيها الفردي والجمعي، وليس التكنولوجيا أو العلم أو غيرها من معارف (على أهميتها)، تلعب الدور الحاسم إما في إحداث النقلة المرجوة أو المراوحة في المكان.

لا شك أن ثقافتنا المعاصرة فيها الإيجابيات الكثيرة، لكن فيها السلبيات كذلك. وهذه السلبيات تشدّنا للخلف.

والسلبيات كثيرة. نرى بعضها مُجسّداً في الحالة المرورية (حوادث السير والمخالفات مثالاً) أو العلاقة غير الصحية بالبيئة التي تتسم بعدم الاكتراث أو بالإيذاء (المُخلّفات في المتنزهات مثالاً)، أو الأداء المؤسسي الذي لا يرقي للطموح (البيروقراطية والتّرهّل مثالاً)؛ أو ضعف الاختراع والابتكار والريادة والإبداع.

العلّة تكمن، عند العديد من الأفراد، في التّوجّهات والميول المُتسمة في المجمل بالفتور وعدم الاكتراث، أو النزوع نحو التهكم والاستخفاف والاستهتار والإهمال، وأحياناً ممارسة الأفعال السلبية الهدّامة.

وهذه السلبيات تُعيق تقدمنا رغم النجاحات والإنجازات في عدة ميادين وأبعاد. وإذا أردنا أن ننهض، ونُخمّن أننا نريد، لا بد إما من تصفير هذه السلبيات بحيث لا يكون لها أي أثر أو تحجيمها وتقليلها وتقزيمها بحيث يكون تأثيرها هامشياً.

إحداث التغيير على هذا البُعد ليس سهلاً، لكنه غير مستحيل؛ وإن فعلته بعض الدول فيمكننا أن نفعله.

ويكون ذلك، من بين عدة أمور، بأن ننظر للأمر، أي للتغيير في الثقافة، على أنه أولوية أولى؛ ثم نضع الخطط المتينة الكفيلة بإحداث التغيير، ومن ضمنها إعادة هيكلة نظامنا التربوي بحيث يُعلي من أهمية رسالته الأكبر والأسمى، المتمثلة في التربية والتثقيف والتأثير في السلوك أولاً.

وبعد، فلن تكتمل جهودنا في التحديث والتطوير إذا لم تشمل إحداث النقلة في الثقافة بمستوييها الفردي والجمعي؛ وهذا هو التّحدي الأكبر.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF